آخر الأخبار

مغردون: "عصا موسى" ستبتلع "عربات جدعون" على أرض غزة

شارك





أطلقت المقاومة الفلسطينية أمس الأربعاء سلسلة عمليات "عصا موسى" ردا على عملية " عربات جدعون 2″ التي أطلقتها إسرائيل لاحتلال مدينة غزة .

وجاءت تسمية كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، عمليتها الأخيرة باسم "عصا موسى" لتثير تساؤلات واسعة بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي حول مدلولها الديني والرمزي والعسكري، في سياق صراع طويل تتجاوز فيه المصطلحات ساحات القتال التقليدية لتخوض معركة وعي وعقيدة وهوية.

فقد اختارت القسام هذا الاسم المحمل بالدلالات من القرآن الكريم وسيرة نبي الله موسى عليه السلام، في مواجهة عملية الاحتلال المسمّاة "عربات جدعون"، التي بدورها تستدعي رموزا من التوراة لاستحضار سردية التفوق والسيطرة.

عصا موسى في القرآن.. رمز العون الإلهي والمعجزة

ويحتل ذكر عصا موسى عليه السلام مكانة مركزية في القرآن الكريم، حيث لم تكن العصا مجرد أداة بيد النبي، بل ظهرت في مواضع عدة كرمز للمعجزة الإلهية وتبدل الموازين بقوة الله عز وجل.

ففي سورة الأعراف يقول الله تعالى: ﴿وأوحَينا إلى موسى أنْ ألقِ عصاك فإذا هي تلقَف ما يأفِكون﴾، أما في سورة الشعراء، فتقترن العصا بمعجزة إنقاذ أصحاب النبي موسى من فرعون وجنوده: ﴿فأوحينا إلى موسى أنِ اضْرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرْق كالطَّود العظيم﴾.

ورأى مغردون أن عصا موسى ارتبطت في الوعي الإسلامي والقرآني بمعان غائرة تتجاوز المادة، فهي العصا التي شقت البحر، وأنقذت المستضعفين من بطش فرعون، وهي التي تحولت إلى ثعبان ابتلع سحر السحرة، وهي التي فجّرت المياه من الحجر لتروي العطشى.



إعلان

وأشار ناشطون إلى أن العصا تلخص بذلك جوهر الرسالة: أن النصر ليس حكرا على أدوات القوة المادية، بل هو مشيئة الله التي تنتصر للحق ولو قلّت الإمكانات وضعفت الحيلة، وكسر هيمنة القوة المتغطرسة مهما بلغت جبروتها.

البعد الإستراتيجي.. المصطلح والرمز في ميدان المواجهة

وأكد رواد العالم الافتراضي أن اختيار كتائب القسام اسم "عصا موسى" لم يكن اعتباطيا، بل جاء في مواجهة عملية الاحتلال المسماة "عربات جدعون"، التي تستند إلى رواية توراتية تبرز جدعون كقائد لمجموعة مختارة واجهت جيوشا ضخمة، محاولة بذلك إسقاط سردية "الانتصار على الرغم من قلة العدد" على الواقع الإسرائيلي وتبرير حرب الإبادة على غزة بأنها "معركة مقدسة".

في هذا السياق، جاء رد المقاومة مستحضرا "عصا موسى" من القرآن الكريم لتبعث برسالة مزدوجة: أن العون الإلهي ومنبع المعجزات مع أصحاب الأرض والحق، لا مع الاحتلال المتغطرس.

وأن العصا التي شقت البحر قد تعود لتشق وتبتلع الاحتلال وجيوشه، وتغير موازين القوى، فيتحول ما يراه العدو تفوقا تقنيا وعدديا إلى مجرد وهم يبتلعه الحق، كما ابتلعت عصا موسى حبال سحرة فرعون.

معركة المصطلح.. وعي وهوية ومواجهة سرديات

رأى مدونون وناشطون أن هذه المواجهة تتخطى العمليات العسكرية لتصل إلى ساحات الوعي ومعركة المصطلحات. فالعدو الإسرائيلي استحضر جدعون من تراثه التوراتي ليضفي بعدا أسطوريا على عدوانه، فجاءت المقاومة بمصطلح "عصا موسى" من الوحي القرآني، لتعلن أن الصراع قائم بين قوة تستند إلى الوحي والحق، وأخرى تستند إلى الأساطير والتزوير.



وذهب بعض المغردين إلى أن معركة المصطلحات لا تقل أهمية عن الميدان، فاختيار اسم "عصا موسى" هو إعلان بأن النهاية محسومة للحق، وأن النصر ليس رهين عدة أو عتاد، بل هو ثمرة يقين راسخ بأن كلمة الله هي العليا.

وقال متابعون إن إطلاق القسام اسم "عصا موسى" على عمليتها الأخيرة، يدل على أن معركة المقاومة مع الاحتلال ليست مجرد صراع عسكري، بل مواجهة شاملة على مستوى الوعي والمعنى والتاريخ.



الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا