شفق نيوز - بغداد
تشكل قضايا العرض والدعم الحكومي غير الكافي تحديات لآمال تصدير لحوم الجاموس في الهند، وفقًا للاعبين في السوق في هذا القطاع، الذين أشاروا مع ذلك إلى أن الشحنات قد تشهد نموًا مطردًا إذا تمت معالجة هذه القضايا.
وفي هذا السياق، يبقى العراق من بين الأسواق الرئيسية التي تستورد لحوم الجاموس من الهند، رغم الظروف غير المستقرة في سلاسل التوريد العالمية، وغياب سياسات دعم واضحة من الحكومة الهندية لهذا القطاع.
وبحسب بيانات هيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعية والغذائية المصنعة في الهند (APEDA)، حافظ العراق خلال السنوات الخمس الماضية على موقعه كأحد أهم مستوردي لحوم الجاموس، إلى جانب كل من: مصر وماليزيا وفيتنام.
وتشير البيانات إلى أن الطلب العراقي على لحوم الجاموس الهندية كان متقلبًا في بعض السنوات، لكنه ظل قويًا نسبيًا مقارنةً بدول أخرى في الشرق الأوسط.
وفي العام 2024، بلغت صادرات لحوم الجاموس الهندية نحو 1.24 مليون طن متري، فيما سجلت قيمة الصادرات حوالي 3.91 مليارات دولار، بزيادة 9.5٪ عن العام السابق.
وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، ارتفعت قيمة الصادرات إلى 1.75 مليار دولار، بزيادة 14٪ مقارنةً بنفس الفترة من 2024، مدفوعة بطلب قوي من أسواق مثل العراق واندونيسيا.
وتشير مصادر السوق الهندية إلى أن اضطرابات سلسلة الإمداد وندرة الجاموس الجاهز للذبح، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف النقل، باتت تشكل تهديدًا مباشرًا على استقرار الإمدادات الموجهة للأسواق المستوردة، بما فيها العراق.
ويعاني هذا القطاع أيضًا من تدخل حكومي محدود في الهند، حيث لا تُربى الأبقار والجاموس لأغراض اللحوم، بل تُخصص في المقام الأول لإنتاج الحليب. وهو ما يدفع بعض المصدّرين الهنود للتفكير في تنويع أنشطتهم إلى قطاعات بديلة مثل الصناعات البتروكيماوية.
ومع تزايد الطلب العراقي على اللحوم المستوردة، خصوصًا في ظل محدودية الإنتاج المحلي، فإن أي تراجع في وتيرة الصادرات الهندية قد يُحدث تأثيرًا واضحًا على الأسعار محليًا.
ومن المتوقع أن تتابع الجهات الرقابية في العراق تطورات السوق الهندية من أجل تأمين التوريد المستقبلي، خصوصًا في المواسم التي تشهد ضغطًا في الطلب مثل شهر محرم ورمضان.