آخر الأخبار

عن غزة وبيروت 1982.. ماذا قال تقريرٌ بريطانيّ؟

شارك
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً جديداً قارنت فيه بين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2025، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، لافتاً إلى أن التفاصيل وإن اختلفت، إلا أن الأنماط تتكرر بوضوح مذهل.
وأوضح أن المشهد الحالي في غزة ليس سوى تكرار لحلقات مأسوية سبقتها بيروت عام 1982، مضيفاً أنه في كل مرة يتدخل فيها رئيس أميركي لوقف المجازر الإسرائيلية، يُعاد إنتاج الصراع بأشكال أكثر عنفاً، وتولد حركات أشد تطرفاً.

ويشير الكاتب إلى أن العالم شهد في الحالتين حرباً منقولة مباشرة إلى الشاشات، ففي بيروت ساعدت الأقمار الصناعية الجديدة على بث مشاهد الغارات، بينما أتاحت وسائل التواصل الحديثة من غزة نقل المأساة لحظة بلحظة.


كذلك، كرَّرت إسرائيل الخطاب ذاته بالتشكيك في أعداد الضحايا، واتهام الخصم باستخدام المدنيين دروعا بشرية، وتحميله مسؤولية الكارثة.


ورغم اختلاف السياقات فإن أوجه الشبه مذهلة، كما يعتقد الكاتب، إذ جاءت حرب غزة عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2023، بينما كانت عمليات منظمة التحرير الفلسطينية محدودة في عام 1982.


ويستعيد كاتب التقرير ما جرى بعد وقف إطلاق النار في 1982، حين تفككت منظمة التحرير الفلسطينية، واغتيل الرئيس المنتخب للتو آنذاك بشير الجميل في لبنان ، لتقع مجازر صبرا وشاتيلا بمشاركة إسرائيلية "غير مباشرة".


التقرير يقول إن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال تحوّلت بعد ذلك إلى "هجمات انتحارية" نفذها لبنانيون، ومن رحم تلك الفوضى وُلد حزب الله ، الذي ظل مصدر تهديد لإسرائيل حتى اليوم.


وهنا، تساءل الكاتب جيسون بيرك قائلاً: "إذا كان التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة، فهل يمكن أن يكون أي سلام مجرد إرهاصة لجولة أخرى من سفك الدماء؟".


ويربط جيسون بيرك بين تلك الحقبة وبروز الحركات الإسلامية التي يصفها بالمتشددة في المنطقة بعد انهيار القوى اليسارية والقومية التي كانت تتبنى مشاريع تغيير علمانية.


وبحسب المقال، فقد كانت من نتاج العنف الإسرائيلي والحروب الأهلية أن دُمِّرت البنى السياسية المعتدلة، فخلا، من ثم، المشهد أمام التيارات الدينية الراديكالية التي وجدت في الإيمان وسيلة للتعبئة والانتقام.


ويرى بيرك أن ما يجري اليوم في غزة قد يؤدي إلى النتيجة ذاتها، إذ إن سحق القوى المدنية والمعتدلة يفتح المجال أمام صعود جماعات أكثر تطرفاً، بحسب تعبيره.


ويذكّر بأنَّ الغرب في الثمانينيات تخلى عن البحث في "جذور العنف"، مُكتفياً بتصوير من يعتبرهم "إرهابيين" كمجانين أو أدوات بيد الآخرين، متجاهلاً العوامل الاجتماعية والسياسية التي تدفعهم إلى حمل السلاح، وهو خطأ ما زال يتكرر.


والنتيجة، وفق الكاتب، قد تكون جولة جديدة من الهدوء المؤقت يعقبها انفجار أعنف، ما لم تتعلم الأطراف دروس الماضي حقاً، وختم: "إذا كان التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة، فهل يمكن أن يكون أي سلام مجرد إرهاصة لجولة أخرى من سفك الدماء؟". (الجزيرة نت)
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا