في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال مصدر عسكري سوداني للجزيرة، إن قوات الدعم السريع اقتحمت مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، وشرّدت المقيمين فيه وقتلت عددا منهم.
وأشار المصدر إلى أن الآلاف وصلوا إلى مدينة الفاشر سيرا على الأقدام هربا من مخيم زمزم الذي اقتحمته قوات الدعم السريع، ويبعد 12 كيلو مترا غرب مدينة الفاشر.
من جهتها، أعلنت "منسقية مقاومة الفاشر" (لجنة شعبية)، فجر اليوم الأحد، أن عدد ضحايا هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بما فيها مخيما "زمزم وأبو شوك" للنازحين، أمس السبت، تجاوز 320 قتيلا وجريحا.
ولليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الدعم السريع هجومها على مخيم زمزم الذي يضم نحو نصف مليون نازح، وفق مصادر محلية.
وفي موجة تنديد دولية، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ، إن تقارير صادمة من الفاشر في دارفور تشير إلى أن هجمات عشوائية من قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل مدنيين، منهم عاملون في الإغاثة.
وأضاف، أن هذا يضفي أهمية ملحة على مؤتمر السودان المقرر عقده، يوم الثلاثاء، في لندن بمشاركة شركاء دوليين، وطالب جميع الأطراف بالالتزام بحماية المدنيين.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية ، إنها تشعر بالاستياء الشديد حيال الهجوم على مخيم زمزم للنازحين جنوبي مدينة الفاشر، الذي أودى بحياة عاملين في المجال الصحي، في أثناء تقديمهم الرعاية الصحية.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية عمار حسن، إن هدف الدعم السريع هو السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر باعتبارها العاصمة التاريخية لإقليم دارفور بكل ولاياته الخمس.
وأضاف حسن، أن اقتحام المخيم يأتي رغم وجود القوات المسلحة داخل مدينة الفاشر إلى جانب وجود قوات متحركة خارجها تعمل على قطع خطوط الإمداد عن الدعم السريع وتضعف من قدراته.
وقال إن الهدف من الضغط على مخيم زمزم، هو إفراغه من المدنيين وبعث رسالة مفادها، أن الدعم السريع مستعد لدخول مدينة الفاشر حتى وإن كلفه ذلك ارتكاب جرائم حرب، وهو ما وثقته فيديوهات من داخل المخيم لعمليات تصفية عرقية.
وأكد أن ما جرى في مخيم زمزم "ليس سوى امتداد لجرائم المليشيا المتمردة في مدن السودان الأخرى ونسخة مكررة مما حدث في مدينة الجنينة العاصمة التاريخية لقبيلة المساليت في غرب دارفور، وهو أيضا محاولة للضغط على سكان الفاشر ودفعهم إلى الخروج من المدينة".
وأوضح، أن مخيم زمزم يؤوي نازحين لجؤوا إليه هربا من بطش الحركات المسلحة في الإقليم وتوجه معظمهم إلى المدن الكبرى بحثا عن حماية الجيش والحكومة، ولهذا تنتشر معسكرات النزوح قرب عواصم الولايات باعتبارها مناطق آمنة خاضعة لسيطرة الجيش.
وتعد مدينة الفاشر مركزا رئيسيا للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور، وتشهد منذ 10 مايو/أيار 2024 معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من التحذيرات الدولية من انفجار الوضع الإنساني.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش.