كتبت نورما ابو زيد في" نداء الوطن":توالدت الأسئلة عندما فُتحت في السادس والسابع من شهر كانون الأوّل الحالي أبواب اسطنبول لوفد من "
حزب الله "، يتقدّمه مسؤول العلاقات العربية والدولية عمّار الموسوي، تحت عنوان اسمه "مؤتمر العهد للقدس". فهل قرّرت أنقرة أن تكون "طهران الجديدة"؟ . بعض الجواب، يكمن في زيارة سريّة يقوم بها عمّار الموسوي إلى المملكة العربيّة السعوديّة. بحسب معلومات "نداء الوطن"، بدأت الزيارة قبل ثلاثة أيام، لا خارج الضوء فحسب، بل تحت رعاية وساطة تركيّة، بمعرفة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبإخراج سياسي هادئ ومتقن تولّاه رئيس مجلس النواب
نبيه برّي . تنقل مصادر "نداء الوطن"، أن الزيارة تندرج في خانة التطمينات، لا في خانة تقريش السلاح إلى صلاحيات، موضحة أن المقاربة
السعودية تقوم على تقديم هذه التطمينات كبديل عن ممثّل شيعي وآخر سنّي في لجنة "الميكانيزم"، الى جانب السفير سيمون كرم الذي يترأس اللجنة. وتضيف المصادر أن النقاش لا يقتصر على هذا الإطار، بل يشمل أيضًا البحث في احتمال تأجيل الانتخابات النيابية، في انتظار تبلور المشهد اللبناني والإقليمي.
تؤكّد المصادر أن ملف إعادة الإعمار غير مدرج على جدول أعمال الزيارة، غير أن نجاحها قد يفتح الباب اللبناني أمام مساعدات سعوديّة لاحقة. إلا أن المشاركة السعودية غير الوازنة في "مؤتمر باريس" لدعم الجيش، مؤشر على أن المملكة لم تضع ثقلها بعد، وأنها لا تزال تراقب المسار قبل الانتقال إلى مرحلة الالتزام ماليًا سواء في تسليح الجيش اللبناني أو في إعادة الإعمار. ويبقى السؤال الأوضح، ما فائدة التواصل مع حزب تتعامل معه عواصم عربية على قاعدة الضرورة لا القناعة؟ تقول المصادر إن المملكة وتركيا تتقاطعان عند هاجس عدم الاطمئنان لإسرائيل. السعودية متمسّكة بورقة "قمة
بيروت " القائمة على حلّ الدولتين، بينما تركيا ترى في "حزب الله" فرصة للاستثمار لبنانيًا وإقليميًا!. عند هذه النقطة، يصبح السؤال الأكثر فجاجة: هل تكتفي تركيا بلعب دور الوسيط الطموح، أم هي تسعى بهدوء إلى وراثة الدور الإيراني في احتضان الحركات الإسلامية، سنّتها وشيعتها، تحت راية عثمانية محدّثة، أقلّ صخبًا من النسخة الملاليّة وأكثر براغماتية؟
وكتب عمر البردان في" اللواء": يبدو أن الهوة الدبلوماسية بين
لبنان وإيران آخذة بالاتساع، بعد المواقف المنتقدة وبعنف من جانب
وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي ضد السياسة
الإيرانية تجاه لبنان، تزامناً مع انتقادات أطراف لبنانية لمواقف عدد من المسؤولين الإيرانيين من الملف اللبناني . لا بل أكثر من ذلك، في ظل وجود برودة لبنانية إزاء رغبة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي بزيارة لبنان في المرحلة المقبلة .
وقد لاقت التصريحات الإيرانية الأخيرة، استنكاراً واسعاً من جانب معارضي "حزب الله" ومنتقدي السياسة الإيرانية تجاه لبنان، حيث أكدت مصادر نيابية بارزة في كتلتي "الكتائب" و"القوات
اللبنانية " رفضها القاطع للكلام الإيراني الذي "يشكل تدخلاً سافراً وخطيراً في شؤون لبنان الداخلية، وبمثابة ضوء أخضر ل"حزب الله" للإمعان أكثر في تحدي الدولة اللبنانية، ورفض تطبيق قرارات حصرية السلاح" . لا بل اعتبرت المصادر أن ما يقوله عدد من المسؤولين الإيرانيين، بمثابة "ضوء أخضر لإسرائيل لتوجيه ضربة واسعة ضد لبنان، بذريعة نزع سلاح "الحزب"، ما يؤكد وجود مصلحة إسرائيلية إيرانية في ضرب مقومات الدولة في هذا البلد بجميع مؤسساتها، وتالياً إعادة إنهاض الدويلة على حساب الدولة". وتعتبر أوساط سياسية، أن العلاقات اللبنانية الإيرانية تمر بفترة حرجة، في ظل تصاعد حدة الانتقادات لسياسة طهران تجاه بيروت . وبعدما ظهر بوضوح أن
إيران مصرة على الاستمرار بالتدخل في الشأن اللبناني الداخلي . لكن في المقابل، فإن الأوساط تشدد على أن "هناك قراراً دولياً واضحاً بإنهاء كل أذرع إيران في المنطقة، في ظل وجود دينامية إقليمية ودولية هائلة لا تستطيع إيران الوقوف في وجهها، فكيف الحال بحزب الله والحرس الثوري والحشد الشعبي والحوثي، وكل من يدور في الفلك الإيراني؟"، مشيرة إلى أن، "هناك دعماً إقليمياً ودولياً لما تقوم به الحكومة، وتحديداً في موضوع السلاح غير الشرعي، سعياً لبسط سلطة
الدولة على كامل أراضيها، وبالتحديد سلاح حزب الله"