آخر الأخبار

في أحضان أمه مرتين.. حكاية طفل قفز داخل سيارة مشتعلة لإنقاذ والدته -صو

شارك

استفاقت قرية "معصرة صاوي" بالفيوم، فجر اليوم الأربعاء، على مشهد جنائزي أدمى القلوب، حيث وري جثمان الطفل زياد عصام أحمد (15 عاماً) الثرى، ليرقد أخيراً في أحضان والدته التي حاول انتزاعها من بين ألسنة النيران، فاحترق معها.

لم يكن "زياد" مجرد طفل يطارد لقمة العيش فوق رمال الطريق الإقليمي، بل كان رجلاً في جسد صبي، كتب بدمائه وحروقه أسمى معاني الوفاء.

الحكاية بدأت عصر الخميس الماضي، حين كانت سيارة "سوزوكي" متهالكة تحمل 12 شخصاً عائدين من جني محصول "الطماطم" من أحد الحقول الواقعة على طريق "مصر -إسكندرية الصحراوي"، وفي نطاق مدينة السادس من أكتوبر، ارتطمت السيارة برصيف الطريق الإقليمي، فانفجرت أسطوانة الغاز لتتحول المركبة في ثوانٍ إلى قطعة من الجحيم.

وضمت قائمة الضحايا: منال رمضان مبارك - 35 عاماً ، ياسمين نادى فوزى- 24 عاماً، حسن محمود أحمد - 14 عاما، محمود محمد درويش - 15 عاماً، أحمد سيد عزت عبد الكريم - 15 عاماً، أحمد محمد حنفي، 15 عاماً، وجميعهم أطفال وشباب خرجوا سعياً وراء لقمة العيش.

كما أصيب في الحادث: أحمد عمرو سيد، مصطفى سيد محمد، وائل فتحى جبر، ياسمين خالد عبد الوهاب، عماد أحمد ميزار.

في تلك اللحظة، قفز "زياد"، من السيارة قبل أن تلتهمه النار، وقف بعيداً يرتجف، لكن صرخة أمه "منال" المنبعثة من وسط اللهب كانت أقوى من غريزة الخوف، لم يهرب الصبي، بل اندفع بجسده النحيل نحو "التنور المشتعل"، تشبث بملابس أمه محاولاً سحبها، عانقها وسط النيران في محاولة يائسة لإنقاذها، لكن النيران كانت أسرع؛ التهمت جسده، وفحمت جسد والدته و6 من رفاقه.

نُقل "زياد" إلى مستشفى أم المصريين ثم إلى عناية مستشفى "أبو الريش" بالقاهرة، وقضى 6 أيام كاملة يصارع الموت، يئن من جراح الحروق البالغة، وبقايا صورة أمه وهي تحترق لا تفارق خياله.

وفي عصر أمس الثلاثاء، استسلم الجسد المتعب، وفاضت روحه لتلحق بوالدته "منال"، ليكون الضحية الثامنة في ذلك الحادث الفاجع.

وقبيل بزوغ فجر اليوم الأربعاء، احتشد المئات من أهالي "معصرة صاوي" و"دار السلام" لتشييع "البطل الصغير"، وانهار والده والده الذي فقد زوجته وابنه الأكبر في لحظة واحدة، وهو يسير خلف النعش، يندب حظاً تركه وحيداً مع طفلين صغيرين في "عمر الزهور".

وكانت قريتا "معصرة عرفة" و"دار السلام" بمركز طامية بالفيوم، شيعتا في وقت سابق جثامين الضحايا السبعة في مشهد أدمى قلوب الآلاف من المشيعين، وفي لفتة لمواساة القرى المكلومة، أشرف العميد طارق هيبة، رئيس مركز ومدينة طامية، على إقامة سرادق عزاء جماعي بمركز شباب القرية، حضره كبار القراء لمواساة الأهالي، مؤكداً أن الدولة ستقدم كافة سبل الدعم لأسر الضحايا والمصابين الخمسة الذين لا يزالون يصارعون الإصابة.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
مصراوي المصدر: مصراوي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا