آخر الأخبار

حلف"غويتا "و "فاغنر "إلى أين ؟..خبير جزائري يشرح أسباب صرامة الموقف الجزائري

شارك الخبر

الجزائر الآن ـ جاءت تصريحات ممثل الجزائر في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بخصوص التطورات التي تعرفها مالي لتؤكد مرة أخرى، أنّ الجزائر وفية لمبادئها  و لالتزاماتها  الدولية، سواء كان ذلك في المنطقة العربية أو  الإفريقية  أو في أي بقعة من بقاع العالم ، ففي الوقت الذي فضّلت الكثير من الدول تجاهل القتل  الذي مارسه الجيش المالي بدعم قوات “فاغنر” الروسية ضد المدنيين العزل في شمال مالي و الذي ذهب ضحيته 21 فرد منهم 11 طفل ، وقفت الجزائر مرة أخرى في وجه اللامبالاة الدولية لتطالب بضرورة محاسبة المعتدين على الأبرياء العزل، بغض النظر عن انتماءاتهم.

ودعت الجزائر على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، إلى محاسبة “الجهات التي تسببت في قصف أكثر من 20 مدنيا ماليا، جراء ما تقترفه بحق القانون الدولي الإنساني”، وشدد بن جامع التأكيد على أنّ من “ضغطوا على الزر لإطلاق هذا الهجوم لا يخضعون للمساءلة أمام أي طرف”.

وحتى يوضع الجميع في الصورة، حث الديبلوماسي الجزائري على “وقف انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستعين بها بعض الدول”، في إشارة واضحة إلى مجموعة “فاغنر”، التي أصبحت بمثابة رأس حربة الجيش المالي، كما حذر من “عدم مساءلة تلك الأطراف بشأن انتهاكاتها وما تتسبب فيه من تهديدات وأخطار على المنطقة”.

الروفيسور العيد زغلامي: “تصريحات بن جامع تعبير عن انشغال الجزائر العميق بما يحدث في مالي”.

إعتبر البروفيسور، العيد زغلامي، في تصريحات للصحيفة الإلكترونية “الجزائر الآن”، أنّ تصريحات بن جامع في جلسة نقاش الاثنين بمقر الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ75 لاعتماد اتفاقية جنيف، ما هي إلا تعبير عن انشغال الجزائر العميق بخصوص التطورات الخطيرة التي تعرفها جارتها الجنوبية، وفي نفس الوقت “تأسفا على ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، التي أصبحت دموية أكثر من أي وقت مضى”.

وذكّر زغلامي، بأنّ الجزائر سبق لها أن نددت بانسحاب المجلس العسكري الحاكم في مالي بقيادة أسيمي غويتا من “اتفاق الجزائر” الموقع سنة 2015 بين الجيش المالي وحركات تحرير الأزواد، في وقت كان الجميع ينتظر من غويتا تثمين الاتفاق والدخول في مفاوضات أكبر مع “الطوارق” ولكنّه اختار الاتجاه المعاكس.

 كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية العيد زغلامي، أنّ ممثل الجزائر الدائم في الأمم المتحدة، كان صريحا وواضحا عندما أشار إلى التدخل الأجنبي في المنطقة، ممثلا في الفيلق الروسي، الذي كان يسمى سابقا “مجموعة فاغنر”، مؤكدا أنّ هذا الفيلق تربطه شراكة مع المجلس العسكري الحاكم في مالي، وأنّه هو من قام بتزويد الجيش المالي بالعتاد والسلاح وحتى الطائرات من دون طيار، التي استعملها الجيش في قصف المدنيين، معتبرا ما حدث انزلاق خطير، سواء على الصعيد العسكري أو الأمني، وبالتأكيد ستكون له تداعيات كبيرة، حسب ما قاله البروفيسور زغلامي.

ـ “المجلس العسكري بقيادة غويتا يعمل على تفكيك المجتمع المالي”

وعاد الأستاذ العيد  زغلامي إلى اللقاء الأخير الذي جمع ممثلين عن الأزواديين وديبوماسيين روس، ليشير إلى أنّه كان يعتقد أنّه بعد ذلك الاجتماع، سيكون هناك حديث عن مقترحات لحلول ديبلوماسية، قبل أن يتفاجأ المجتمع الدولي، بهجوم عنيف من طرف الجيش المالي المدعوم بقوات “فاغنر” راح ضحيته العشرات من المدنيين العزل، واعتبر زغلامي أنّ ما حدث يعتبر “تطورا خطيرا” للنزاع في المنطقة، ومن الممكن أن يحول منطقة الساحل إلى بؤرة من بؤر التوتر العالمية، كما هو الحال في سوريا والعراف وليبيا وغيرها.

وأضاف زغلامي، أنّ الجزائر بدلت وتبدل جهودا كبيرة من أجل منع حدوث تلك التطورات الخطيرة في مالي، من خلال مساهمتها في عقد اتفاق 2015، وهو الاتفاق الذي كان من المفروض أنّ يضع حدا لكل هذه الصراعات الداخلية بين الماليين، ولكن قرار المجلس العسكري الحاكم الانسحاب من الاتفاق أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، وأصبح من الواضح أنّ “المجلس العسكري هو من يعمل على تفكيك المجتمع الماضي من خلال أعماله التخريبية”

كما أشار زغلامي إلى أنّ الأزواديين، كثيرا ما اتهم حكومة باماكو بأنّها تعامل منطقة الشمال بطريقة سيئة وبعنصرية في أحيان كثيرة.

ـ “أنتظر رد ممثل روسيا على تصريحات بن جامع وكيف يبرر ما حدث..”

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، العيد زغلامي، حديثه لـ”الجزائر الآن”، بالتأكيد على أنّ الجزائر تتابع عن كتب ما يحدث في مالي والنيجر وبوركينا وبوركينا فاسو، محذرا من تواجد مجموعة “فاغنر”، التي تحاول إدخال المنطقة في صراع جيواستراتيجي، ما ستنجر عنه عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار.

كما اعتبر زغلامي، أنّ للتطورات الخطيرات التي يقف وراءها الجنرال أسيمي أغويتا انعكاس سلبي على الأوضاع الاجتماعية والانسانية، وهو ماتدركه الجزائر جيدا، التي قد تجد نفسها مضطرة لاستقبال آلاف النازحين من مناطق النزاع، خاصة أنّ منطقية تيزواتين التي كانت عرضة لهجوم الجيش المالي تقع على حدود الجزائر.

وأضاف زغلامي حديثه، بأنّه مايزال ينتظر رد ممثل روسيا في مجلس الأمن ردا على ما جاء في كلمة ممثل الجزائر عمار بن جامع، وكيف سيبرر الممثل الروسي ما حدث في منطقة تين زواتين، خاصة أنّ ما حدث يعتبر سابقة خطيرة ستؤزم الأوضاع أكثر.

وأضاف الأستاذ زغلامي، أنّ انسحاب القوات الغربية من تلك المنطقة، منح الفرصة لقوات “فاغنر” لملء الفراغ، بحكم أنّ “الطبيعة تخشى الفراغ”، كما أنّ ما نقل سابقا عن تواجد خبراء عسكريين أوكرانيين في المنطقة، يعني ببساطة نقل صراعات خارجية إلى جنوب الجزائر، وأنّ منطقة الساحل ستعيش حربا بالوكالة لن تفيد المنطقة في شيء.

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا