قالت مجلة لكسبرس، إن الحرب في أوكرانيا وضعت البحرية الروسية في موقف صعب، بعد أن فقدت بعض سفنها واضطرت إلى مغادرة بعض قواعدها، إلا أن قدراتها في مجال الغواصات لا تزال هائلة.
وأوضحت المجلة الفرنسية -في تقرير بقلم كليمان دانييه- أن روسيا نشرت أكثر من 150 سفينة من جميع الأحجام في مناورة بين 23 و27 يوليو/تموز، أطلق عليها اسم "عاصفة يوليو"، وصممت للتدريب، ولإبهار الجمهور أيضا.
وشملت هذه المناورة التي كانت بمثابة تذكير للعالم بأن روسيا تمتلك ثالث أكبر أسطول في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين هجمات منسقة، واختبارات صواريخ بعيدة المدى، وطائرات مسيرة ، وإجراءات وقائية ضد الأنظمة غير المأهولة، سواءً في الجو أم البحر، حسب المجلة .
ومع ذلك رأت المجلة أن وراء نشر الموارد هذا، أن هناك واقعا أكثر قسوة بالنسبة لروسيا، حيث أضعفت الحرب في أوكرانيا موقعها في البحر، وبالتالي لم تجر مناورات "عاصفة يوليو" في ظروف مثالية، إذ لم يكن من الممكن إجراؤها في البحر الأسود ، حيث تضررت نحو عشرين سفينة أو غرقت.
وذكرت المجلة أن روسيا كان لديها قبل هجومها على أوكرانيا، "4 منافذ إلى البحار الغربية، ولم يعد لديها اليوم سوى منفذ ونصف، بعد أن خسرت كثيرا من حيث الوصول الإستراتيجي"، حسب رئيس أركان البحرية الفرنسية، نيكولا فوجور.
وقد اضطر أسطول البحر الأسود إلى الانتقال من سيفاستوبول إلى ميناء نوفوروسيسك، شرقا بعد إغراق الطرادة الشهيرة " موسكفا " في أبريل/نيسان 2022، وبعد أن أغلقت تركيا مضيق الدردنيل أمام السفن الحربية الروسية، حسب المجلة.
أما بحر البلطيق ، فقد أصبح "بحيرة تابعة لحلف شمال الأطلسي ( ناتو )" مع انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، كما خسرت روسيا البحر الأبيض المتوسط ، لانشغالها بالحرب في أوكرانيا عن منع سقوط حليفها السوري المخلوع بشار الأسد .
ونتيجة لذلك، اضطرت موسكو لسحب أصولها العسكرية من قاعدة اللاذقية الجوية، وهي مركز رئيسي لعملياتها في أفريقيا ، ومن ميناء طرطوس ، حيث كانت تستطيع صيانة سفنها وتزويدها بالوقود.
ويقول نيكولاس مازوتشي، مدير الإستراتيجية البحرية في مركز الدراسات الإستراتيجية للبحرية، إن "الروس يواجهون صعوبة بالغة في تمويل وبناء وصيانة سفنهم"، مضيفا أن "خسارة موسكفا أثبتت سوء صيانتها، وضعف سيطرة بحارتها على قدراتها، مما يثبت عجزهم عن مواصلة القتال بعد تعرضهم للقصف".
وإذا كانت البحرية السطحية تواجه مثل هذه الصعوبات، فذلك يعود إلى إعطاء الأولوية، منذ الحقبة السوفياتية، لقوة الغواصات، ويحذر الأدميرال فوجور قائلا "واصل الروس تطورهم الديناميكي، بغواصاتهم الهجومية النووية الجديدة من فئة إياسن".
وبالإضافة إلى هذه الغواصات النووية ، توجد غواصات صواريخ باليستية تعمل بالطاقة النووية ، قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية من على بعد آلاف الكيلومترات، كما تمتلك أيضا قدرات هجومية تحت الماء.
وبالإضافة إلى السفن العلمية المزعومة مثل "يانتار"، القادرة على نشر روبوتات وطائرات مسيرة تصل إلى أعماق الأرض وتصل إلى كابلات الاتصالات، تمتلك روسيا غواصات مخصصة لهذا النوع من المهام السرية، مثل "بيلغورود"، ولا تزال أدوات التشويش الإستراتيجية أولوية بالنسبة لها، حسب المجلة.