آخر الأخبار

هرب من سجون الاحتلال وحررته صفقة الأسرى.. محمد العارضة بين عائلته

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

"لقد أكلت ثمار الصبر يا أمي" كانت هذه الجملة جزءا من رسالة بعثها محمد العارضة، لوالدته حين أعيد اعتقاله بعد 5 أيام من نجاح فراره رفقة 5 أسرى آخرين من سجن جلبوع عام 2021.

في اللحظات التي سبقت وصوله إلى أمه في بلدة عرابة جنوب جنين، كانت والدته تعيد ذكرى حديثه عن أكل الصبر (التين الشوكي)، وقالت إنهم حرموا أكل الصبر وهو الفاكهة المحببة لمحمد طوال فترة سجنه.

وقالت "أنا وإخوته حرمنا على أنفسنا أكل الصبر، كان يحبه، وقال لي إنه استطاع تذوقه حين خرج من النفق قبل 4 سنوات".

مصدر الصورة العارضة بين أهله وأبناء بلدته عرابة بعد 23 عاما في الأسر (الجزيرة)

لقاء بعد عقدين

وتضيف الأم التي تحوّل حزنها الطويل والمستمر لـ23 عاما، على غياب محمد إلى فرحة عارمة، "زرعت الصبر في محيط المنزل، على أمل تحرير محمد، وزرعت نخلة أيضا، زرعتها وأنا أنتظر أن يأكل من ثمرها، تحقق الأمل أخيرا".

وتشير الأم إلى أنه "منذ جاء خبر اعتقال محمد بعد هروبه لم أتذوق طعم النوم، طوال 4 سنوات كنت أسهر طوال الليل أفكر في محمد، ومنذ ثلاثة أيام أنادي عليه رغم عدم معرفتي بورود اسمه في قوائم المفرج عنهم إلى أن جاءت البشارة عبر المحامي أمس".

وسط بلدة عرابة مسقط رأس العارضة، كانت شقيقته تحسب الدقائق لوصوله، وحين وصل الخبر باجتياز المركبة التي تقله حدود البلدة لم تستطع تمالك دموعها.

إعلان

وقالت للجزيرة نت "من هذه اللحظة تبدأ الحياة بالنسبة لنا، قبل محمد لم تكن حياتنا حياة"، مضيفة "أنا شقيقة الحر الأبي أبو القاسم محمد العارضة، سعادتي لا توصف، سنين من الانتظار عشناها حتى لحظة وجود محمد بيننا".

وتكمل الأخت الملقبة بأم العز "بعد هروب محمد من النفق عشنا أياما صعبة، كنا نخشى عليه من الاستهداف والقتل، بالطبع لم يكن بالإمكان معرفة مكانه، ولا توقع إلى أين يتجه؟، كانت الأيام قاسية جدا على والدتي، كنت أحاول طمأنتها بأن محمد يعيش أياما تمناها وهي ستعوضه عن سنوات السجن الطويلة".

وتابعت "كنت أقول لها إنه يرى الشمس ويشعر بمعنى الحرية لكن ذلك لم يخفف من خوفها أبدا، وبعد العثور عليه واعتقاله بعث رسالة إلى والدتي لأنه كان يحس بخوفها عليه، بشرها أنه تجول في مرج بن عامر وشاهد سهول البلاد وتذوق من ثمرها، محمد قوي وعنيد وكان جديرا به أن يكون ضمن أسرى الصفقة".

مصدر الصورة لحظة لقاء العارضة بوالدته بعد اعتقال 23 عاما (الجزيرة)

استقبال حاشد

لقاء مؤثر جمع العارضة بوالدته، وسط حشود هتفت للمقاومة وكتائب الشهيد عز الدين القسام والشهيد يحيى السنوار، وأمام أبناء بلدته، قال العارضة إنه من الوفاء أن يستذكر أبناء عرابة المعتقلين في السجون، "ومن الوفاء أن أستذكر أصدقائي أبطال نفق الحرية وأن أنقل أمنياتهم بالتحرر".

وأضاف "لا أعرف وسائل التواصل الاجتماعي التي استُخدمت في نقل أخبارنا يوم الهروب من جلبوع، لكني أقول إن رفاقي ينتظرون الاجتماع معكم في ساحات الوطن كما اجتمعت معكم أنا".

ووجّه العارضة كلماته لغزة وقال "لن تلد الأرض منذ نشأتها وحتى يوم الدين بلدا أطهر ولا أعز ولا أشجع ولا أوفى من أهل غزة، الكل يريد منا الحديث عن غزة، والله لو جمعنا كل مقولات وأشعار ورثاء وكل حروف اللغة لن تصف غزة".

وكانت المحطة الثانية لمحمد في بلدته زيارة والدة الأسير محمود العارضة ابن عمه ورفيقة في الأسر والهروب، وبلهفة كبيرة استقبلته والدة محمود العارضة، وبسرعة نقل لها أخبار نجلها الأسير في سجون الاحتلال.

إعلان

وقال محمد "كنت مع محمود في قسم واحد لكن لم نكن نرى بعضنا، كنا كل ليلة نعاقب لأننا نتواصل مع بعضنا من خلال الحديث من خلف الجدران، محمود بطل مثقف وقائد، علّم الكثير وأنا من بينهم علّمنا التحدي والصبر".

ويأتي تحرر أسرى جنين وعددهم 10، ضمن صفقة التبادل التي وقعتها حماس مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تتعرض فيه مدينة ومخيم جنين لعملية إسرائيلية موسعة سميت "السور الحديدي" وتهدف للقضاء على المقاومة فيها.

مصدر الصورة أهالي بلدة عرابة والقرى المجاورة في اسقبال العارضة وهتاف للمقاومة وغزة (الجزيرة)

اعتقال العارضة

اعتقل محمد العارضة عام 2002، بعد حصاره في مدينة رام الله وحكم بالمؤبد 3 مرات و20 عاما إضافية، بتهم الانتماء لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد الاحتلال.

خلال سجنه حصل على البكالوريوس في علم التاريخ من جامعة الأقصى بغزة إضافة لدرجة ماجستير مهني في إدارة المؤسسات من جامعة القاهرة، كما أنهى دورات عدة في تخصصات ثقافية ودينية، بالإضافة لحفظه القرآن.

مصدر الصورة العارضة تمكن مع رفاقه من الهروب من سجن جلبوع عام 2021 (خرائط غوغل)

هروبه من جلبوع

في فجر الثاني من سبتمبر/أيلول عام 2021، ضج العالم بخبر فرار 6 أسرى فلسطينيين من بينهم محمد العارضة من سجن جلبوع غرب مدينة بيسان، عبر نفق حفروه باستخدام ملعقة صغيرة طوال عام كامل في أحد حمامات غرف السجن، وأمضى محمد 5 أيام هاربا خارج السجن، ثم تمكن جيش الاحتلال من العثور عليه واعتقاله مرة أخرى.

وبعد إعادة اعتقاله، أضافت محكمة الاحتلال 5 سنوات إلى الأحكام الموجهة إليه، وفي المحكمة قال محمد إن هذه الأيام الخمسة التي عاشها في مرج بن عامر مسحت سنوات سجنه الـ20، واعتبرها الأيام الحقيقية من حياته.

وتحرر العارضة يوم أمس السبت ضمن الدفعة الثانية من صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل والتي ضمت 121 معتقلا من ذوي المؤبدات و79 معتقلا من أصحاب الأحكام العالية.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا