كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: ما تزال أصداء الهجوم الاسرائيلي على قطر وردود الفعل المستنكرة تتوالى، رفضاً لاستباحة سيادة دولة عربية مستقلة، كانت حتى الأمس القريب تقود الى جانب مصر والولايات المتحدة مفاوضات معقدة بين حماس واسرائيل.
الهجوم الذي كان الهدف منه القضاء على قيادة الصف الاول لحركة حماس، التي كان من المتوقع ان تعقد اجتماعها في الدوحة لدراسة الاقتراح الأميركي لانهاء قضية الاسرى ووقف الحرب، ما زال يتفاعل عربياً ودولياً لما لدولة قطر من حضور عربي واقليمي ودولي في اطار السعي لتخفيف الاحتقان بين الدول المتنازعة ليس فقط على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم أجمع.
مصادر مواكبة لهذه التطورات الميدانية وتداعياتها لفتت في حديث لجريدة الانباء الالكترونية الى ان الهجوم الاسرائيلي على قطر وان كان الهدف منه القضاء على قيادة حماس، هو بمثابة اعتداء سافر على سيادة دولة عربية مستقلة يشهد لها العالم كله على الدور التصالحي الذي تقوم به بين الدول المتنازعة، سواء العربية منها او الاقليمية او على الصعيد الدولي، وعدم السماح بتفلّت الأمور باتجاه التصعيد العسكري. وقد كان للولايات المتحدة واسرائيل وايران وتركيا النصيب الأكبر من الوساطة القطرية التي ةدت الى فرملة النزاعات بين هذه الدول وغيرها، كالصين وروسيا واوكرانيا وفنزويلا والسودان.
المصادر توقعت أن يؤدي هذا الهجوم الى اعادة النظر بمواقف بعض الدول العربية التي كانت تسعى للتطبيع مع اسرائيل وتبادل العلاقات الدبلوماسية معها. لأن همها الأكبر بعد الهجوم على قطر يتركز حول كيفية حماية نفسها من هجومات مماثلة.
الاستباحة الاسرائيلية
وأشار النائب بلال الحشيمي، في حديث لجريدة الانباء الالكترونية، الى أن بعد ضربة قطر لا شيء يقف بوجه اسرائيل في استباحة كل الدول العربية، مشككاُ بتفرّد اسرائيل بالهجوم على قطر من دون ضوء أخضر اميركي.
وقال: "صحيح أن الهجوم الاسرائيلي فشل ولم يحقق أهدافه لكن الضربة ئثرت بشكل كبير على مستقبل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو السياسي"، متوقعاً ان يتمكن خصومه هذه المرة من قلب الطاولة وإفشال مشروعه التوسعي القائم عل الارهاب ونشر الحروب في دول المنطقة، واصفاً الهجوم على قطر بالاعتداء الصارخ على كيان الدول العربية. فاسرائيل تعتبر نفسها اليوم هي المتحكمة بدول المنطقة. أما قطر معروفة باعتدالها وسعيها لايجاد صيغ للتقارب بين المتناحرين، وما قامت به اسرائيل مغامرة خطيرة لكنها فشلت فشلاً ذريعاً، ما قد يضع علامات استفهام كبيرة حول الأطماع الاسرائيلية في السيطرة على المنطقة.
الحشيمي رأى أن حزب الله لا يمكنه الاستمرار في موقف المتصلب ولا بد من اعتماد الليونة والتعاطي مع قرار حصرية السلاح بايجابية، مخافة من انتقال سيناريو غزة الى لبنان . لكنه مقابل هذه الليونة يريد الحزب تحقيق بعض المكاسب ارضاء لجمهوره وبيئته.
الحشيمي وفي تعليقه على مواقف الرئيس نواف سلام من عين التينة، رأى ان سلام أراد ان يوجه رسالة مفادها انه مصرّ على سحب السلاح ولا عودة الى الوراء لان لبنان يتعرض لضغوط دولية، فإما ان يبسط سيادة الدولة على اراضيها وإما عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي وتركه ساحة لتصفية الحسابات وهذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية بكل وضوحط،. اما سحب السلاح واما عزل لبنان.
الحشيمي دعا الولايات المتحدة وفرنسا والدول الشقيقة والصديقة الى مساعدة لبنان والضغط على اسرائيل لوقف اعمالها العدائية ضد لبنان والانسحاب من النقاط التي تحتلها ودعم الجيش عدة وعدداً.
لودريان
في هذه الأثناء، ترقب لبناني لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى وما الجديد الذي يمكن أن يحمله في جعبته.
وكان أعلن رئيس الحكومة نواف سلام اشار انه على تواصل مع الفرنسيين لعقد مؤتمر دعم الاعمار والتعافي وان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان المرتقبة الى لبنان تاتي لهذا الغرض.
وقال انه يعد لمؤتمر استثماري كبير في بيروت في الاول من كانون الاول المقبل. ولفت سلام الى وجود جو جديد بعد جلستي الحكومة في 5 اب و 5 ايلول يسمح بنجاح هذين المؤتمرين، فهناك استثمارات جديدة ستشجع على المجيىء الى لبنان.