في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتواصل المحادثات حول هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس وسط خلافات جوهرية تعيق التوصل إلى اتفاق شامل.
وتصر الحركة على أن سلاحها يمثل "خطًا أحمر" لا يمكن التفاوض عليه، ما يعقد الجهود الأميركية والمصرية للوصول إلى تفاهمات تضمن الاستقرار في غزة.
في هذا السياق، كشف مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، أن حماس عرضت اتفاقًا يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات مقابل وقف أنشطتها العسكرية، وهو ما وجدته واشنطن مقبولا مبدئيا.
وأضاف أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع دول أخرى، ستعمل على ضمان عدم وجود أنفاق أو نشاط عسكري لحماس، وكذلك منع الحركة من الانخراط في السياسة مستقبلا.
في المقابل، أكد مصدر فلسطيني مطلع أن فكرة اعتزال حماس العمل السياسي ونزع سلاحها قوبلت بالرفض من الحركة، رغم موافقتها على عمل لجنة إدارة غزة دون اعتراض، مع ضمان أمنها واستقرارها. كما شددت مصر على ضرورة نزع سلاح حماس كشرط أساسي لبدء إعادة الإعمار.
إسرائيل ترفض العرض وتلوح بالتصعيد
على الجانب الإسرائيلي، رفض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عرض حماس، معتبرا أن الرد المناسب عليه هو "نسف الهدنة" من أساسها. كما توعد باستئناف الحرب بقوة أكبر حال قبول مثل هذا الاتفاق.
بالتزامن مع ذلك، يتجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المحادثات مع حماس حول وقف إطلاق النار، وسط تأكيدات بأن الحركة قدمت مبادرة لإطلاق سراح الرهينة الأميركي إيدان ألكساندر كبادرة حسن نية.
حماس.. تباين التوجهات
وفي تحليل لمجريات الأحداث، أكد رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، سمير غطاس، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، أن المسألة الأكثر خطورة تكمن في تعدد الأصوات داخل حماس، حيث تتباين مواقف جناحها السياسي بين تيارين رئيسيين. الأول، بقيادة موسى أبو مرزوق وخالد مشعل، يميل إلى الانفتاح على التفاوض مع الولايات المتحدة، فيما يبقى الجناح الآخر، الأقرب إلى إيران، متمسكا بالموقف المتشدد حيال السلاح.
وأشار غطاس إلى أن حماس تقول إن سلاحها خط أحمر، لكن عمليا هذا السلاح لم ينجح في حماية الفلسطينيين، كما أنه بات مستنزفا ولم يعد يمثل قوة قتالية قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن حماس تواجه تحديا كبيرا في استمرارها بالقتال، خاصة بعد مقتل معظم قياداتها العسكرية، مما جعل السلاح أداة للمساومة أكثر من كونه أداة قتال حقيقية.
كما تطرق غطاس إلى أن المحادثات التي جرت في الدوحة بين الولايات المتحدة وحماس تمت في البداية دون علم إسرائيل، ما أثار قلقا داخل الأوساط الإسرائيلية.
وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اضطر في النهاية إلى التنسيق مع واشنطن بشأن هذه المحادثات، رغم أنه كان يفضل استمرار الحرب على الدخول في أي مفاوضات.
وأضاف أن البيت الأبيض، بقيادة فريق خاص، يتعامل مع الملف الفلسطيني بطريقة أكثر حسما، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إغلاق هذا الملف بشكل نهائي من خلال فرض تسوية تضمن إنهاء النزاع طويل الأمد في غزة.
ومع استمرار التباين في المواقف، يبقى مستقبل التهدئة في غزة رهينا بمدى قدرة الأطراف على تقديم تنازلات حقيقية، وسط تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل دائم يضمن الاستقرار في المنطقة.