آخر الأخبار

ما هي ردود الفعل على حديث ترامب عن "تطهير غزة" ونقل سكان القطاع إلى مصر والأردن؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

في الوقت الذي كان يتجمع فيه عشرات الآلاف من النازحين قرب محور نتساريم للعودة إلى شمال قطاع غزة الذي دمرته الحرب، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات عبر فيها عن رغبته في استضافة الأردن ومصر لفلسطينيين من قطاع غزة.

وتحدث ترامب، الأحد، على متن الطائرة الرئاسية عن خطة لـ "تطهير" غزة، قائلاً: "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما".

قوبلت التصريحات الأمريكية بموقف موحد، من قبل الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، وهو رفض التهجير تماما.

وفي اليوم التالي، عادت أعداد غفيرة من النازحين مشياً على الأقدام، حاملين حقائب أو جارين عربات، إلى الطريق الساحلي باتجاه مناطق شمال القطاع التي نزحوا منها خلال الحرب.

مصدر الصورة

"شعبنا لن يرحل"

مصدر الصورة

أصدرت حركة حماس بيانا قالت فيه إن "الشعب الفلسطيني رفض الاستسلام لجرائم التهجير القسري خصوصاً في شمال قطاع غزة، ويرفض بشكل قطعي أي مخططات لترحيله وتهجيره عن أرضه".

وعبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد وإدانتها لأي مشروعات تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، و"هو الأمر الذي يشكل تجاوزاً للخطوط الحمراء التي حذرنا منها مراراً".

وأضافت الرئاسة أن "الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن نسمح بتكرار النكبات التي حلت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967، وشعبنا لن يرحل".


* فتح وحماس: ما تاريخ الخلاف والصلح؟
*
* ترامب يطرح خطة لـ"تطهير" غزة عبر نقل سكانها لمصر والأردن، ورفض من حماس والجهاد

"لا لإعادة إنتاج صفقة القرن"

مصدر الصورة

المحلل السياسي شرحبيل الغريب، الذي يسكن قطاع غزة، أكد لبي بي سي، وجود رفض شعبي في قطاع غزة، وحالة من السخرية من التصريحات.

وأوضح الغريب أن الموقف الفلسطيني يستند إلى ثلاثة مرتكزات، وهي المستوى الشعبي، مستوى الفصائل، والمستوى الرسمي (السلطة الفلسطينية).

وقال إن هذه المرتكزات مجتمعة ترفض وتقول "لا لإعادة إنتاج صفقة القرن"، مضيفاً أن "الشعب الفلسطيني صاحب الأرض. ولا يمكن أن يقبل بأن يهجر من أرضه".


* هل تعود "صفقة القرن" إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

ورأى الغريب أن "التهجير القسري" مجرد وهم وقد فشل خلال الحرب أمام تمسك الفلسطينيين بأرضهم، حيث نزحوا من شمال غزة إلى الجنوب، ورفضوا أن يخرجوا باتجاه الحدود المصرية.

وقال الغريب إن إسرائيل مهدت للتهجير من خلال "قتل كل أشكال الحياة في قطاع غزة".

مصدر الصورة

واعتبر الغريب في حديث مع بي بي سي، أن تصريحات ترامب تفتقر إلى رؤية وخطة حقيقية، وقال إن الرئيس الأمريكي يحاول إعادة إنتاج صفقة القرن وفرضها على المنطقة.

لقد فكرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في فكرة نقل بعض السكان مؤقتاً في وقت مبكر من الحرب، لكن الأردن ومصر كانتا مصرتين على رفضهما لدرجة أن واشنطن سرعان ما تخلت عن الفكرة، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وفي 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل.

ونحو 80 في المئة من سكان غزة هم أنفسهم لاجئون أو أبناء وأحفاد اللاجئين الذين تركوا منازلهم خلال "نكبة" عام 1948.

وهناك أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة مسجلين لدى وكالة الأونروا.

وخلال حرب عام 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية، حدث المزيد من عمليات النزوح.

"فكرة رائعة"

إسرائيلياً، تلقى التصريحات قبولاً لدى أقصى اليمين الإسرائيلي، إذ رأى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأحد أن اقتراح الرئيس الأميركي نقل سكان غزة إلى الأردن ومصر "فكرة رائعة".

وقال سموتريتش في بيان صادر عن مكتبه "إن فكرة مساعدتهم في إيجاد أماكن أخرى لبدء حياة جديدة وجيدة هي فكرة رائعة. بعد سنوات من تمجيد الإرهاب، سيكون بإمكانهم بناء حياة جديدة وجيدة في أماكن أخرى".

وأضاف: "فقط التفكير خارج الصندوق بحلول جديدة سيوفر حلًا للسلام والأمن".

وأكد: "سأعمل مع رئيس الوزراء والمجلس الأمني لضمان وجود خطة عملية لتنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن".

وقال سموتريتش يوم الاثنين: "على المدى الطويل، تشجيع الهجرة هو الحل الوحيد الذي سيجلب السلام والأمن لإسرائيل ويخفف أيضاً من معاناة سكان غزة. أنا أعمل مع رئيس الوزراء ومجلس الوزراء لإعداد خطة تنفيذية وضمان تحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع"، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

وقال الوزير المستقيل إيتامار بن غفير، الذي انسحب حزبه من الائتلاف الأسبوع الماضي بسبب وقف إطلاق النار في غزة: "إن أحد مطالبنا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو تعزيز الهجرة الطوعية. وعندما يطرح رئيس أعظم قوة عظمى في العالم، ترامب، هذه الفكرة شخصيًا، فمن الجدير أن تنفذها الحكومة الإسرائيلية - تعزيز الهجرة الآن!".

وخلال الحرب، كتب سموتريتش عبر فيسبوك مرحبا بـ "الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم".

ودعت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل إلى "تشجيع إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين من غزة خارج قطاع غزة، لأسباب إنسانية".

"الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين"

دأبت عمّان منذ سنوات على تكرار رفضها لمخططات التهجير وجعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، وكان من أشهر المواقف لاءات العاهل الأردني الثلاثة التي رددها وهو يرتدي البزة العسكرية في 2019، حين قال "كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين".

في 2023، قال بشر الخصاونة إبان توليه رئاسة الوزراء في الأردن، إن "أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزَّة أو الضفَّة الغربيَّة خطٌّ أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة إعلان حرب".

وبعد تصريحات ترامب، أطل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قائلاً: "رفضنا للتهجير، ثابت لا يتغير"، مشيراً إلى أن الموقف الأردني ثابت راسخ لا يمكن أن تحيد عنه المملكة.

وقال: "نعمل وفق ثوابتنا، وحل القضية الفلسطينية في فلسطين، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

وفي اليوم التالي، خاطب الصفدي البرلمان، بقوله: "لا تهجير. هذا موقف ثابت لم يتغير، ولن يتغير … نتصدى بكل إمكاناتنا لكل طرح لا ينسجم مع مصالحنا الوطنية".

ووصف رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري في حديثه مع بي بي سي تصريحات ترامب بأنها "تعد واضح بكل معنى الكلمة، وكلام فارغ ومتحد، ومستفز وغير مقبول".

وقال المصري إن "ترامب أعطى نفسه الحق بأنه يقرر ما يريد … وهو أمر مناقض تماماً للاستقرار المطلوب في الشرق الأوسط، وما يجري منذ أشهر طويلة، هدفه إنشاء شرق أوسط جديد".

وأضاف: "فلسطين للفلسطينيين، والأردن للأردنيين، وهذا أمر ثابت ولن يتغير".

وأشار المصري إلى المشهد في غزة، وتحدث عن عودة مئات الآلاف الذين تهدمت بيوتهم تمسكاً بأرضهم، مضيفاً: "الفلسطيني متمسك بأرضه، ولن يقبل أن يتركها مهما حدث".

وبعد أسبوع من بدء الحرب في غزة، حذر العاهل الأردني خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين الى دول الجوار.

وقال المحلل السياسي لبيب قمحاوي لبي بي سي: "ما كانت الولايات المتحدة تفعله في السر يفعله ترامب الآن في العلن"، مضيفاً أن ترامب يحاول فرض رأيه بالقوة السياسية و وقوة الدولة على كل من الأردن ومصر.

ويأتي اختيار ترامب للدولتين، لوجود حدود مشتركة مع أراض فلسطينية محتلة، وفق قمحاوي.

وألمح إلى أن ترامب يهدد باستعمال سلاح المساعدات وسلاح الدعم كوسيلة للضغط على الأردن ومصر من أجل القبول بذلك.

وخلال الأسبوع الماضي، جمّدت الولايات المتحدة مساعداتها الخارجية، باستثناء تلك المقدمة لمصر وإسرائيل وكذلك المساعدات الغذائية الطارئة، في انتظار مراجعة كاملة لاستبيان ما إذا كانت تتوافق مع السياسة التي يعتزم دونالد ترامب اتباعها.

وقال قمحاوي إن الفلسطينيين "شعب ملتصق بأرضه"، وهم يعودون في قطاع غزة إلى بيوتهم المدمرة وأكوام من الركام.

وبشأن القدرة على مقاومة ضغوط ترامب، قال قمحاوي إن الأردن دولة فقيرة ووضعها أضعف من مصر، لكن موقف الشعب الأردني من موضوع التهجير واضح وحاسم، ولا يمكن أن يقبلوا بذلك، حتى لو قبلت الحكومة.

وأضاف: "لا أعتقد أن دولة مثل مصر تفتقر إلى مقومات تمكنها من أخذ مواقف مستقلة، ويمكنها الصمود أمام أي ضغوط سياسية أمريكية".

"وصفة لإشعال المنطقة"

أما الموقف المصري فلا يبدو مغايراً للموقف الأردني، حيث أعلنت القاهرة رفضها لأي تهجير قسري للفلسطينيين.

وشدد بيان لوزارة الخارجية المصرية على "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسّكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه".

وقال البيان إن القاهرة "ترفض أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل".

وسبق أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مراراً، من أن التهجير سيكون هدفه "تصفية القضية الفلسطينية".

وخلال الشهر الأول من الحرب، قال الرئيس المصري إن إسرائيل بإمكانها نقل سكان قطاع غزة إلى صحراء النقب حتى الانتهاء من الحرب في غزة، ورفض فكرة التهجير إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وقال المتحدث باسم جامعة الدول العربية جمال رشدي لبي بي سي، إن محاولات تهجير الفلسطينيين، أو نزع الشعب الفلسطيني سواء عبر التهجير أو ما يعرف بسيناريوهات الضم، أو حتى توسيع الاستيطان، تعدا أفكاراً ومحاولات مرفوضة، لأنها مخالفة للقانون الدولي.

ووصف أشرف أبو الهول، مدير تحرير جريدة الأهرام، تصريحات ترامب بالـ "صادمة" ورأى أنها وصفة لإشعال المنطقة.

وقال أبو الهول لبي بي سي، إن الفلسطينيين لن يقبلوا التهجير، وأشار إلى أن مصر والأردن وأي بلد عربي سيرفض استقبال الفلسطينيين.

ورأى أبو الهول أن خطة الترحيل لمصر والأردن غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، وأي ترحيل سيتحول إلى تهجير دائم.

وأشار إلى تحذير القاهرة من خطة إسرائيلية للتهجير، وقال إن مصر ألمحت سابقاً إلى أنها ستمنع التهجير ولو بالقوة.

وقال أبو الهول إن القاهرة تلقت عروضاً وإغراءات مالية من أجل التهجير، لكنها ترفض شكلاً ومضموناً.

المحلل السياسي شرحبيل الغريب رأى أن مواقف الأردن ومصر من موضوع الترحيل "مهمة جداً"، ورأى أن تصريحات ترامب "ربما تكون مناورات لاستكشاف المواقف الأردنية والمصرية".

ويعتقد الغريب أن تطبيق خطة ترامب مرهون بموقفي الأردن ومصر بعد موقف الشعب الفلسطيني.

ودعا الغريب عبر بي بي سي، مصر إلى القيام بخطوات لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه

وتحدث الغريب عن ضرورة صمود تلك المواقف أمام الضغوط الاقتصادية، والإغراءات المادية الأمريكية.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا