آخر الأخبار

تربويون يدعون إلى تقوية أدوار المساعدة الاجتماعية والنفسية في المدرسة

شارك الخبر

وجه باحثون في علوم التربية وتعزيز مواطن الجودة في المدرسة العمومية المغربية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة نحو تكريس الاعتماد على أطر الدعم النفسي والاجتماعي والتربوي، بالنظر إلى أهميتهم في “الوصول إلى مردودية مضمونة وتحصيل أفضل”، لا سيما مع انتشار ما تعتبره هذه الجهات المختصة “تناميا لحالات الضعف النفسي وتعثر عملية التعلّم بالنظر إلى وجود مؤثرات خارجية لها مفعول واضح يشوّش على العملية التربوية”.

تحجيم التوتر

قال عبد الناصر ناجي، خبير تربوي رئيس مؤسسة “أماكن” لجودة التربية والتكوين، إن تقوية أدوار الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين صار يعدّ اليوم ضرورة تربوية، على اعتبار أنهم كانوا يتكلفون من حيث التصور بخلايا الإنصات؛ فهم يدخلون في حوار مباشر مع التلاميذ من أجل المساعدة على تخطي بعض العوالق التي يمكن أن تشوش على مردودية التلميذ”، مبرزاً أن الخصاص الذي كانت تعرفه بعض المدارس على مستوى الأطر الإدارية كان يحتّم الاعتماد على أطر الدعم النفسي رغم أن الأولوية للفعل التربوي.

ناجي ذكر لهسبريس أن “الطلب موجود على هؤلاء الأطر، والحاجة أيضا موجودة بالنظر إلى العديد من المشاكل النفسية التي يعاني منها العديد من التلاميذ، لا سيما خلال مرحلة المراهقة”، مضيفا أن “التخفيف من المعاناة النفسية للتلاميذ حتمي، وقد اتضحت ذروة هذه الحاجة مع زلزال 8 شتنبر الذي كشف أن لدينا خصاصا كبيرا على هذا المستوى يتعين أن نتداركه لمعالجة الموضوع على نحو شمولي، من خلال مضاعفة التكوين في هذا الاتجاه والتدخل للتعامل مع حالات التوتر والقلق”.

وأوضح التربوي ذاته أن “الوزارة يتعين أن تضع استراتيجية وطنية لتأهيل شامل لأدوار المساعدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس المغربية، وتكون الأهداف واضحة، والعملية ممتدة منذ التعليم الأولي حتى التعليم الثانوي”، مؤكداً أهمية خلق قنوات مستمرة للتنسيق بين هؤلاء الأطر وهيئة التدريس، لكونهم هم الذين يتعاملون بشكل يومي مع التلاميذ ويعرفون طبيعة المشاكل التي يمكن أن يعاني منها كل تلميذ، وبالتالي إحالتها على الأطر المختصة قصد تولي متابعتها بشكل دقيق لتحقيق التخطي.

بلا أعراض جانبية

لحسن مادي، أستاذ التعليم العالي متخصص في علوم التربية، قال إن تفعيل أدوار هؤلاء الأطر مختلف، يمكن أن يثار مع مناسبة الدخول المدرسي، غير أنه ليس “شرطاً”، بما أن هذه الفترة تمثل فقط منطلقاً لبداية المهمة، مبرزاً أن “هذه الانطلاقة تقتضي التحرك أولاً لتسهيل إدماجٍ واندماجٍ جيدين للتلاميذ، سواء تعلق الأمر بالتعليم الأولي أو الأساسي أو الإعدادي أو الثانوي، وربما حتى الجامعي، لذلك مهامهم بالأساس تربوية ووجودهم خلال السنة الدراسية لا بد منه”.

وشدد المتحدث على “أهمية الرفع من درجة الرهان على هذه الفئة طيلة السنة الدراسية؛ فعملهم عبارة عن مصاحبة دورية ومتواصلة للتلاميذ ومساعدتهم وتوجيههم وإرشادهم بشكل يمكن أن يُساهم في وصولهم إلى تحقيق الأهداف المسطرة والكفايات المراد تعليمها للتلاميذ خلال الفصل الدراسي”، موضحاً أن التلاميذ يقعون في الكثير من الأخطاء المنهجية بحكم تأثيرات خارجية تشوش على العملية التربوية، وذلك بالنظر إلى محدودية الدعم والإرشاد.

ونوه المتحدث عينه بالتصور الذي يسعى إلى توسيع صلاحيات أخصائيي الدعم النفسي والاجتماعي ليكون دوراً حاضراً في الحياة المدرسية ومساهما في تمتين جودة التدريس وحماية التوجهات الاستراتيجية المرجوة من العملية برمّتها، خالصاً إلى أن “التواجد بجانب المتعلم في مساره التعليمي يقتضي أن يظل هؤلاء في تأدية هذه المهام فقط، وطيلة السنة؛ فالقضاء على ما يعلق في ذهنية التلميذ من أعراض جانبيّة، هو مساعدة له للخروج بوعي واضح حول القيم التربوية”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر

إقرأ أيضا