آخر الأخبار

نزع سلاح حزب الله يثير مخاوف من انهيار استراتيجي.. تقرير أميركي يكشف

شارك
ذكر موقع "Homeland Security Today" الأميركي أنه "في أعقاب الضغوط الدولية المتجددة والانقسام الداخلي، عاد النقاش حول نزع سلاح " حزب الله " إلى الواجهة. إن الضغط الحالي لنزع سلاح الحزب ليس تعديلاً تكتيكياً، بل هو اختبارٌ لسلامة لبنان البنيوية. إن المطالبة بنزع السلاح، سواء تم صياغتها باعتبارها ضرورة أمنية وطنية أو توقعاً دولياً، تكشف عن هشاشة البنية المعيارية للدولة. فحزب الله ليس مجرد طرف شبه عسكري، بل هو جزء لا يتجزأ من العملية السياسية في لبنان، وبنيته التحتية الاجتماعية، وغموضه الاستراتيجي".

وبحسب الموقع، "تتخذ دعوات نزع السلاح منطقًا ثنائيًا: إما أن يُسلّم حزب الله سلاحه، أو أن تستعيد الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة. لكن هذا التأطير يتجاهل الواقع العملي، فنزع السلاح، في هذا السياق، ليس نقلًا للسلطة، بل هو قطيعة، وهو يُهدد بانهيار ليس فقط الوضع العسكري لحزب الله، بل أيضًا التوازن الهش الذي يُحافظ على وحدة لبنان. وإذا تم نزع سلاح الحزب دون إعادة ضبط البنية التحتية المحيطة، فقد لا تكون النتيجة توحيدًا وطنيًا، بل قد تكون تآكلًا منهجيًا. التهديد الحقيقي ليس المواجهة، بل الانهيار. في الواقع، يجب إعادة صياغة نقاش نزع السلاح، كمسألة توافق هيكلي. فمن دون هذا التحول، يُخاطر لبنان باستبدال التوتر المرئي بانهيار غير مرئي".

وتابع الموقع، "غالبًا ما تتعامل الجهات الفاعلة الدولية مع حزب الله كعاملٍ متغيرٍ يجب تحييده، لكن حزب الله ليس شذوذًا خارجيًا، بل هو نتاج تناقضات لبنان الداخلية، ومحاولات عزله أو تفكيكه دون معالجة الاختلالات الأساسية للدولة ليست استراتيجية، بل هي مجرد أداءٍ تمثيلي. وبهذا المعنى، يصبح نزع السلاح فعلاً رمزياً، محاولة لاستعادة السيطرة من خلال الرؤية. لكن الرؤية لا تعني السيادة، فالدولة اللبنانية لا تعاني من نقص في السيطرة على السلاح، بل من عدم توافق مؤسساتها مع الواقع الذي وُجدت لحكمه".

وأضاف الموقع، "لا تكمن قوة حزب الله في ترسانته، بل في قدرته على العمل دون مستوى المواجهة الرسمية. فوجوده متأصل في الحكم المحلي، والخدمات الاجتماعية، والبنية التحتية الأيديولوجية. إن نزع سلاح الحزب لا يمحو نفوذه، بل ينقله ببساطة إلى مجالات أعمق وأصعب تتبعًا. لقد أثبت حزب الله قدرته على التكيف مع الضغوط من خلال إعادة هيكلة وضعه العملياتي. في الواقع، لا يكمن الخطر في اختفائه، بل في أن يصبح اكتشافه ومواجهته واحتوائه أكثر صعوبة".

وبحسب الموقع، "أزمة لبنان ليست عسكرية، بل هي معيارية. فالمؤسسات المكلفة بالحفاظ على تماسك البلاد غير متوافقة هيكليًا مع المطالب الملقاة عليها. ونزع السلاح، في هذا السياق، ليس حلاً، بل هو اختبار إجهاد، والنظام غير مستعد لاجتيازه. إن تآكل الثقة، وتفتت الشرعية، وغياب إطار عمل مشترك، كلها مؤشرات على انهيار أعمق. حزب الله ليس السبب، بل هو أحد الأعراض، وإزالته دون معالجة الحالة لن يُعيد العافية، بل سيُسرّع من التدهور. إن التعامل مع حزب الله باعتباره تهديداً هو قراءة خاطئة لبنية المشكلة. إن التحدي الحقيقي لا يتمثل في أسلحة الحزب، بل في عجز الدولة عن استيعاب أو تحييد العناصر الهجينة من دون الانفجار. السيادة بنية، وبنية لبنان ليست قادرة على تحمّل إزالة أحد تناقضاته الثقيلة".
وتابع الموقع، "يجب إعادة صياغة نقاش نزع السلاح ليشمل مسألة التوافق الاستراتيجي. فأيُّ دولةٍ قادرةٍ على استيعاب حزب الله دون أن تنهار؟ وأيُّ بنيةٍ قادرةٍ على احتواءِ أطرافٍ هجينةٍ دون أن تتفكك؟ يقف لبنان عند مفترق طرق ، ويتزايد الضغط لنزع سلاح حزب الله، لكن تكلفة القيام بذلك دون إعادة ضبط البنية التحتية باهظة بشكل خطير. التهديد ليس المواجهة، بل الانهيار. والانهيار سيكون صامتًا، ومنهجيًا، ولا رجعة فيه".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا