آخر الأخبار

المندبة كبيرة والميت فأر

شارك الخبر

الجزائرالٱن _ عشية أولمبياد باريس 2024 التي انطلقت الجمعة الماضية ، ساد الجدل في بعض الأوساط الإعلامية و الجماهيرية في الجزائر حول ألوان الألبسة الرياضية الاستعراضية التي تنقل بها الوفد الجزائري إلى فرنسا ، و جدل آخر حول تكلفة تحضير الرياضيين المشاركين في الألعاب ، والتي بلغت 280 مليار سنتيم ، عوض التركيز على المشاركة والحظوظ والرمزية، وقيمة الميدالية الأولمبية، وتشجيع الرياضيين الجزائريين على تحقيق نتائج طيبة في أكبر تجمع رياضي عالمي .

بعض الألسن و الأقلام في تعليقها على تكلفة التحضيرات راحت تستكثر على الرياضيين مبلغ 280 مليار سنتيم الذي يعادل 15 مليون دولار بالعملة الصعبة ، وهو مبلغ زهيد يمثل تكلفة الاستثمار في ميدالية ذهبية أولمبية واحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومبلغ يقل بكثير عن الراتب الذي تقاضاه مدرب المناخب الجزائري السابق على مدى خمس سنوات ، ولا يمثل شيئا بالنسبة لبلد من حجم الجزائر مطالب بالانفاق على شبابه في مجالات الرياضة والثقافة والترفيه مثلما ينفق في مختلف المجالات .

من جهته أثار اللون الأزرق للألبسة الاستعراضية للوفد الجزائري الكثير من اللغط اعتقادا من أصحابه أنه يرمز إلى لون المستعمر الفرنسي ، وكأنه حكرا على فرنسا ، رغم أن الأليسة التي وفرتها شركة بيك الصينية مجانا للوفد الجزائري تحتوي ألوان عديدة ترمز إلى الثراء والتنوع الحضاري والثقافي والفكري الذي تزخر به بلادنا ، والذي يرمز أيضا لألوان العلم الأولمبي الذي يتألف من خمس حلقات متشابكة على خلفية بيضاء ، تمثل القارات الخمس بألوان مختلفة تجمع بين الأزرق والأسود والأصفر والأخضر والأحمر .

أكثر من ذلك التنوع في الألوان كان خاصا باللباس الاستعراضي ، وليس بقمصان الرياضيين التي يشاركون بها في المنافسات الرسمية، والتي تحمل الألوان الثلاثة المعتادة الأخضر والأحمر والأبيض التي ترمز للعلم الوطني ، كما حدث في أولمبياد طوكيو الأخير من طرف نفس الشركة الصينية (بيك سبورتس) التي وفرت هذه المرة الأليسة والعتاد الرياضي مجانا ، والتزمت بمنح مكافٱت مالية تشجيعية للرياضيين الجزائريين المتوجين بالميداليات .

رغم توضيحات الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية خلال ندوته الصحفية حول ألوان الألبسة وتكلفة التحضيرات، إلا أن الانتقادات لم تتوقف مما أثر على معنويات الرياضيين والمؤطرين الذين لم يجدوا الدعم اللازم من أسرة الإعلام الرياضي وغير الرياضي التي نسيت من زمان مختلف الاتحاديات و الرياضيين والرياضيات الفردية والجماعية ، ولم تعد تذكرها الا من أجل إثارة الجدل حول أمور ثانوية لا تتحدث عنها عندما يتعلق الأمر بما ينفق على كرة القدم في بعض الأندية، والأسود الذي كان يلبسه مدرب المنتخب الجزائري السابق حتى في المواعيد الرسمية .

المال والألوان مندبة كبيرة لكن الميت فأر لا يستحق منا كل هذا الجدل والنقاش إلا اذا لم يكن بمقدورنا مناقشة الأفكار والمشاريع والأفعال بدلا من الحكم على النوايا وتفسيرها على أهوائنا لغرض في نفس يعقوب .

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا