"نحن الذين بايعوا سيدنا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا"..
عــاجــل | ضمن سلسلة عمليات "عصا موسى".. كتائب القسام تعرض مشاهد من استهداف مجاهديها لآليات الاحتلال في جباليا شمال قطاع غزة pic.twitter.com/iVqsu5jGHz
— رضوان الأخرس (@rdooan) September 3, 2025
أطلقت المقاومة الفلسطينية أمس الأربعاء سلسلة عمليات "عصا موسى" ردا على عملية " عربات جدعون 2″ التي أطلقتها إسرائيل لاحتلال مدينة غزة .
وجاءت تسمية كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، عمليتها الأخيرة باسم "عصا موسى" لتثير تساؤلات واسعة بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي حول مدلولها الديني والرمزي والعسكري، في سياق صراع طويل تتجاوز فيه المصطلحات ساحات القتال التقليدية لتخوض معركة وعي وعقيدة وهوية.
فقد اختارت القسام هذا الاسم المحمل بالدلالات من القرآن الكريم وسيرة نبي الله موسى عليه السلام، في مواجهة عملية الاحتلال المسمّاة "عربات جدعون"، التي بدورها تستدعي رموزا من التوراة لاستحضار سردية التفوق والسيطرة.
ويحتل ذكر عصا موسى عليه السلام مكانة مركزية في القرآن الكريم، حيث لم تكن العصا مجرد أداة بيد النبي، بل ظهرت في مواضع عدة كرمز للمعجزة الإلهية وتبدل الموازين بقوة الله عز وجل.
ففي سورة الأعراف يقول الله تعالى: ﴿وأوحَينا إلى موسى أنْ ألقِ عصاك فإذا هي تلقَف ما يأفِكون﴾، أما في سورة الشعراء، فتقترن العصا بمعجزة إنقاذ أصحاب النبي موسى من فرعون وجنوده: ﴿فأوحينا إلى موسى أنِ اضْرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرْق كالطَّود العظيم﴾.
#غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله "فإذا هي تلقف ما يأفكون"#عصا_موسى pic.twitter.com/3G2icDpHXW
— معتز محمد (@Mutazmf) September 4, 2025
ورأى مغردون أن عصا موسى ارتبطت في الوعي الإسلامي والقرآني بمعان غائرة تتجاوز المادة، فهي العصا التي شقت البحر، وأنقذت المستضعفين من بطش فرعون، وهي التي تحولت إلى ثعبان ابتلع سحر السحرة، وهي التي فجّرت المياه من الحجر لتروي العطشى.
كانت عصا موسى مفتاح نجاة قومه وغلبة عدوهم في الحالتين، الأولى عندما لقفت ما أفكوا، وأتت على سحر سحرة فرعون فأبطلته، فبهت الذي كفر، واهتز عرشه، وانقلب الكفر ايماناً، وخرّ السحرة ساجدين.
والثانية، عندما شقّ موسى لقومه بها البحر، فنجوا جميعاً، وأهلك الله عدوهم. https://t.co/NUJEARCi1Y
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) September 3, 2025
وأشار ناشطون إلى أن العصا تلخص بذلك جوهر الرسالة: أن النصر ليس حكرا على أدوات القوة المادية، بل هو مشيئة الله التي تنتصر للحق ولو قلّت الإمكانات وضعفت الحيلة، وكسر هيمنة القوة المتغطرسة مهما بلغت جبروتها.
وأكد رواد العالم الافتراضي أن اختيار كتائب القسام اسم "عصا موسى" لم يكن اعتباطيا، بل جاء في مواجهة عملية الاحتلال المسماة "عربات جدعون"، التي تستند إلى رواية توراتية تبرز جدعون كقائد لمجموعة مختارة واجهت جيوشا ضخمة، محاولة بذلك إسقاط سردية "الانتصار على الرغم من قلة العدد" على الواقع الإسرائيلي وتبرير حرب الإبادة على غزة بأنها "معركة مقدسة".
في هذا السياق، جاء رد المقاومة مستحضرا "عصا موسى" من القرآن الكريم لتبعث برسالة مزدوجة: أن العون الإلهي ومنبع المعجزات مع أصحاب الأرض والحق، لا مع الاحتلال المتغطرس.
وأن العصا التي شقت البحر قد تعود لتشق وتبتلع الاحتلال وجيوشه، وتغير موازين القوى، فيتحول ما يراه العدو تفوقا تقنيا وعدديا إلى مجرد وهم يبتلعه الحق، كما ابتلعت عصا موسى حبال سحرة فرعون.
رأى مدونون وناشطون أن هذه المواجهة تتخطى العمليات العسكرية لتصل إلى ساحات الوعي ومعركة المصطلحات. فالعدو الإسرائيلي استحضر جدعون من تراثه التوراتي ليضفي بعدا أسطوريا على عدوانه، فجاءت المقاومة بمصطلح "عصا موسى" من الوحي القرآني، لتعلن أن الصراع قائم بين قوة تستند إلى الوحي والحق، وأخرى تستند إلى الأساطير والتزوير.
أبدعت في الربط بين الميدان والرمز 👏🔥. فعلاً معركة المصطلحات لا تقل خطورة عن الميدان، و’عصا موسى‘ مش مجرد اسم، ده إعلان أن الصراع قائم بين وحي رباني وأساطير زائفة.. والنهاية محسومة للحق.
— Sama1111 (@sma62276) September 3, 2025
وذهب بعض المغردين إلى أن معركة المصطلحات لا تقل أهمية عن الميدان، فاختيار اسم "عصا موسى" هو إعلان بأن النهاية محسومة للحق، وأن النصر ليس رهين عدة أو عتاد، بل هو ثمرة يقين راسخ بأن كلمة الله هي العليا.
وقال متابعون إن إطلاق القسام اسم "عصا موسى" على عمليتها الأخيرة، يدل على أن معركة المقاومة مع الاحتلال ليست مجرد صراع عسكري، بل مواجهة شاملة على مستوى الوعي والمعنى والتاريخ.
عصا موسى"… لم تعد في السماء نارًا فقط، بل صارت في شوارع غزة زلزالًا.
كما ابتلعت عصا الكليم سحر فرعون، تبتلع أزقة غزة اليوم جنود "جدعون" ووحداته المدججة بالوهم والقوة.إنها رسالة من بين الركام: لسنا ضعفاء، فالمعجزة تسكن في صدور رجالنا، والقدرة تتفجر من حجارة بيوتنا https://t.co/CDnD9r9c0U
— نبض الأمل 🍀 (@Am_w55) September 3, 2025