آخر الأخبار

أجهزة نداء حزب الله هل كانت عبوات ناسفة متحركة؟

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

في حدث مفاجئ وغير متوقع من حيث طبيعة التصعيد الدائر بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، أُصيب المئات من عناصر الحزب، أمس الثلاثاء، بإصابات بالغة بعد انفجار أجهزة اتصال لا سلكي (بيجر) يستخدمونها.

سرعان ما بدأت أرقام الإصابات بالتكشُّف، حيث أفادت مصادر أمنية لـ"رويترز" تأكيدها إصابة الآلاف في لبنان ومقتل 9 حتى كتابة هذه الكلمات، وأعلنت وكالة مهر للأنباء الإيرانية إصابة السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، جراء هجوم إسرائيلي سيبراني.

المعلومات الواردة حتى اللحظة أن أجهزة الاتصال تلك هي أحدث طراز جلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية، وعضّد مصدر أمني خاص للجزيرة هذه الرواية بقوله إن حزب الله تلقى شحنة من هذه الأجهزة قبل 5 أشهر، وهذه المعلومة تتوافق مع ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق من اليوم حول الشحنة الجديدة التي تلقّاها حزب الله.

هذا المُعطى بالتحديد لافت للانتباه، لأنه يؤشر إلى احتمالية أخرى تختلف عن تحليلات الاختراق السيبراني، وهي أنه كان اختراقا استخباراتيا.

ورغم عدم تبنّي إسرائيل رسميا للعملية حتى اللحظة، فإن وضع الأمور في سياقها، خاصة مع تصريحات قادة جيش الاحتلال بضرورة التصعيد شمال إسرائيل لإعادة السكان هناك بعد إجلائهم، كل هذه المعطيات تشير إلى ضلوع إسرائيل في هذه العملية، علما أن حزب الله وجَّه أصابع الاتهام رسميا لإسرائيل بضلوعها في هذا التفجير.

وهنا يُطرح سؤال تقني حول إمكانية أن تنفجر أجهزة النداء عبر اختراق سيبراني بحيث تتسبب في أضرار شديدة إلى هذا الحد، وماذا لو كانت هناك عملية اختراق لكنها استخباراتية وليست سيبرانية؟ للإجابة عن هذه الأسئلة دعنا نبدأ بالتعرف على طبيعة هذا الجهاز.

 

من تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) في لبنان (مواقع التواصل الاجتماعي)

ما هي إمكانات أجهزة النداء؟

جهاز النداء هو جهاز لا سلكي صغير يستقبل الرسائل، وقد كانت هذه الأجهزة مستخدمة على نطاق واسع في الثمانينيات من القرن الفائت قبل انتشار الهواتف المحمولة، وخاصة في نطاقات الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ ورجال الأعمال.

تستقبل هذه الأجهزة الرسائل، ولكنها لا تستطيع إرسال ردود. أما النوع الأكثر شيوعا منها فيستقبل رسائل نصية قصيرة أو رقم هاتف، مما يدفع المتلقي إلى معاودة الاتصال، وهناك فئات أحدث من هذه الأجهزة يمكنها إرسال الرسائل واستقبالها.

تكمن أهمية أجهزة النداء بالنسبة لحزب الله في عدة نقاط أساسية، وهي أنها أجهزة بسيطة التركيب، وتتمتع بنطاق ممتاز، وغير متصلة بالإنترنت. تعتمد تلك الأجهزة على الترددات الراديوية، التي يمكنها أن تسافر لمسافات طويلة وتخترق المباني بشكل أكثر فعالية من الإشارات الخلوية.

يمكن لأجهزة النداء تغطية مدن أو مناطق أو حتى دول بأكملها، كما أنها تعمل جيدا في المناطق النائية أو المناطق الجبلية أو المخابئ تحت الأرض، وتعمل في الظروف الجوية الصعبة، مما يجعلها مثالية للاستخدامات العسكرية.

كما أن أجهزة النداء تستخدم إشارات لا سلكية بسيطة ومنخفضة الطاقة، ومن غير المرجح اكتشافها أو اعتراضها مقارنة بإشارات الهاتف المحمول، التي تنقل البيانات باستمرار ويمكن تعقُّبها، وهذا يجعل أجهزة النداء أداة اتصال سرية في المناطق التي يكون فيها التخفي أمرا بالغ الأهمية. أضف إلى ذلك أن أجهزة النداء لا تُرسل إشارات إلى الشبكة التي تتبعها، مما يقلل من إمكانية اكتشافها.

الأمر الأهم أنها لا تتصل بالإنترنت، ولديها وظائف محدودة للغاية مقارنة بالهواتف الذكية الحديثة، مما يقلل من خطر الاختراق أو الهجمات الإلكترونية أو المراقبة، وهذا يجعلها خيارا أكثر أمانا في البيئات التي يُشكِّل فيها التجسس الإلكتروني مصدر قلق.

بقايا جهاز لاسلكي انفجر نتيجة اختراقه في عدة مناطق بلبنان (مواقع التواصل الإجتماعي)

هل يمكن أن تكون أجهزة مفخخة؟

إذا وضعنا في الحسبان طبيعة الإصابات المعلن عنها، والتي كانت إثر انفجار شديد نسبيا إذا ما قورن بحجم البطارية الصغيرة الخاصة بجهاز النداء، فإن الترجيحات تشير إلى أن تلك الأجهزة قد جُهِّزت للانفجار قبل أن تخرج من المورد.

ومع توارد المعلومات حول تسلم حزب الله شحنة من تلك الأجهزة مؤخرا، فإن ذلك الاحتمال يعد الأكثر ترجيحا وفق الخبراء. أما كيفيته، فتُجهَّز البطارية بالقابلية للانفجار، سواء عبر تعديلها تقنيا أو إضافة مواد متفجرة إليها، ويُتاح للمخترِق أو من يمتلك شيفرة تلك الأجهزة فقط إمكانية تفعيلها كما يحدث في القنابل أو العبوات الناسفة التي تُفعَّل عن بُعد فتنفجر، أو ربما صُمِّمت لتنفجر في توقيت محدد دون اختراق.

وقد أشار مصدر أمني للجزيرة أن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراما من المواد المتفجرة. وذلك مع إشارته إلى أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق.

في الواقع، كان موقع "تلغراف" قد نقل عن خبير في الأمن السيبراني قوله إن ما حدث في لبنان من المرجح ألا يكون هجوما سيبرانيا، في ظل غموض لا يزال يحيط بكيفية تنفيذ الانفجارات التي طالت أجهزة اتصال كانت تحملها عناصر لحزب الله.

أما إدوارد سنودن، خبير الأمن السيبراني الهارب من الولايات المتحدة، والذي عمل سابقا لدى وكالة المخابرات المركزية، فيُعلِّق على الحادث على في تدوينة له موقع إكس قائلا إن السبب هو متفجرات مزروعة، وليس عملية قرصنة، ويُعلِّل سنودن استنتاجه ذلك بسبب الإصابات المتتالية الخطيرة للغاية والمتناسقة جدا بشكل أكبر من قدرات الاختراقات السيبرانية.

بمعنى أوضح، يؤكد سنودن أنه إذا كانت المشكلة تتعلق ببطاريات محترقة بسبب اختراق، فمن المتوقع حدوث عدد أكبر من الانفجارات الصغيرة والفاشلة، بحيث يمكن وصف الأمر إحصائيا بأنه اختراق سيبراني لعدد كبير من الأجهزة يأمل -في أشد الأحوال حظا- أن تنفجر مجموعة منها، لكن ذلك لم يحدث، بل كانت الضربات قوية ومنتشرة، ما يعني دقة أكبر، وهي دقة يقول سنودن إنها لا يمكن تحقيقها باختراق، بل بالتفخيخ.

أما ديفيد كينيدي، المحلل السابق للاستخبارات في وكالة الأمن القومي الأميركية، فقال لشبكة "سي إن إن" إن الانفجارات التي شوهدت في مقاطع الفيديو المشتركة عبر الإنترنت تبدو "كبيرة جدا بحيث لا يمكن أن تكون عملية اختراق عن بُعد ومباشرة من شأنها أن تزيد من تحميل جهاز النداء وتتسبب في انفجار بطارية الليثيوم". وأضاف أنه وجد النظرية الثانية أكثر معقولية، وهي التي تقول إن العملية استخباراتية بالأساس، حيث تم التلاعب بالأجهزة في مرحلة التصنيع ومن ثم التوريد.

 

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا