على الرغم من تراجع عدد طلبات اللجوء التي يتقدّم بها مواطنون أتراك لدى دول الاتحاد الأوروبي إلى المرتبة الخامسة بعد دول أميركا اللاتينية وسوريا وأفغانستان، إلا أن عدد طالبي اللجوء القادمين من تركيا والحاملين لجنسيتها ما يزال كبيراً، وفق ما أظهر آخر تقريرٍ صدر عن الوكالة الأوروبية للجوء هذا الأسبوع.
وكشف التقرير الصادر عن الوكالة الأوروبية للجوء، الأربعاء، أن عدد طلبات اللجوء التي تقدّم بها مواطنون يحملون الجنسية التركية وصل إلى أكثر من 28 ألفاً خلال النصف الأول من عام 2024 الجاري، وهو رقم يوازي طلبات اللجوء التي تقدّمها بها الأتراك لدى دول الاتحاد الأوروبي في عام 2023 الماضي.
ويثير تقدّم الأتراك بطلبات لجوء لدى دول الاتحاد الأوروبي الكثير من الأسئلة والجدل، كما ترفض العديد من السفارات والقنصليات الأوروبية في تركيا طلبات التأشيرة التي يتقّدم بها الأتراك خشية من تقدّمهم بطلبات اللجوء عند الوصول لأراضيها.
وقالت محللة سياسية واقتصادية تقيم في أنقرة، تاجيره بيكتاش، إن "فئة الشباب هم الأكثر رغبة في الوصول إلى أوروبا خاصة أولئك الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً، فهم في مقتبل العمر، وفرص العمل والوظائف المتوافرة في تركيا لا تلبي طموحاتهم لاسيما وأن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية منذ سنوات".
وأضافت المحللة السياسية لـ "العربية.نت" أن "ارتفاع أعداد اللاجئين في تركيا حرم فئات الشباب من العديد من فرص العمل خاصة أن إجمالي عدد اللاجئين على الأراضي التركية قد يصل إلى نحو 10 ملايين، فهناك ملايين السوريين والأفغانيين ومن جنسيات أخرى بينها فلسطينيون يأتون مؤخراً إلى تركيا".
وأوضحت أيضا أن "هناك أسباب سياسية تدفع بعض الشباب الأتراك للهجرة، وهؤلاء معظمهم ينحدرون من أقليات دينية وعرقية كالعلويين والأكراد".
وأردفت بيكتاش أن "غموض مستقبل الشباب في تركيا هو ما يدفعهم لاتخاذ قرار الهجرة ورغم أن وزير المالية والخزانة الحالي، محمد شمشك، وضع العديد من البرامج الاقتصادية، لكن لم يعد أحد يحتمل انتظار النتائج، ولذلك يفكر الشباب بالهجرة".
وكان التقرير الصادر عن الوكالة الأوروبية قد أظهر أن ما مجموعه 28,224 تركياً تقدّم بطلب لجوء في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، واستقبلت ألمانيا 57 في المائة من الطلبات، أي 16 ألفاً و88 شخصاً، تلتها فرنسا بـ 4 آلاف و382 شخصاً ثم اليونان بألفي شخص.
ولا يعني تقدّم التركي بطلب اللجوء، حصوله المؤكد على الإقامة الأوروبية، فمعدلات قبول تلك الطلبات تستمر في الانخفاض وفق التقرير الأوروبي.
وانخفض بالفعل معدل قبول طلبات لجوء الأتراك، الذي كان 54% في عام 2019، إلى 18% اعتباراً من النصف الأول من عام 2024، وبلغ معدل قبول طلبات اللجوء الأولى في الاتحاد الأوروبي 46 في المائة.
