آخر الأخبار

عندما يودّع الأباء أولادهم... اختصار لوجع وطن بأكمله

شارك
اليوم يبكي اللبنانيون مع السيدة فيروز الغارقة في صمتها وصلاتها وتأملاتها، على فقد ولدها زياد. وبالأمس بكى اللبنانيون مع الرئيس الشيخ أمين الجميل والسيدة جويس على فقد نجلهما الشيخ بيار الجميل ، الذي اغتيل في وضح النهار. وكذلك شارك اللبنانيون حزن شيخ الصحافة غسان تويني، الذي فقد ابنه جبران شهيد قسمه التوحيدي، وقبل كل ذلك بكى جميع اللبنانيين تقريبًا مع مؤسس حزب " الكتائب اللبنانية " الشيخ بيار الجميل والسيدة جنفياف، عندما اغتيل الرئيس الشيخ بشير الجميل ، شهيد الـ 10452 كلم مربعًا.

هؤلاء جميعهم قاسمهم المشترك حزن وألم يعصر الأفئدة، ولكن الأهمّ هذه البطولة في لحظة وداع الأباء والأمهات لأولادهم. وداعهم لأبنائهم يختصر وجع وطن اعتاد أن يدفن أحلامه مع شبابه.

القاسم المشترك بين هؤلاء الآباء والأمهات الذين ودّعوا أبناءهم، الذين فقدوهم في ظروف مأسوية وصحية، تركت جروحًا عميقة في الوجدان اللبناني.


فهؤلاء الذين رحلوا قبل ابائهم وأمهاتهم كانوا في أوج طاقاتهم وعطاءاتهم، وكانوا فاعلين أو واعدين في الشأن العام أو الفني، ما جعل خسارتهم أكثر إيلامًا.

فزياد الرحباني يمثل الإرث الفني والثقافي الذي حملته فيروز وعاصي الرحباني.

بيار أمين الجميل، قُتل اغتيالًا سياسيًا وهو نائب ووزير، وكان يمثل استمرارية مدرسة سياسية عائلية، وكان يعد من أبرز الوجوه الواعدة بمستقبل أفضل.

جبران تويني، اغتيل بسبب مواقفه الجريئة كصحافي وسياسي، وكان رمزًا لحرية الكلمة.

بشير الجميل، رئيس منتخب اغتيل قبل أن يتسلم الحكم، ما جعل فقدانه مأساة وطنية بقدر ما هي عائلية.

الحداد على هؤلاء الأبناء لم يكن عائليًا فقط، بل كان عامًا، وتحوّلت جنازاتهم إلى محطات سياسية وإعلامية مفصلية في تاريخ لبنان .

باستثناء زياد، الذي توفي بسبب تفاعل المرض مع جسمه الهزيل، فإن فقدان بيار أمين الجميل، وجبران التويني، وبشير الجميل، لم يكن نتيجة طبيعية، بل غالبًا انعكاسًا لعنف السياسة اللبنانية وتاريخ الاغتيالات، وهو ما يجعل الفقد يتجاوز الإطار الشخصي إلى مرآة لوطن مأزوم يلتهم أبناءه.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا