هاجمت أسرة الطبيب الشهيد أبو الحسن رجب، وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا، على خلفية ما وصفته بـ«التجاهل غير المبرر» لواقعة مقتل نجلها أثناء أداء واجبه الإنساني، منتقدة صياغة بيان مديرية الصحة التي اعتبرتها منقوصة ولا تُنصف الحقيقة.
وقالت الأسرة، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الطبيب الراحل استُشهد أثناء تأدية عمله المكلف به، مؤكدة أن توصيف الواقعة باعتبارها «حادثًا تزامن مع أداء العمل» يُعد تقليلًا من قيمة التضحية، ويُخالف المعنى الحقيقي لما جرى. وشددت على أن الوصف الدقيق هو «شهيد الواجب وشهيد المهنة»، معتبرة أن الاعتراف الواضح حق أصيل، وأن الصياغة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون لغوية.
وأضافت الأسرة أن مديرية الصحة بقنا بدت «منفصلة عن الواقع» رغم حالة التعاطف الواسعة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأطباء، مؤكدة أن أبسط واجبات المسؤولين كان يقتضي الحضور والمتابعة منذ لحظة وصول المصاب، أو التواجد خلال فترة علاجه بمستشفى معهد ناصر بالقاهرة، أو المشاركة في الجنازة وتقديم واجب العزاء، أو على الأقل إرسال وفد رسمي حال تعذر الحضور.
وأشارت إلى أن الغياب لم يكن غياب شخص بعينه، بل «غياب معنى القيادة»، مؤكدة أن المناصب تكليف ومسؤولية وليست تشريفًا. وفي الوقت ذاته، ثمّنت الأسرة تحرك وزير الصحة منذ بداية الواقعة، كما وجّهت الشكر للأطقم الطبية بمستشفى قنا العام لما بذلوه من جهود رغم محدودية الإمكانات.
كما أعربت الأسرة عن تقديرها لمحافظ قنا، ونقيب أطباء قنا، وممثلي النقابة، وجموع المسؤولين والمواطنين الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء ومواساة الأسرة، معتبرة ذلك نموذجًا لما يجب أن يكون عليه التعامل في مثل هذه الحالات.
واختتمت الأسرة بيانها بالتأكيد على أن من يفقد حياته أثناء أداء واجبه الإنساني أو الوطني هو «شهيد مهنة لا ضحية حادث»، وأن أقل حقوقه الاعتراف الصريح دون مواربة، سائلة الله الرحمة والمغفرة للفقيد، وأن يلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة