آخر الأخبار

روسيا ، أفريكوم و حفتر ..وللجزائر موقف واضح

شارك الخبر

الجزائر الآن ـ وسط الأزمة الخانقة التي تعيشها ليبيا هذه الأيام، وصل قائد القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)الجنرال مايكل لانغلي إلى بنغازي رفقة القائم بالأعمال جيريمي بيرنت، حيث التقيا المشير  خليفة حفتر، حسب ما ذكرته السفارة الأمريكية بليبيا.

وأضافت السفارة في منشور على منصة “إكس”، أنّ الولايات المتحدة تحث جميع الأطراف الليبية على المشاركة بشكل بناء في الحوار بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي.

وأشارت إلى أن لانغلي وبرنت بحثا مع حفتر الالتزامات الأمريكية بتعزيز الشراكة مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد.

وليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها ممثلون عن “الأفريكوم” ليبيا، فقد تكون هذه الزيارة السابعة في ظرف ثلاث سنوات، فخلال الشهر الماضي التقى وفد عن القيادة الأمريكية بقيادات سياسية وعسكرية وأمنية في الغرب والشرق الليبيين.  

ولهذا لا يمكن ربط زيارة قائد “الأفريكوم” إلى بنغازي بالأزمة الحالية فقط، أو ما يسمى بأزمة ” البنك المركزي ” فكثير من المتابعين يرجعون ذلك إلى التهديدات الإرهابية والحدود المستباحة، كما أنّ هناك تهديدا جديدا متمثل في تقدم روسيا في خطة تعزيز وجودها في ليبيا وفي دول الساحل، ظهر هذا جليا في بيانات وتقارير” أفريكوم”، وعكسه التصعيد في الخطاب الأمريكي تجاه الوجود الروسي في البلاد واعتباره مقوّضا لأمنها واستقراراها، بل أمن واستقرار المنطقة برمتها.

تقارير صحفية نقلت كلاما منسوبا لقائد القيادة العسكرية لـ”أفريكوم”، الجنرال مايكل لانغلي، مفاده أنّهم يبحثون عن حلفاء جدد في المنطقة بعد خروج القوات الأمريكية من النيجر مؤخرا، وليبيا تدخل في دائرة البحث. ويبدو هذا جليا من اتجاهات السياسة الأمريكية في الوقت الراهن هو الاعتماد على خيارات سياسية ودبلوماسية والقوات المحلية كوسائل لاحتواء التغلغل الروسي في البلاد.

ويؤكد مراقبون أنّ “أفريكوم” قللت من التركيز على لجنة (5+5) الأمنية والتي لم تنجح في تحقيق أي تقدم ملموس على المسار الأمني في البلاد، واتجه اهتمامها إلى القيادات والقوات النافذة على الأرض. ففي الشرق وقع التواصل بين “أفريكوم” على حفتر وأبنائه الذين يشغلون مناصب عسكرية وأمنية عليا، ويزداد نفوذهم وثقلهم في المناطق الخاضعة لهم في الشرق وجنوب البلاد.

وكان وفد “أفريكوم” قد زار الشهر الماضي اللواء 444 في غرب البلاد باعتبار أنّه قوة عسكرية تتميز عن غيرها من المجموعات المسلحة في غرب البلاد بانضباطها. وتحدثت مصادر عدة عن إمكانية أن تكون هذه القوات النواة للقوة المشتركة التي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكلها للقيام بمهام تأمين الحدود وإخراج المرتزقة ومجابهة التهديدات الإرهابية.

الظاهر أنّ مهام وغايات “أفريكوم” تركز على محاصرة المجموعات المتشددة، لكن اهتمامها صار أكبر خلال الأعوام الخمسة الماضية بالوجود الروسي في ليبيا ودول الساحل، بل إنّ القلق صار يساور الأمريكان من طبيعة الحراك الروسي في إفريقيا، وهذا ما ذكره لانغلي في آخر إحاطة له في  الكونغرس الأمريكي؛ من أنّ روسيا تتخذ خطوات عدوانية في إفريقيا، في محاولة للسيطرة على مناطق تمتد من الحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي في ليبيا إلى الأجزاء الغنية بالموارد في وسط إفريقيا، ووتيرتها متسارعة لتحقيق ذلك، حسب تعبيره.

الاتجاه إلى التعامل مع القيادات والقوات النافذة والمنظمة في الغرب والشرق قد لا يحقق للأمريكان غايتهم من محاصرة الوجود والتحرك الروسي في المنطقة، فموسكو حليفة لقوات الشرق الليبي، وتقدم دعما لحفتر أكثر بكثير مما تقدمه الولايات المتحدة، وإخراج القوات الروسية من الشرق وجنوب ووسط البلاد سيضعف حفتر عسكريا، وليس في مخططات واشنطن أن تكون بديلا كفؤا لموسكو بالنسبة لحفتر، فكيف يمكن أن تكون قوات الشرق طرفا في تحجيم الوجود الروسي فضلا عن تقويضه؟!

ـ هل يزحف حفتر مجددا إلى طرابلس

ما يحدث في الأيام الأخير أعاد إلى الأذهان قيام قوات حفتر بالزحف نحو العاصمة طرابلس، وهو ما يمكن أن يتكرر هذه المرة، خاصة مع الدعم الكبير الذي يتلقاه من قوات “فاغنر” الروسية، وتواجد عدد كبير من قواته بالجنوب، في محاولة للسيطرة على مدينة غدامس الحدودية، حيث يقول خبراء أنّ حفتر يسعى لتطويق العاصمة من الشرق والجنوب وبالتالي الانقضاض عليها.

وكان خليفة حفتر قد حاول السيطرة على العاصمة طرابلس شهر أفريل الماضي، وذلك من خلال زحفه بقوات كبيرة، في تحد واضح للحكومة المركزية والمجتمع الدولي، ولكنّه فشل في ذلك رغم الدعم الكبير الذي يجده من مصر والإمارات.

ويقول متابعون أنّ العوامل التي دفعت بحفتر إلى محاولة احتلال طرابلس في المرة الماضية لاتزال متوفرة حاليا، ومنها ما يعتقد هؤلاء بحسب تحليلهم انشغال الجيش الجزائري بما يجري في مالي، التي أصبحت مركز صراع إقليمي بعد أحداث تين زواتين الأخيرة،  فالجزائر من أكبر معارضي الخيار العسكري لحل الأزمة الليبية؛ خوفا من تداعيات هذا على الأمن القومي الجزائري، وخصوصا فيما يتعلق بتسلل عناصر إرهابية لها عبر حدودها مع ليبيا.

ويؤكد مدير مركز أبحاث ودراسات العالم العربي ودول المتوسط، حسني عبيدي  قلقه من عواقب استهداف طرابلس عسكرياً على الدول المجاورة ويقول: “طرابلس قريبة جداً من تونس ولدى ليبيا حدود مع الجزائر، وبالتالي ستكون التداعيات الأمنية والإنسانية على الدول المجاورة خطيرة جدا، فالإرهاب الذي يريد حفتر أن يقاومه سيكون أقوى، فضلاً عن أزمة لاجئين ستترتب على هروب المدنيين من العمليات العسكرية بحثا عن النجاة”.

ـ المقاربة الجزائرية تبقى دائما الحل الأمثل لحل الصراع في ليبيا

على غرار ما يحدث في مالي، فإنّ ابتعاد الفرقاء عن المقاربات الجزائرية في حل الصراعات يؤدي دائما إلى ما لا يحمد عقباه، فإذا كانت مالي مهددة بأن تعيش حربا بالوكالة، بوجود قوات فاغنر الروسية   و تواجد اجهزة  استخباراتية غربية  على أراضيها، فإنّ الوضع قد يكون أسوأ، بالنظر إلى نوعية الأطراف التي تدير الصراع هناك، فالكل يدرك أنّ الخلافات ليست بين قوات حفتر والحكومة المركزية، ولكن تواجد الكثير من القوى العالمية الراغبة في حصتها من الكعكة الليبية جعل ليبيا مكانا مناسبا جدا لحرب إقليمية قد لا تبقي ولا تذر.

لم تتوقف الجزائر عن تقديم المبادرات والسعي لإيجاد حل للأزمة بعيدا عن لغة الرصاص والمدافع، فخلال الأسابيع الأخيرة فقط، شهدت العاصمة الجزائرية حراكا مكثفا حول الأزمة الليبية، وسط تحرك إقليمي ودولي للتوصل إلى قرار يقضي بوقف الأعمال العسكرية واستئناف الحوار السياسي، وتجلى التحرك في المساعي الجديدة التي أطلقتها الجزائر وواشنطن بهدف وضع حد للصراع والانقسام وفق ما ورد على لسان جوشوا هاريس، السفير الجديد لأمريكا في الجزائر، خلال “جلسة استماع” انعقدت بداية جويلية في الكونغرس الأمريكي تناولت الأوضاع في ليبيا والسودان.

ونقلت تقارير صحافية عن هاريس، الذي سيتسلم منصبه الجديد في الجزائر قريبا خلفا للسفيرة إليزابيث أوبين، أنّ “البلدين يعملان معا على مستوى مجلس الأمن بهدف تعزيز الأمن الإقليمي من أجل إنهاء الحرب الضروس التي تدور رحاها اليوم في السودان بين الجيش و(قوات الدعم السريع)، ومنع ليبيا من الغرق أكثر في الفوضى مع تواصل حرب بلا نهاية”، مؤكدا في هذا المضمار أنّهما “يعملان أيضا على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الساحل التي تستهدفها قوى معادية تستغل نقاط الضعف في المنطقة”.

وقد انطلقت المشاورات الجزائرية- الأمريكية فعليا، في جانفي الماضي، عندما عقد سفير الجزائر في واشنطن صبري بوقادوم لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم جوشوا هاريس، لمناقشة نزاع الصحراء والصراعات في دول جنوب الصحراء لا سيما في مالي والنيجر

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا