آخر الأخبار

الايجابية في عمان والتطبيق في لبنان

شارك
عُقدت أمس في سلطنة عُمان الجولة الأولى من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، في لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات، ويبدو أن أجواءه جاءت إيجابية إلى حد ما، وفق ما تسرّب من معلومات محدودة عن طبيعة هذه المحادثات. ورغم أن الطرفين لم يعلنا بشكل رسمي عن مضمون النقاشات، فإن التسريبات تشير إلى أن الملف الوحيد الذي تم تداوله هو البرنامج النووي الإيراني ، ما يعكس تركيزاً أميركياً على هذا الجانب تحديداً، بعيداً عن القضايا الإقليمية أو الملفات المرتبطة بالدور الإيراني في الشرق الأوسط .
كذلك، تشير المعطيات إلى أن اللقاء كان غير مباشر عملياً، إذ جرت المفاوضات بوساطة أطراف ثالثة نقلت الرسائل بين الجانبين.
في خلفية هذه المفاوضات تبرز ملامح مقاربة مختلفة تعتمدها إدارة دونالد ترامب مقارنة بالمواقف التي يعبر عنها رئيس وزراء إسـرائيل بنيامين نتنياهو. ففي حين يواصل الأخير الدفع نحو سياسة أكثر تشدداً تجاه إيران، تتبنى واشنطن اليوم رؤية أكثر براغماتية. ترامب يسعى إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني عبر التفاهم والتفاوض، وليس عبر التصعيد. بل أكثر من ذلك، يبدو أن إدارة ترامب ترى في إيران شريكاً محتملاً في مشاريع اقتصادية واستثمارية كبرى في حال تم التوصل إلى اتفاق. وهو ما تلمح إليه بعض المصادر التي تؤكد أن طهران أبدت استعداداً مبدئياً لتقديم بعض الضمانات في هذا المجال.
اللافت في المشهد هو أن الطرفين، رغم الخلافات العميقة، يشتركان في مصلحة استراتيجية تتمثل في الرغبة بتحقيق قدر من الاستقرار في المنطقة.
الولايات المتحدة ترى أن الانخراط الطويل في أزمات الشرق الأوسط يعيق خططها الكبرى لمواجهة الصين ، ولذلك تسعى إلى تقليص انشغالاتها في هذه الجبهة وهذا ما قد تتعاون فيه مع طهران. من جهتها، تسعى إيران إلى إعادة ترتيب أوراقها الإقليمية وإعادة بناء منظومتها بعد اشهر من الضغوط العسكرية . وهذا التلاقي في الأهداف قد يفتح نافذة واقعية للتفاهم، خاصة إذا بقيت التوترات في الحدود الدنيا.
ويبدو أن مؤشرات التهدئة ظهرت سريعاً، إذ امتنعت إسرائيل عن أي تصعيد مع لبنان أو غيره بعد إعلان ترامب عن انطلاق المفاوضات، في دلالة واضحة على أن ثمة تفاهمات يجري اختبارها ميدانياً، وعلى ان واشنطن قادرة على كبح تل ابيب.
المفاوضات بدأت بهدوء، لكنها تحمل في طياتها إمكانات تغييرات أوسع قد تعيد رسم بعض خطوط التوازن في المنطقة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا