كتب
طارق ابو زينب في" نداء الوطن": تشهد مدينة
صيدا في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي ينظمها "حزب اللّه" تحت شعار "أنا على
العهد ". ورغم الطابع الشبابي والثقافي لبعض هذه الفعاليّات، إلّا أن أبعادها السياسية واضحة، ما يثير تساؤلات حول أهدافها وتأثيرها على التوازن الاجتماعي في المدينة، التي لطالما شكّلت رمزًا للاعتدال ورفض الطائفية والانفتاح الوطني.
تأتي هذه التحرّكات ضمن سعي "الحزب" لتعزيز حضوره المباشر في المدن الكبرى، مستهدفًا الشباب والعائلات عبر واجهات ثقافية واجتماعية، ما يضع صيدا أمام تحدٍ جديد للحفاظ على هويّتها وخصوصيّتها الاجتماعية والسياسية. وتؤكّد المصادر المحلّية أن هذه الأنشطة لم تعد مجرّد مبادرات عابرة، بل أصبحت جزءًا من مسعى منظم لتعزيز الحضور والنفوذ داخل المدينة.
كلّ فعالية تُقام تحمل بعدًا سياسيًا يسعى للتفاعل مع المجتمع الصيداوي عبر واجهات جذابة، ما يعكس استراتيجية واضحة لاستقطاب شرائح مختلفة من المجتمع. وقد برز هذا التوجّه بوضوح خلال نشاط أُقيم مؤخرًا في السوق التجارية من دون أي تنسيق مسبق أو ترخيص رسميّ من بلدية صيدا، ما اعتُبر تجاوزًا للأطر القانونية وأثار نقاشًا واسعًا حول دور المؤسسات الرسميّة في الحفاظ على النظام العام وتنظيم الفضاءات العامة.
أفادت مصادر صيداوية مطّلعة لـ "نداء الوطن" أن حفل إزاحة الستار عن الجدارية العملاقة عند المدخل الجنوبي للمدينة، والتي تُظهر صورتي الأمينين العامين السابقين لـ "حزب اللّه" حسن نصراللّه وهاشم
صفي الدين ، مثّل نموذجًا واضحًا للنهج الذي يتبعه "الحزب". فقد
حمل الحدث رسائل سياسية محدّدة تهدف إلى ترسيخ حضوره في صيدا وتعزيز رمزيته السياسية، إلى جانب جذب الانتباه الإعلامي وإشراك الفئات المحلية في الفعاليات لتعزيز التأثير الشعبي.
في ضوء هذه التطوّرات، تظلّ رسالة أهالي صيدا واضحة: الحفاظ على
الوحدة الوطنية ، وصون الانفتاح والاعتدال، ورفض الخطابات الطائفية التي طالما ميّزت المدينة، هي أولوية لا مساومة عليها، لضمان استمرار إرثها وهويّتها التي يعتز بها جميع أبنائها.