نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيليّ تقريراً جديداً علّق فيه على المسألة المطروحة في لبنان والمُرتبطة بنزع سلاح " حزب الله " وتسليمه إلى الجيش.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنَّ آخر تقرير تحدّث عن "استعداد حزب الله المزعوم لنزع سلاحه وتسليمه إلى الجيش، لفت انتباهاً كبيراً، إذ يُشير ظاهرياً إلى تحول استراتيجي كبير للمنظمة"، وأردف: "إلا أن دراسة سياسة حزب الله المعلنة، وسلوكه الفعلي، تُشير إلى أن الطريق إلى هذه الخطوة لا يزال طويلاً جداً".
وتابع: "لقد أصبح حزب الله الآن، بعد أن أضعفته الحرب، يقف عند مفترق طرق ويكافح من أجل التعافي تحت ضغط هائل من كل الاتجاهات التي يُمكن تلخيصها في 5 وهي:
- استمرار العمليات
العسكرية التي يشنها الجيش
الإسرائيلي ضد حزب الله، حيث نفذ منذ تطبيق وقف إطلاق النار مئات
الغارات وقتل أكثر من 100 عنصر من
المنظمة ، وذلك في إطار تطبيق الاتفاق.
-
الموقف الحازم للولايات المتحدة الذي يدعم
إسرائيل ويطالب بنزع سلاح حزب الله كشرط أساسي لتقديم المساعدة للبنان في مرحلة ما بعد الحرب واقتصاده المنهار، وهو ما تم التأكيد عليه بقوة خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأميركي إلى لبنان.
- صعود قيادة جديدة في لبنان (رئيساً وحكومة)، تدعم أيضاً نزع سلاح حزب الله، وقد ظهرت هذه القضية في الخطوط العريضة للسياسة الأساسية للحكومة، وأثارت جدلاً واسعاً، لا سيما بين معارضي حزب الله المتزايدين في لبنان.
- صعوبة استمرار حزب الله في عمليات التهريب، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة
اللبنانية والأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية لتقييد حرية حركة الحزب، وخاصة منع التهريب عبر المعابر الحدودية
السورية ، جواً وبحراً.
- الصراعات الأوسع التي تواجه المحور الشيعي بأكمله، بما في ذلك
إيران ــ وخاصة انهيار نظام الرئيس السوري السابق
بشار الأسد وما نتج عنه من خسارة
سوريا كقاعدة للعمليات وممر للتهريب".
وذكر التقرير أنَّ "حزب الله لم يتخلَّ بعد عن أيديولوجيته المرتبطة بالمقاومة أو طموحاته لاستعادة قوته واستئناف عملياته ضد إسرائيل"، وأضاف: "إلا أن الضغط الشديد الذي يواجهه دفع قيادته المتصدعة والضعيفة إلى تعديل استراتيجيتها وأساليبها العملياتية مؤقتاً، والهدف هو تخفيف بعض الضغط، وخاصةً من إسرائيل، وتمكين المنظمة من التركيز على إعادة بناء قدراتها وبنيتها التحتية".
واستكمل: "في هذا السياق، ينبغي النظر إلى استعداد حزب الله الحالي للحوار مع
القيادة اللبنانية بشأن قضية الأسلحة باعتباره تكتيكاً قصير الأمد، إلى جانب وضع شروط مسبقة واضحة وهي انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووقف هجماتها على المنظمة".
وتابع: "للاستفادة من هذه الفرصة لإعادة تشكيل الواقع الأمني على طول الحدود اللبنانية، من الضروري أن تُواصل إسرائيل الضغط العسكري على حزب الله، بالتنسيق مع
الولايات المتحدة وفي إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وينبغي القيام بذلك مع مراعاة القيود
الداخلية التي تواجهها القيادة اللبنانية، التي تنتهج سياسة حذرة لتجنب المواجهة العنيفة مع حزب الله. وفي الوقت نفسه، يُقترح أيضاً توضيح أن وجود الجيش الإسرائيلي في النقاط الاستراتيجية الخمس في الأراضي اللبنانية مؤقت، ومع ذلك، ينبغي لإسرائيل أن تُصر على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب إلا بعد التأكد من إزالة الوجود العسكري لحزب الله في جنوب لبنان بالكامل، وسيطرة الجيش اللبناني الكاملة على المنطقة".