اعتدى عشرات المستوطنين الإسرائيليين على جنود في الجيش الإسرائيلي قرب قرية في شرق رام الله في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان السبت.
وقال الجيش إن قواته رصدت، مساء الجمعة، "مجموعة من المدنيين الإسرائيليين كانوا يقودون سياراتهم باتجاه منطقة عسكرية مغلقة" قرب قرية المغير شرقي رام الله.
وأضاف أن قوات من الجيش توجهت إلى الموقع لتفريق التجمع، إلا أنها تعرضت للرشق بالحجارة واعتداءات جسدية ولفظية من قبل عشرات المستوطنين، شملت قائد كتيبة ميدانية.
وألحق المعتدون أضراراً بعدد من المركبات العسكرية وحاول بعضهم دهس الجنود باستخدام سياراتهم، بحسب البيان الذي أفاد بأن القوات تمكنت من تفريق التجمع واعتقلت ستة مستوطنين إسرائيليين، وحولتهم إلى الشرطة الإسرائيلية لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية.
وأعرب الجيش الإسرائيلي والشرطة عن إدانتهما لما وصفاه بأعمال العنف ضد عناصر الأمن، وأكدا أنه سيتم التعامل بصرامة مع أي محاولات للإضرار بالقوات أثناء أدائها لمهامها. كما أدان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الهجوم.
وتعرض جنود للهجوم بعد أيام من قتل مستوطنين فلسطينيين في المنطقة نفسها.
وفي 25 يونيو/حزيران، قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب سبعة آخرون خلال هجوم مستوطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله. والخميس، شارك مئات الفلسطنيين في تشييع الشبّان القتلى.
وأدانت مصر، بـ "أشد العبارات"، الاعتداءات المتكررة التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في عدد من المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والتي كان آخرها الهجوم على قرية كفر مالك، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية السبت، اعتبرت القاهرة هذه "الاعتداءات الممنهجة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربع، وتقوض جميع الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".
وشددت على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوضع حد لهذه التجاوزات الصارخة"، وتحمل مسؤوليته "في التصدي للظلم المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال"، داعية إلى تفعيل آليات المحاسبة والعمل على توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين من جرائم المستوطنين.
وجددت مصر تأكيدها على موقفها الثابت بأن جميع المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي العربية المحتلة هي غير شرعية، وتشكل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
كما أكدت دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في غضون ذلك، اعتقل الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، الصحفي مجاهد بني مفلح، بعد اقتحام منزله في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس.
وأفادت مصادر عائلية بأن جنود الجيش الإسرائيلي اقتحموا منزل مجاهد، واعتدوا عليه بالضرب، وحطموا مكتبه الشخصي، ثم اعتقلوه وصادروا جهاز الكمبيوتر الخاص به.
ومجاهد أبٌ لثلاثة أبناء، تخرج من كلية الصحافة والإعلام في جامعة القدس، ويعمل محرراً في موقع "الترا فلسطين".
وسبق أن تعرض مجاهد للاعتقال مرتين لدى السلطات الإسرائيلية، الأولى في عام 2015، وأفرج عنه بعد نحو أسبوع، والثانية في عام 2020، حين استمرَّ اعتقاله أسبوعين قبل الإفراج عنه بدون صدور حكم بحقه.