وذكر التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنه في حين تشهد الساحة الشمالية حالة من التوتر، تجري خلف الكواليس عمليات دراماتيكية في لبنان، قد تغير قواعد
اللعبة
الإقليمية ، مشيراً إلى أنَّ "التحركات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة
اللبنانية ضد المنظمات المُسلحة على أراضيها، تُمثل استراتيجية جديدة لم نشهدها منذ سنوات".
وفي السياق، قال الخبير
الإسرائيلي أميتسيا برعام إنَّ
الدولة اللبنانية تحاول
إظهار أنه يمكن الوثوق بها لمنع أي حالة يُطلق فيها أحد النار على
إسرائيل ، وتابع: "صحيح أن الأمر أسهل عندما يتعلق الأمر بحركة حماس، لكن المسؤولين في لبنان يعلمون أن وراء حماس قادة من
حزب الله . أعني أن هذا بالفعل عمل ضد حماس، ولكن بشكل غير مباشر، هو بالتأكيد عمل ضد حزب الله".
ويلفت برعام إلى أنَّ "الحكومة اللبنانية ترسل بذلك رسالة واضحة إلى الساحة الدولية"، مؤكداً أن "
الرسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى
الولايات المتحدة ، ثم إلى إسرائيل"، وأضاف :"لبنان يقول إنه يريد من إسرائيل إخلاء النقاط الاستراتيجية الخمس التي لا يزال جنودها موجودين فيها داخل لبنان. وعليه، تقول
بيروت علناً: أنظروا، نحن ننفذ الاتفاق، لذا يجب انسحاب إسرائيل من لبنان".
واعتبر برعام أن ما يحصل "ليس تغييراً استراتيجياً، بل هو خطوة تكتيكية في إطار مفهوم استراتيجي جديد تبنته الحكومة اللبنانية منذ اليوم الذي انتُخب فيه رئيس الجمهورية الجديد جوزاف عون".
ومراراً وتكراراً، أعلنت
القيادة الجديدة في لبنان عن نيتها جعل الجيش اللبناني الجهة الوحيدة التي تمتلك السلاح في البلاد. هنا، أشار برعام إلى أن الحديث عن عزيمة تهدف للوصول إلى احتكار الدولة لحمل السلاح، يعني في المقابل
الذهاب نحو نزع
سلاح "حزب الله".
هل الحكومة اللبنانية قادرة على تنفيذ مثل هذه الخطوة؟ هنا، يجيب برعام بالقول: "ليس لدى السلطة الرسمية في لبنان قوة عسكرية كافية. حزب الله أقوى بكثير من الجيش اللبناني. ما تملكه السلطة الحالية في لبنان الآن هو أمر مختلف، ويرتبط ذلك بقوة سياسية لم تكن موجودة من قبل".
وأكمل: "بمجرد إقرار قرار نزع السلاح في
البرلمان وسن قانون جديد لفرض القرار 1701 الذي يتضمن انسحاب حزب الله من جنوب لبنان ونزع سلاح المنظمات
العسكرية ، فإن ذلك سيكون بمثابة قنبلة نووية حقيقية. هذا الأمر يتطلب شجاعة من
القادة اللبنانيين، علماً أن لبنان الرسمي لا يمتلك القوة العسكرية اللازمة".
مع ذلك، يعتقد برعام أن "هناك فرصة للنجاح من خلال ممارسة ضغط شعبي وسياسي وجماهيري على حزب الله، داخل لبنان، لنزع سلاحه"، وأردف: "إذا رفض حزب الله نزع سلاحه، وقال ببساطة (لا نبالي)، فإن وضعهم السياسي والشعبي في لبنان سيتعرض لضربة موجعة، وهم لا يريدون الوصول إلى تلك اللحظة. إن المظهر
الديمقراطي لحكمهم في لبنان مهم جدًا لهم وللإيرانيين".
وأكمل: "لإسرائيل أيضًا دورٌ في هذه المعادلة المعقدة. وحالما يحدث أمرٌ كهذا، أي بشأن نزع السلاح، فإن على إسرائيل سحب قواتها من النقاط الخمس داخل لبنان. بمعنى آخر، ستتخذ إسرائيل خطوةً تجاه لبنان، وبذلك، ستدعم الرئيس والحكومة اللبنانيين، اللذين لنا مصلحةٌ في نجاحهما".