قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن حصة مصر المائية، أكدت ثبات الموقف المصري تجاه أزمة سد النهضة.
أوضح الفقي، في تصريحات لمصراوي، أن حديث الرئيس السيسي خلال لقائه نظيره الأوغندي صباح اليوم، حمل رسائل واضحة للعالم بأكمله بشأن ملف المياه المصري، وأنه لا مساومة على مياه النيل التي تعد حقًا مشروعًا لمصر وشعبها.
وأشار الفقي إلى أن أوغندا تربطها بمصر علاقات طيبة منذ القدم، وسبق أن طلبت الانضمام لمجلس التعاون المصري السوداني، مما يؤكد رغبتها في التقرب من البلدين.
لفت الفقي إلى أن المجتمع الدولي يرى أن لمصر والسودان الحق في مياه النيل، مستشهدًا بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أدلى بها بشأن سد النهضة، والتي قال خلالها إن مصر صاحبة حق في هذا الملف.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، مشددًا على أن من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية فهو مخطئ. وقال: "إن ملف المياه يمثل جزءًا من حملة الضغوط على مصر لتحقيق أهداف أخرى، ونحن مدركون لهذا الأمر، وأن مصر دائمًا تقف ضد التدخل في شؤون الآخرين أو الهدم والتدمير أو التآمر على أحد، وتسعى للبناء والتعمير والتنمية، ونحن الأفارقة كفانا ما عانيناه من اقتتال".
وقال الرئيس السيسي - في كلمة بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأوغندي يويري موسيفيني بقصر الاتحادية اليوم - إن حجم المياه في حوض النيل الأبيض والأزرق يصل سنويًا إلى 1600 مليار متر مكعب، وجزء كبير يفقد في الغابات والمستنقعات والبخر والمياه الجوفية، وجزء بسيط فقط هو الذي يصل إلى النيل.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن ملف مياه النيل كان محل نقاش طويل مع رئيس جمهورية أوغندا يويري موسيفيني، مشددًا على أهمية المياه والتنمية لدول حوض النيل، ومؤكدًا أن مصر لا تعارض تحقيق أي تنمية للشركاء والأشقاء في دول حوض النيل، ولكن مشكلة مصر الوحيدة هي ألا تؤثر هذه التنمية على حجم المياه التي تصل إلى مصر.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر تتحدث فقط عن حوالي 85 مليار متر مكعب، وهي حصة مصر والسودان من مياه النيل، وهو ما يمثل حوالي 4% فقط من الإجمالي. وقال: "نحن نريد أن نتعاون معًا من أجل تحقيق استقرار بلداننا، ومصر ليس لديها موارد أخرى من المياه، ولا تسقط عليها كميات كبيرة من الأمطار، ولو تخلينا عن هذا الجزء فهذا يعني أننا نتخلى عن حياتنا".
ولفت الرئيس السيسي إلى أن مصر لا ترفض الاستفادة من مياه النيل للأشقاء، سواء في عملية التنمية أو الزراعة أو إنتاج الكهرباء، وأن مصر تعول على جهود اللجنة السباعية برئاسة أوغندا للتوصل إلى توافق بين دول حوض النيل.
وأوضح الرئيس السيسي: "أن من تسقط عنده الأمطار لا يشعر بما لا تسقط عنده الأمطار، والمصريون لديهم قلق في هذا الشأن، ولكنني مسؤول عن التنسيق مع الرؤساء الآخرين لإيجاد حل لا يؤثر على حياة المصريين"، مؤكدًا أن وعي وصلابة المصريين هما الركيزة الأساسية لمواجهة أي تحدٍّ أو تهديد محتمل.