آخر الأخبار

إرجاء الحرب بادارة أميركية للتفاوض

شارك
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": أكد أعضاء مجلس الأمن بعد انتهاء جولتهم في لبنان ، الالتزام بالتنفيذ الكامل للقرار 1701 وتأييد قرار الحكومة حصرية السلاح بيد الدولة. يعطي هذا الموقف فرصة للدولة، خصوصاً بعد قرار لبنان تعيين سيمون كرم في "الميكانيزم"، لكن الدعم مشروط بالتقدم في معالجة المسائل العالقة وعلى رأسها نزع سلاح " حزب الله " بالتوازي مع انطلاق المفاوضات. نجح قرار التفاوض في إبعاد الانفجار أو التصعيد الإسرائيلي ونزع فتيل الحرب مؤقتاً. وإذا كان لا يُبنى على أول اجتماع للميكانيزم، فإن الاجتماع المقبل في 19 كانون الأول الجاري قد يحدد مسار التفاوض على أي ملفات، اجتناباً للتصعيد أو أن الحرب ستكون أمراً واقعاً تلوّح به إسرائيل ضد "حزب الله" الذي اعتبر أن تعيين مدني في اللجنة خضوع للإرادة الأميركية والإسرائيلية، ما يضغط على الرئاسات الثلاث وشريك الحزب في الثنائي وفي السلطة. تشبيه نعيم قاسم خطوة تعيين كرم في الميكانيزم بخطيئة 5 آب، يضع الحزب في مواجهة الدولة، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كان سيعطّل أي تقدم في التفاوض. يتبين أن الولايات المتحدة تمنح فرصة بمهل محددة لإنجاز سحب السلاح، فيما إسرائيل تفصل في رؤيتها للتفاوض بين أهدافها الأمنية ضد "حزب الله" ومشروعها لاتفاق سلام مع لبنان يتضمن المنطقة العازلة. وفي الواقع لم يكن أمام الدولة خيارات أخرى. قرار التفاوض يؤجل الحرب لكنه لا يزيلها، فالترحيب الدولي لا يعني انتهاء الضغوط لسحب السلاح. وقد يواجه لبنان مزيداً من العمليات الإسرائيلية بالنار وأيضاً الشروط الأميركية، لكنه مضطر للسير في التفاوض كمخرج اضطراري لتخفيف الخسائر.
تحصر إسرائيل التفاوض بالشأن الاقتصادي والاتفاقات حول ترتيبات للحدود. وانطلاقاً من ذلك، تلفت مصادر دبلوماسية إلى أن أي حرب محتملة لن تكون على شاكلة هجوم بري، إنما باستهدافات وضربات للبنية التحتية والمرافق، إذ إن إسرائيل تريد منطقة على شكل شريط عازل لحماية مستوطناتها. رفض "حزب الله" للتفاوض ينطلق من رهانات إقليمية، في الوقت الذي يعجز فيه عن الرد، ولا يعلن عن خططه لوقف الاعتداءات الإسرائيلية أو استعادة توازن الردع، فإذا كان حريصاً على لبنان عليه أن يُسنِد المفاوض اللبناني في تحسين موقع لبنان في التفاوض لتخفيف الخسائر.
وكتب رضوان عقيل في" النهار": يحتل ملف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل المادة الأولى في أجندات مختلف الأفرقاء. وينقسم اللبنانيون حيال مفاوضات تبقى تحت السقف الأمني أم تتوسع إلى حقول اقتصادية تهدد مصير نحو 30 بلدة حدودية واقتلاع أهلها تحت عناوين إنمائية، لكنها في الحقيقة لن تكون، إذا طُبق هذا المشروع، إلا منطقة عازلة.
بعد تكليف الرئيس جوزف عون السفير السابق سيمون كرم برئاسة وفد لبنان في "الميكانيزم"، يسير قطار هذه الرحلة في انتظار ما سترسو عليه برعاية واشنطن أولاً. وستجتمع اللجنة في 19 الجاري مع عدم اعتراض الرئيس نواف سلام على تطعيمها بمدنيين إذا دعت الحاجة، وهو يستعمل عبارة أن المفاوضات أصبحت في مرتبة فوق العسكرية.
يغرق اللبنانيون في مسألة إذا كان التفاوض يُخاض بالمباشر أو غير المباشر، ومن باب لعبة تذاكي البعض في بيروت حيال هذا الأمر، إذ تفيد معطيات أن الكلام يتم بالمباشر بين الجانبين وخصوصاً على مستوى الضباط المشاركين. في العودة إلى اجتماعات اللجنة الثلاثية (لبنان وإسرائيل واليونيفيل) بعد حرب تموز 2006 كان الوضع مختلفاً عن حال "الميكانيزم"، لأن اجتماعات الأخيرة أصبحت برئاسة الأميركيين وبمشاركة فرنسية. ويتحدث ضابط لبناني متقاعد كان يشارك في هذه الاجتماعات وما يرافقها من كباش وتبادل لـ"اللكمات" العسكرية مع الإسرائيلي لتبيان حجة كل طرف على مسمع قائد "اليونيفيل". في البداية يحرص الأخير على ترطيب الأجواء، حيث يبدأ بتوجيه التحيات للطرفين اللبناني والإسرائيلي والتهنئة بالأعياد إذا كانت قريبة من موعد الاجتماع. بعد مقدمة من جانب "اليونيفيل" يبدأ رئيس كل وفد بعرض ما عنده، فيركز اللبناني على جدول الخروقات الإسرائيلية في البر والبحر والجو مدعماً بالأرقام والوقائع، ويرد الإسرائيلي بما عنده مركزاً على ما يقوم به "حزب الله"، ومتهماً الجيش اللبناني بـ"التغاضي عنه". ويتوجه رئيس كل وفد بالمباشر وبالإنكليزية، وكثيراً ما يركز اللبناني في حديثه وهو يتطلع إلى ممثل "اليونيفيل". ولا تخلو هذه الاجتماعات من "استفزازات" إسرائيلية من نوع: "نحن نحترم الجيش اللبناني لكن مشكلتكم مع حزب الله". وفي إحدى المرات كان الضابط اللبناني يعرض على الشاشة في اجتماع خروقات إسرائيل مستنداً إلى خريطة وأسماء القرى والمواقع وكانت مكتوبة بخط على خلفية لون غير واضحة مئة في المئة، فردّ الجنرال الإسرائيلي: "خلفية اللون غير واضحة يا زميلي". فأجابه اللبناني على الفور: "في المرة المقبلة ستراها صفراء".
ويبقى من الملاحظ أن إسرائيل تدرج على اختيار جنرال متمرس في رئاسة الوفد، خبير في العلوم العسكرية والاستراتيجية يلم بتفاصيل لبنان فضلاً عن غزة وصولاً إلى سوريا والإقليم. ومن هؤلاء المتقاعد عساف أوريون الذي يدير شركة أمنية في أميركا. وإذا كان الإسرائيلي يكتب تقريره لقيادته العسكرية، فإن اللبناني يقوم بالمهمة نفسها لكنه يوزع تقريره على الرؤساء الثلاثة ووزيري الدفاع والخارجية وقائد الجيش. ولا يتم الاكتفاء هنا، حيث كان "حزب الله" يطلع على تفصيل ما كان يدور في "الثلاثية" على عكس ما هو عليه الأمر في "الميكانيزم".
يروي جنرال لبناني ترأس سابقاً الوفد اللبناني في المفاوضات مع إسرائيل أنه قبل ليلة من موعد الاجتماع كان يتحضر جيداً للاستعداد للرد على كل أسئلة أفخاخ الإسرائيلي ومناوراته: "كنت بالفعل أشعر أنني أمام امتحان صعب حيث لا أتقبل بسهولة ضابطاً عدواً أمامي يقتل أهلي ولا يوفر جنود جيشي". ويتوقف عند تفاصيل صغيرة كان يقدم عليها نظيره الإسرائيلي من نوع محاولة مصافحته التي كان يتجنبها على طريقته، زائد عدم قبوله دعوته لارتشاف القهوة معه إبان الاستراحة. بعد تجاربه هذه لم يعد يعترض على الدخول بالمباشر مع الإسرائيلي ومخاطبته من دون مواربة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا