الطريقُ بين
لبنان وسوريا سالكة بسهولة. السُّوريون يعودون إلى بلدهم من لبنان، ومنهم من يذهب للزيارة ثم يعود لوجود ارتباطاتٍ تفرض عليه الحضور داخل لبنان.
الرحلة من لبنان إلى
سوريا لم تعد صعبة، وبواسطة "دفتر عبور"، تحصلُ عليه من الجانب اللبناني، يمكنكَ الدخول إلى سوريا بواسطة سيارتك الخاصة، علماً أن الأمر ذاته كان قائماً قبل سقوط
نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.
يتحدّث السوري مناف (إسم مستعار) لـ"
لبنان24 " عن رحلته إلى حماة مؤخراً، فيقولُ إنه مرّ من معبر العريضة في
شمال لبنان ، حيث أتمّ كافة الإجراءات القانونية ودخل إلى سوريا.
يتحدّث مناف عن رحلته الطويلة التي استمرّت لـ15 يوماً، ويقول: "كل شيء تغيّر وبتنا نشعرُ أننا بأمانٍ أكثر.. لا أحد يلاحقنا ولا أحد يراقبنا.. في عهد النظام السابق، كُنا نشعر بأننا قيد الاعتقال في أيّ وقت.. أما الآن، وبعد قرابة عامٍ على سقوط النظام، بتنا نرى سوريا الجديدة.. الطرقات نظيفة.. الوضعُ هادئ.. لا شيء مخيف".
مناف تواجد في لبنان منذ سنوات طويلة وقبل الأزمة التي اندلعت عام 2011، لكنهُ كان يذهب إلى سوريا باستمرار حتى في عهد النظام. آنذاك، لم يكن على مُناف أي ملفٍ أمنيّ، فهو لم يأتِ مع
النازحين عند بداية الحرب
السورية ، بل سبقهم إلى هنا بسنوات وتحديداً منذ العام 2003، أي أنه يعرفُ لبنان منذ 22 عاماً.
يسعى مناف في حماة إلى إعادة تأسيس حياته وترميمها بعد الحرب، فهو قرّر إرسال أموالٍ شهرية إلى هناك لتأهيل منزله وترميمه تمهيداً للسكن هناك مُجدداً. أما أطفاله فيسبقون في لبنان، لوجودهم في المدرسة، ولكن العودة لن تكون بعيدة وإن كانت غير دائمة خصوصاً خلال فترات الصيف.
الأمن مُستتب
لا يخشى مناف بتاتاً أي شيء
على الطريق بين سوريا ولبنان وأيضاً داخل بلاده، ويقولُ: "الأمن مُستتب جداً.. هناك إجراءات أمنية في نقاطٍ عديدة.. ما إن تمرّ بحاجز أمني حتى يكون التعاملُ سهلاً جداً.. لا يسألك أحد ما هي طائفتك أو دينك.. لا أموال تُدفع للعناصر العسكرية مثلما كان يحصل مع ضباط وعناصر النظام السوري. كل الأمور سهلة جداً".
يستذكر مناف الرسوم التي كان يدفعها عند
الأمن العام السوريّ في عهد النظام السابق، فيُشير إلى ما يُسمى بـ"الخدمة الطرقية"، وهي رسم كان يُدفع على المركبة التي تدخلُ إلى البلاد، ويضيف: "في السابق، كانت هذه الخدمة بـ70 دولاراً، أما اليوم فباتت بـ15 دولاراً.. الإجراءات فورية وسريعة ولا انتظار".
وختم: "الأمور اختلفت كثيراً.. العودة إلى سوريا وأحضان بلادنا لا يضاهيها شيء.. لبنان احتضننا طويلاً ومن خلاله رسمنا حياتنا وهو بلد قدم لنا الكثير الكثير".