آخر الأخبار

زحلة مدينة الشعر والخمر.. تدخل العالمية بالنبيذ

شارك
من قلب البقاع ، عادت مدينة زحلة إلى الواجهة مجددًا، ولكن هذه المرة من الباب العالمي، بعدما دخلت في خارطة النبيذ العالمية. فهذه المدينة، التي لطالما اقترنت بالشعر والأدب والطرب، باتت اليوم تُصنَّف من بين أبرز مناطق إنتاج النبيذ في الشرق الأوسط ، مع اعتراف دولي يتزايد عامًا بعد عام، وتقدير عالمي لمنتجاتها الراقية.

وبالعودة إلى التاريخ، تعود زراعة الكرمة في زحلة ومحيطها إلى آلاف السنين، إذ عرفت المنطقة بزراعة العنب منذ العصور الكنعانية والرومانية. ومع مرور الزمن، تطورت الحرف الزراعية وتحولت زراعة العنب إلى ثقافة متكاملة، تُوّجت بصناعة نبيذ راقٍ يحمل نكهة الأرض وروح أهلها.

وعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية التي ضربت لبنان ، شهدت هذه الصناعة في السنوات الأخيرة نهضة غير مسبوقة، حيث انطلقت عشرات معامل النبيذ بأساليب تصنيع متطورة، وتُصدر إنتاجها إلى أوروبا وأميركا وكندا واليابان ودول الخليج . يتميز نبيذ زحلة عن غيره، ليس فقط من ناحية التقنية، بل أيضًا نتيجة طبيعة المناخ الذي يجمع بين شمس مشرقة على مدار أكثر من 300 يوم في السنة، وليلٍ بارد يحافظ على توازن الحموضة والسكر في العنب، فضلًا عن تربة البقاع الغنية بالمعادن وارتفاع زحلة عن سطح البحر.

وفي هذا الإطار، يشير مصدر في بلدية زحلة عبر " لبنان 24 " إلى أن البلدية، وبعد هذا الإنجاز الكبير، باتت تسعى إلى تحويل المدينة، ليس فقط إلى مدينة عالمية في النبيذ، بل أيضًا إلى محطة سياحية عالمية بارزة لعشاق النبيذ، حيث تنتشر "مسارات النبيذ" في المنطقة، وتقدّم للزوار جولات على المعامل والكروم، مترافقة مع جلسات تذوّق ومهرجانات سنوية مثل "مهرجان النبيذ والزيتون" و"كرنفال زحلة".

وشدّد المصدر على أن البلدية ستقف إلى جانب معامل النبيذ الكثيرة في المدينة، سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، سعيًا منها إلى مساعدتها في مزيد من الابتكار، عبر تبني أساليب الزراعة المستدامة، والاعتماد على الطاقات المتجددة، وتوسيع دائرة التدريب والتعليم في صناعة النبيذ. وفي هذا السياق، بدأت المعاهد المحلية التعاون مع جامعات أوروبية لإعداد اختصاصيين لبنانيين في زراعة الكرمة وتذوق النبيذ، ما يبشّر بمستقبل واعد للمنطقة.

وعليه، لم يعد نبيذ زحلة منتجًا محليًا فحسب، بل بات سفيرًا للبنان في الخارج، يعكس صورة وطنٍ قادر على الإبداع والتألّق رغم أزماته. فبين زجاجة وأخرى، تُسرد قصة صمود، وتُروى حكاية حضارة، ويُقدَّم للعالم منتج يحمل هوية لبنانية خالصة، لكن بذوق عالمي لا يُنافس.
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا