آخر الأخبار

قمة شنغهاي.. تحالف يضم نصف سكان العالم يضع أميركا أمام تحدٍ جديد

شارك
شي ومودي في قمة منظمة شنغهاي - 31-08-2025- رويترز

اجتمع قادة روسيا والصين والهند وسبع دول أخرى يوم الاثنين في شمال الصين لحضور أحدث قمة سنوية لـ" منظمة شنغهاي للتعاون"، فيما قد يُمثل تحدياً ناشئاً للقيادة الأميركية العالمية.

تأسست "منظمة شنغهاي للتعاون" قبل 24 عاماً، إلا أن ضغوط الرئيس الأميركي على الهند أكسب قمتها أهمية كبرى مع ازدياد حجم وتأثير المنظمة، التي تضم 10 دول يمثلون تقريباً نصف سكان الأرض، حتى في ظل غموض أهدافها وبرامجها وضعف شهرتها.

تضم منظمة شنغهاي للتعاون بعض أعداء الولايات المتحدة الواضحين.

وتشمل العضوية الكاملة أيضاً بيلاروسيا وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان. كانت المنظمة تُعتبر في الأصل بمثابة تحدٍّ للنفوذ الأميركي في آسيا الوسطى، ثم توسعت لتشمل الهند وباكستان في عام 2017، وإيران في عام 2023، وبيلاروسيا في عام 2024.

بعض هذه الدول أعداء واضحون للغرب، وخاصة إيران وحليف روسيا الوثيق بيلاروسيا. دول أخرى، بما في ذلك الهند والصين وروسيا، لديها علاقات أكثر غموضاً، نظراً لموقف واشنطن المتذبذب تجاه حرب روسيا مع أوكرانيا، والتعريفات الجمركية الأميركية التي قلبت العلاقات التجارية مع دول مثل الصين والهند رأساً على عقب، بحسب ما ذكره موقع "أسوشيتد برس".

من تكتل إقليمي إلى تحالف أوسع

منذ تأسيسها عام 2001، هيمنت الصين، القوة الاقتصادية العظمى الإقليمية، بشكل أساسي على منظمة شنغهاي للتعاون، حيث سعت روسيا إلى استخدام المجموعة للحفاظ على نفوذها في جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية السابقة، كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان.

في حين تراجع النفوذ الاقتصادي لروسيا بشكل مطرد، لا سيما في ظل العقوبات الغربية المتزايدة الشدة، استخدمت كل من روسيا والصين التحالف كإطار للتعاون العسكري الإقليمي، وإن اقتصر على التدريبات المشتركة ومنافسات إطلاق النار.

انضمت بيلاروسيا وإيران وباكستان والهند لاحقاً في محاولة واضحة للمشاركة في نفوذ منظمة شنغهاي للتعاون الناشئ، على الرغم من أن قيمة عضويتها لا تزال محل جدل. واجهت إيران وبيلاروسيا إدانة دولية بسبب العقوبات وانتهاكات حقوق الإنسان، بينما تعتمد باكستان بشكل كبير على الصين في المعدات العسكرية.

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، دالي يانغ، بأن منظمة شنغهاي للتعاون تُعد واحدة من أبرز المنظمات الإقليمية التي شاركت الصين في تأسيسها.

آلية متكاملة للتعاون العملي

وأضاف يانغ: "بالنسبة للقيادة الصينية، هناك تركيز كبير على الحفاظ على العلاقات القائمة على الساحة الدولية، على الرغم من أن منظمة شنغهاي للتعاون لم تكن فعالة في مواجهة التحديات الرئيسية اليوم".

وقال خبير السياسة الصينية بجامعة ميامي، جون تيوفيل دراير، إن منظمة شنغهاي للتعاون تبدو وكأنها تريد الانتقال من كونها منصة حوار إلى "آلية متكاملة للتعاون العملي تحقق نتائج ملموسة لمواطني الدول الأعضاء". ومع ذلك، يبقى السؤال: "ما الغاية وكيف؟"

وأضاف دراير: "بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، فإن ترؤسه للتجمع في تيانجين من شأنه أن يُكسبه دعاية إيجابية، وربما يُعزز صورته كقائد لنظام عالمي جديد".

دخول الهند قد يغير المعادلة

قد يؤدي دخول الهند إلى تغيير المعادلة. فمنذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت الهند مشترياً رئيسياً للنفط الروسي، مما زاد من التوترات مع واشنطن. أشار مودي أيضاً إلى "التقدم المطرد" في تحسين العلاقات مع الصين بعد لقائه بكبير دبلوماسييها في أغسطس، مشيراً إلى "احترام مصالح وحساسيات كل طرف".

يُحتمل أن يشكل انضمام الهند إلى منظمة شنغهاي للتعاون تحدياً للهيمنة الروسية والصينية على المنظمة. فعلى الرغم من علاقاتهما التجارية، من غير المرجح أن تقدم الهند دعماً ذا مغزى لحرب روسيا في أوكرانيا أو لمطالبات الصين بتايوان وبحر الصين الجنوبي.

كما سعت الهند منذ فترة طويلة للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنها لم تتلق سوى دعم فاتر من الصين وروسيا، ربما لمنع تراجع نفوذهما لدى الغرب. ومع ذلك، لن تخسر نيودلهي الكثير طالما استمرت واشنطن في بثّ حالة من عدم اليقين بشأن تجارتها الخارجية.

رفضت الهند التوقيع على بيان مشترك في اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون في يونيو، لأنها رأت موقفاً مؤيداً لباكستان في إغفال ذكر حادث إطلاق النار الجماعي المميت الذي وقع في 22 أبريل على سياح في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير.

ووصفت وكالة أنباء شينخوا الرسمية تجمع تيانجين بأنه "أكبر قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في التاريخ"، وقالت إنها سترسم "مخططاً لعقد تطور التكتل القادم".

انضم قادة حوالي 12 دولة أخرى إلى القمة كشركاء حوار أو ضيوف، بما في ذلك مصر ونيبال والعديد من دول جنوب شرق آسيا.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا