في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شهد العالم خلال السنوات الماضية تزايداً ملحوظاً في الاعتماد على هذا المصدر النظيف ، لما يوفره من مزايا واضحة، أبرزها انتشاره عالمياً وفعاليته في مواجهة تغير المناخ، وذلك وفق موقع New Scientist.
ومع ذلك، ما زالت هناك آراء تقلل من قيمته؛ إذ صرّح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن الطاقة الشمسية غير قادرة على تلبية جميع احتياجات العالم من الطاقة، وهو ادعاء اعتبره خبراء غير دقيق علمياً.
فالطاقة الشمسية، مدعومة بطاقة الرياح بوصفها امتداداً لها، تُعد اليوم المصدر الأكثر استدامة والأجدر بالاعتماد على المدى الطويل.
في ظل التحديات المناخية المتسارعة، تبرز الطاقة الشمسية كأمل حقيقي من الانهيار البيئي. فبينما تتسبب مصادر الطاقة التقليدية في تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، تقدم الشمس نفسها كمصدر لا ينضب، نظيف، ومتجدد، قادر على تلبية احتياجات البشرية دون أن يترك أثراً مدمراً على البيئة.
تستقبل الأرض من الشمس في ساعة واحدة طاقة تكفي لتشغيل العالم لمدة عام كامل، ومع التطور السريع في تقنيات الألواح الشمسية، أصبحت هذه الطاقة متاحة بشكل متزايد وبتكلفة منخفضة.
في المقابل، لا تزال مصادر الطاقة الأخرى تعاني من قيود بيئية واقتصادية ؛ فالوقود الأحفوري يطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، والطاقة النووية مكلفة وتنتج نفايات خطيرة، بينما تبقى طاقة الرياح والمياه محدودة جغرافيًا وغير قادرة على تلبية الطلب العالمي بمفردها.
ما يميز الطاقة الشمسية ليس فقط نظافتها، بل قدرتها على تحقيق العدالة الطاقية؛ إذ يمكن تركيب الألواح الشمسية في المناطق النائية والفقيرة، مما يساهم في تقليص الفجوة بين المجتمعات. ومع تطور تقنيات التخزين، بات بالإمكان تجاوز مشكلة تقلبات الطقس وضمان استمرارية التزويد بالطاقة.
ورغم وجود تحديات مثل الحاجة إلى تطوير شبكات توزيع ذكية و تحسين كفاءة البطاريات ، إلا أن هذه العقبات تبقى قابلة للحل، ولا تقارن بالمخاطر التي تفرضها المصادر التقليدية للطاقة.
في عالم يسير بسرعة نحو نقطة اللاعودة من التغير المناخي ، تبدو الطاقة الشمسية كأنها الضوء الوحيد في نهاية النفق. إنها ليست مجرد خيار، بل ضرورة وجودية لضمان مستقبل مستدام للبشرية.
ووفق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، يمكن أن توفر الطاقة الشمسية ما يصل إلى 80٪ من احتياجات الطاقة العالمية خلال الأربعين عاماً القادمة، إذا تم دعمها بشكل كافٍ من قبل الحكومات.
الاستثمار المطلوب في الطاقة المتجددة لا يتجاوز 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً، وهو كافٍ للحفاظ على تركيزات الغازات الدفيئة ضمن الحدود الآمنة.
كما تسهم الطاقة الشمسية في تقليل الانبعاثات الكربونية ، وتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة الهواء والصحة العامة.
تحرير: خالد سلامة