آخر الأخبار

أول انتخابات رئاسية في سريلانكا منذ الانهيار الاقتصادي

شارك الخبر

يدلي الناخبون في سريلانكا بأصواتهم السبت لاختيار رئيس جديد في انتخابات تعد بمثابة استفتاء على خطة التقشف التي أقرها صندوق النقد الدولي بعد الأزمة المالية غير المسبوقة التي عصفت بالبلاد.

ويخوض الرئيس الحالي رانيل ويكريميسينغه معركة صعبة من أجل البقاء في منصبه لمواصلة الإجراءات التي أدت إلى استقرار الاقتصاد في البلاد، وأنهت أشهراً من نقص الغذاء والوقود والأدوية.

رانيل ويكريميسينغه

وتمكّن ويكريميسينغه خلال العامين اللذين أمضاهما في منصبه من إعادة الهدوء إلى الشارع بعد الاضطرابات الشعبية التي أثارتها الأزمة الاقتصادية عام 2022 وشهدت اقتحام آلاف المتظاهرين لمقر الرئيس السابق الذي فر من البلاد.

وقال ويكريميسينغه (75 عاماً) بعد الإدلاء بصوته صباحاً: "أخرجت هذا البلد من الإفلاس"، مضيفاً: "سأعطي سريلانكا الآن اقتصاداً متطوراً ونظاماً اجتماعياً متطوراً ونظاماً سياسياً متطوراً".

لكن زيادات الضرائب التي فرضها ويكريميسينغه وفقاً لشروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي البالغة 2.9 مليار دولار، تركت ملايين السريلانكيين يكافحون من أجل العيش.

وقال الناخب محمد سراج رازق (43 عاما) لوكالة "فرانس برس": "يجب أن يحدث تغيير في البلاد" مضيفاً أن "تبذير الدولة في الانفاق لفائدة السياسيين فقط يجب أن يتوقف".

ويواجه ويكريميسينغه منافسة شديدة من مرشحين اثنين يعدان أوفر حظاً، أولهما أنورا كومارا ديساناياكا، وهو زعيم أحد الأحزاب الماركسية التي يحفل تاريخها بالعنف.

أنورا كومارا ديساناياكا

وقاد الحزب انتفاضتين فاشلتين في السبعينيات والثمانينيات أدت إلى مقتل أكثر من 80 ألف شخص. ونال الحزب أقل من 4% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية السابقة.

غير أن الأزمة في سريلانكا أعطت دفعاً وشعبية لديساناياكا البالغ من العمر 55 عاماً بناءً على شعاره بتغيير الثقافة السياسية "الفاسدة" في الجزيرة.

والمنافس القوي الثاني هو ساجيت بريماداسا، الزعيم المعارض ونجل رئيس أسبق اغتيل عام 1993 خلال الحرب الأهلية التي استمرت عقوداً في البلاد.

وتعهد بريماداسا بمكافحة الفساد. وإلى جانب ديساناياكا، وعد بإعادة التفاوض على شروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي.

ساجيت بريماداسا

وقال مرتضى جافرجي من "معهد أدوفكاتا البحثي" لوكالة "فرانس برس": "هناك عدد كبير من الناخبين ممن يحاولون توجيه رسالة قوية.. بأنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة إزاء الطريقة التي تُحكم بها هذه البلاد".

ويتنافس في هذه الانتخابات 39 شخصاً بينهم مرشح عمره 79 توفي الشهر الماضي جراء أزمة قلبية لكنه لا يزال على لائحة المرشحين.

خطر.. الأفيال البرية

ويحق لأكثر من 17 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم، وقد نشرت السلطات أكثر من 63 ألف شرطي لحماية مراكز الاقتراع ومراكز الفرز.

وقال الناطق باسم الشرطة نهال تالدوا: "لدينا أيضاً فرق لمكافحة الشغب متأهبة في حال وقوع أي مشكلات، لكن حتى الآن كل شيء يجري بسلام".

وأضاف: "في بعض المناطق اضطررنا لنشر الشرطة لضمان حماية مراكز الاقتراع من الحيوانات البرية خصوصاً الأفيال البرية".

وتجمع عشرات الأشخاص أمام مراكز اقتراع في كولومبو قبل أن فتحت أبوابها وسط وجود أمني كثيف في أنحاء العاصمة.

وتُغلق صناديق الاقتراع عند الساعة الرابعة مساءً على أن يبدأ فرز الأصوات مساء السبت.

ومن المتوقع أن تعلن النتيجة الأحد، لكن النتيجة الرسمية قد تتأخر إذا كانت المنافسة متقاربة.

وأغلقت المدارس الجمعة كي تحوَّل إلى مراكز اقتراع ينتشر فيها أكثر من 200 ألف موظف رسمي يشرفون على العملية الانتخابية.

البلاد لم تخرج من الأزمة

هيمنت قضايا الاقتصاد على الحملة الانتخابية التي استمرت ثمانية أسابيع، وسط غضب شعبي إزاء الصعوبات المعيشية المستمرة منذ بلوغ الأزمة ذروتها قبل عامين.

وبحسب الأرقام الرسمية تضاعف معدل الفقر في سريلانكا مرتين، مسجلاً 25% بين عامَي 2021 و2022، ليُضيف أكثر من 2.5 مليون شخص إلى عدد الذين يعيشون على أقل من 3.65 دولار في اليوم.

ويحذّر الخبراء من أن اقتصاد سريلانكا لا يزال ضعيفاً إذ لم يبدأ استئناف سداد الديون الخارجية للجزيرة البالغة 46 مليار دولار منذ تخلف الحكومة عن السداد في 2022.

وقال صندوق النقد الدولي إن الإصلاحات التي أقرتها حكومة ويكريميسينغه بدأت تؤتي ثمارها، مع عودة النمو ببطء.

وقالت جولي كوزاك من صندوق النقد الدولي لصحافيين في واشنطن الأسبوع الماضي: "تم تحقيق الكثير من التقدم. لكن البلاد لم تخرج من الأزمة بعد".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

إقرأ أيضا