آخر الأخبار

ماكرون يدافع عن الفلسطينيين من القاهرة... ويمنح نتنياهو ممرًا آمنًا في سماء فرنسا!

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في الوقت الذي كان فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُلقي خطابات “مؤثرة” في القاهرة عن دعم الفلسطينيين وفك الحصار عن غزة، كانت طائرة الإرهابي بنيامين نتنياهو، المطلوب دوليًا بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تعبر بهدوء أجواء الجمهورية الفرنسية، وكأن سماء باريس باتت ممرًا آمنا لمجرمي الحرب!

صحيفة “20 دقيقة” الفرنسية كشفت الفضيحة، عندما أكدت أنّه في السابع من أفريل الماضي، حلّق رئيس وزراء الكيان الصهيوني فوق الأراضي الفرنسيةوهو في طريقه إلى الولايات المتحدة، دون أن تهتزّ شعرة في رأس أي مسؤول في قصر الإليزي، رغم أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحقه منذ نوفمبر 2024.

الصمت الفرنسي، الذي يشبه التواطؤ، أثار غضب جهات حقوقية، أبرزها الجمعية الفرنسية من أجل احترام القانون الدولي (JURDI)، التي أرسلت رسالة مفتوحة إلى ماكرون مطالبة بتوضيح رسمي حول السماح بعبور طائرة مجرم حرب دون مساءلة.

فأي ازدواجية أبشع من هذه؟! فرنسا التي تدين دولًا مثل منغوليا لعدم توقيف بوتين، تتجاهل تمامًا مذكرتي توقيف بحق نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، وتبرّر عبوره بحجة “الحصانة” و”العلاقات التاريخية” مع كيان الاحتلال، وكأن القانون يُفصّل على مقاس المصالح الفرنسية–الصهيونية.

الناشط الحقوقي إيمانويل دود سخر من التبريرات الفرنسية، مشددًا أن الحصانة لا تُعفي من الملاحقة بحسب المادة 27 من اتفاقية روما، وأن عبور نتنياهو لم يكن ليتم دون علم أعلى السلطات الفرنسية. بينما رفضت دول مثل إيرلندا وإيسلندا وهولندا حتى مجرد التفكير بالسماح لطائرة نتنياهو بملامسة أجوائها، فضّلت باريس التواطؤ تحت غطاء “الدبلوماسية”.

الرسالة اليوم واضحة: فرنسا التي تحاضر على العالم في الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا تجد حرجًا في مدّ البساط الأحمر لقاتل أطفال غزة، ولا مانع لديها من أن تصبح سماؤها مظلةً تحمي من تلطّخت أيديهم بدماء الأبرياء، ما دام ذلك يخدم حسابات ماكرون السياسية وتحالفاته الخلفية.

فهل بعد هذا الموقف المخزي يمكن لفرنسا أن تدّعي دور “الوسيط النزيه” في الشرق الأوسط؟ وهل يحق لرئيسها أن يتحدث عن العدالة وحقوق الشعوب وهو يعجز عن اتخاذ أبسط موقف قانوني وأخلاقي تجاه مجرم مدان دوليًا؟

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا