آخر الأخبار

تقرير لـMiddle East Eye يكشف: لهذا السبب يبدي حزب الله استعداده للتقرب من السعودية

شارك
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "بعد سنوات من العداء، أقدم حزب الله على تقديم مبادرات إلى المملكة العربية السعودية ، في خطوة تهدف إلى إعادة تموضع الحزب وسط ديناميكيات إقليمية متغيرة وقلق متزايد بشأن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية . وفي خطاب متلفز ألقاه أواخر الشهر الماضي، دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى "فتح صفحة جديدة" مع الرياض، وحث على اتخاذ موقف إقليمي جماعي ضد ما وصفه بالتهديد الحقيقي للشرق الأوسط: إسرائيل . وأضاف قاسم "نؤكد لكم أن سلاح المقاومة موجه إلى العدو الإسرائيلي وليس إلى لبنان أو السعودية أو أي مكان أو جهة أخرى في العالم".

وبحسب الموقع، "يمثل هذا النداء تغيرا ملحوظا في نبرة حزب الله، الذي طالما كان على خلاف مع المملكة العربية السعودية بشأن تورط الحزب في سوريا ، ودعمه المزعوم للحوثيين في اليمن، والتنافس الأوسع بين إيران والسعودية. وبلغت التوترات ذروتها في عام 2016 عندما صنف مجلس التعاون الخليجي، بقيادة الرياض، حزب الله رسميًا كمنظمة إرهابية، وفي حزيران 2024، قامت جامعة الدول العربية بإزالة حزب الله من قائمة المنظمات الإرهابية المحددة. وأفادت مصادر مطلعة على تفكير الحزب لرويترز أن هذا الموقف الجديد ليس مجرد مبادرة من حزب الله، بل هو جزء من جهد منسق تقوده طهران. وأفاد مصدران إيرانيان، بالإضافة إلى مصدر ثالث مقرب من حزب الله، بأن تصريحات قاسم جاءت نتيجة جهود دبلوماسية هادئة بذلها مسؤولون إيرانيون لتخفيف التوترات بين حزب الله والسعودية".

وتابع الموقع، "قال مايكل يونغ، المحرر البارز في مركز مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت ، إن الخطاب يجب أن يُقرأ باعتباره رسالة من إيران. وفي حديث للموقع أضاف: "أرى في تصريح نعيم قاسم رسالة إيرانية بالأساس. تُشير إيران إلى أنه عندما يتعلق الأمر بنزع سلاح حزب الله، يجب على اللبنانيين التعامل مع طهران". وقال يونغ إن طهران ترى تحولاً في التوازن الإقليمي، لا سيما مع تزايد الدور العسكري لإسرائيل، وقد يُتيح هذا التحول فرصاً لتحالفات غير متوقعة. وخلال زيارة إلى لبنان الشهر الماضي، قال علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: "أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وأؤيدها تمامًا. المملكة العربية السعودية دولة شقيقة لنا، وهناك مشاورات مستمرة بيننا وبينها". وأضاف لاريجاني أن التعاون ضروري لمواجهة العدوّ المشترك، واصفا موقف قاسم بأنه "صحيح تماما". وقال يونغ "هناك تصور في إيران بأن التحالفات الإقليمية تتغير، وأن إسرائيل تظهر كقوة مهيمنة، وبالتالي يرى السعوديون إسرائيل كتهديد أيضًا، لذا لديهم مصلحة موازية ضد إسرائيل كعدوّ". وأضاف أن "إيران لا تزال ترى في حزب الله ورقة استراتيجية. كان في السابق رصيدًا إقليميًا قويًا، لقد ضعف، لكنهم لا يريدون خسارته"."

وأضاف الموقع، "تأتي تصريحات قاسم في ظل تصاعد النشاط الإسرائيلي في المنطقة. ففي الشهر الماضي، وفي تطورٍ كبير، قصفت إسرائيل مقر القيادة السياسية لحماس في قطر، حيث كان كبار المسؤولين يجتمعون لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار المدعوم أميركيًا في غزة. وقد أشارت الضربة إلى مستوى جديد من النطاق والمخاطرة في العمليات الإسرائيلية، مما أدى إلى تأجيج القلق في عواصم الخليج التي تشعر بالفعل بالقلق من امتداد الصراع الإقليمي. وقال المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، المقرب من حزب الله، إن الرسائل الأخيرة التي وجهها الحزب تشكلت من خلال التطورات الإقليمية الأوسع، بما في ذلك الانفراج السعودي الإيراني الذي توسطت فيه الصين في عام 2023. وأكد قصير أن المبادرة جاءت في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة والتقارب السعودي الإيراني. وأضاف: "حزب الله مستعد للتفاعل وينتظر ردًا من الجانب السعودي". وذكّر بأن حزب الله كان قد فتح سابقاً خطاً إلى الرياض، حيث زار وفد منه السعودية في العام 2006، برئاسة نعيم قاسم نفسه، الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب الأمين العام".

وبحسب الموقع، "خصصت المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت مبلغًا إجماليًا قدره 1.5 مليار دولار للبنان، لكن العلاقة تدهورت مع اندلاع الحروب في اليمن وسوريا، وانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض. ويأتي استعداد الحزب لمدّ غصن الزيتون علنًا في ظلّ تحديات متزايدة في الداخل. ويُعاني لبنان من أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث، حيث فقدت العملة المحلية أكثر من 98% من قيمتها منذ عام 2019. وفي الوقت عينه، جددت الحكومات الغربية والقوى العربية دعواتها إلى نزع سلاح الجهات الفاعلة غير الحكومية في لبنان كشرط مسبق للإفراج عن المساعدات المالية التي تشتد الحاجة إليها، وخاصة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان العام الماضي، والتي تسببت في دمار واسع النطاق. وتحت ضغط شديد من واشنطن، تبنت الحكومة اللبنانية في آب اقتراحا أميركيا لنزع سلاح حزب الله. وأدان الأخير هذه الخطوة باعتبارها "استسلاما" لإسرائيل التي لا تزال تحتل خمس مناطق على الأقل في جنوب لبنان. ويؤكد الحزب أن أسلحته ستظل ضرورية ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل وتتوقف عن انتهاكاتها المستمرة للمجال الجوي وهجمات الطائرات من دون طيار".

وتابع الموقع، "من المرجح أن إصرار قاسم على توجيه أسلحة حزب الله نحو إسرائيل وحدها كان بمثابة رسالة ليس فقط إلى المملكة العربية السعودية، بل أيضاً إلى الحكومات الغربية التي تدرس تقديم المساعدات للمناطق المدمرة في لبنان، حيث لا يزال حزب الله يتمتع بشعبية كبيرة. ورغم إعلانه النصر أمام أنصاره، عانى حزب الله من انتكاسة كبيرة في حرب العام الماضي مع إسرائيل، حيث خسر العديد من القادة السياسيين والعسكريين الرئيسيين، بما في ذلك أمينه العام السابق حسن نصرالله، الذي اغتيل قبل أيام قليلة من غزو القوات الإسرائيلية للبنان. كما ولا يزال حزب الله يواجه غارات إسرائيلية شبه يومية، أسفرت عن استشهاد العشرات من عناصره وما لا يقل عن 103 مدنيين منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي. في المقابل، لم يرد حزب الله على هذه الهجمات".

وأضاف الموقع، "لكن الصورة السيئة للحزب في أذهان دول الخليج لا تزال راسخة. ففي عام 2022، شنّ نصرالله هجومًا لاذعًا على القيادة السعودية، متهمًا إياها بنشر أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتسهيل التفجيرات الانتحارية في العراق. وقال نصرالله حينها: "يا صاحب الجلالة، الإرهابي هو الذي صدر فكر داعش إلى العالم". حتى الآن، لم تُثر مبادرة قاسم أي رد فعل علني من المسؤولين السعوديين، مع أنها أثارت جدلاً في لبنان. ويُجادل المنتقدون بأنه لا ينبغي للأحزاب السياسية إجراء دبلوماسية مباشرة مع الدول الأجنبية، مُصرّين على أن تُعالج هذه الأمور على مستوى الدول. وفي الشهر الماضي، ألقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً: "إن المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب لبنان، وتدعم كل ما يعزز أمنه واستقراره، وترحب بجهود الدولة اللبنانية لتطبيق اتفاق الطائف، وتأكيد سيادتها، ووضع السلاح في يد الدولة ومؤسساتها الشرعية". وفي الحقيقة، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السعودية مستعدة للتفاعل مع حزب الله، ولكن مع تغير التحالفات الإقليمية، وقيام كل من الرياض وطهران بإعادة ضبط استراتيجياتهما، قد لا تُرفض رسالة حزب الله رفضًا قاطعًا. وأضاف يونغ أن "الإيرانيين أصبح لديهم الآن اهتمام أقل بالبقاء في صراع مع المملكة العربية السعودية"."
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا