عائلة سمبسونز: ماذا نعرف عن توقع المسلسل للأحداث العالمية؟

اكتسب مسلسل "ذا سيمبسونز" الأمريكي أهمية بالغة في مختلف دول العالم، تزداد مع كل حدث سياسي كبير تشهده الولايات المتحدة كالانتخابات الرئاسية أو الأحداث الأمنية الكبيرة، لأن معظم هذه الأحداث قد تكون مشابهة بطريقة أو بأخرى مع أحداث المسلسل، لكن يبقى من الصعب تصنيفها كتنبؤات أو "خطط عالمية مسبقة" كما يصفها البعض.

أحداث متشابهة

الموسم 9 الحلقة 1 "مدينة نيويورك"

أحد الأمثلة الغريبة هو احتواء الحلقة على إشارة لهجمات 11 سبتمبر على برجي التجارة في نيويورك. ففي إحدى حلقات عام 1997، تشتري العائلة دليلًا إرشاديًا لمدينة نيويورك أثناء زيارتها، ويبلغ سعر الغلاف تسعة دولارات بجوار صورة للبرجين.

الموسم 3 الحلقة 14 "ليزا اليونانية"

جاء البث الأولي للحلقة التي تركز على كرة القدم، قبل أيام قليلة من مباراة الدورة 26 من مسابقة السوبر بول الأمريكية، حيث توقعت ليزا بشكل صحيح فوز فريق "واشنطن ريد سكينز". في العام التالي، قرر الموظفون دبلجة أسماء الفرق المتنافسة لذلك العام، وكانوا على حق مرة أخرى في دعوتهم لفريق "دالاس كاوبويز" باعتبارهم منتصرين، واستمرت الدبلجة بنجاح معتدل على مدى السنوات القليلة التالية، وانتهت بتوقع دقيق آخر بفوز فريق سان فرانسيسكو على "سان دييغو" في الموسم 29 من السوبر بول.

الموسم 6 الحلقة 19 "زفاف ليزا"

كان "زفاف ليزا" أول إشارة في المسلسل للمستقبل، حيث استخدم "هيو" صديق ليزا، ساعة ذكية لإجراء اتصال هاتفي، أي قبل 13 عاماً تقريباً من ظهور الساعات الذكية للمرة الأولى.

مصادفات أم علوم؟

يقول علماء وكتاب أمريكيون إن التوافق المتكرر بين ما يعرضه المسلسل والأحداث على أرض الواقع "مثير للجنون" ومن الصعب عزوه للصدفة، كما لنظرية المؤامرة أو السفر عبر الزمن، لذلك فإن السبب المرجح لهذه المقاربات هو الرياضيات والعلوم، كما ذُكرت في كتاب " عائلة سيمبسونز وأسرارها الرياضية" الذي صدر عام 2013 للمؤلف والصحفي والفيزيائي سايمون سينغ، وهو لا يجمع ويحلل مراجع المسلسل الرياضية فقط، بل يشير لأبرز كتّابه الحاصلين على شهادات عليا في الرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسوب من أعرق الجامعات الأمريكية، والذين يبلغ عددهم أكثر من 150 كاتبًا من خلفيات متنوعة.

لكن لا تنفي هذه النظرية حقيقة القدرة على استشراف المستقبل كما يقول منتج المسلسل وأحد كتابه آي جين، فهو يعتقد أن الإنسان قادر على التنبؤ بالمستقبل "بشكل أفضل مما يعتقده المرء"، ويضيف رئيس قسم الفلسفة في كينجز كوليدج ويليام إيروين على ذلك بقوله "عندما يقوم هذا العدد الكبير من الأشخاص الأذكياء بإنتاج برنامج تلفزيوني، فمن المحتم أن يقوموا ببعض التنبؤات المذهلة"

أما علماء الرياضيات في جامعة هارفارد، فريدريك موستلر وبيرسي دياكونيس، فوضعوا عاملاً محتملاً آخر، وهو "قانون الأعداد الكبيرة " في طرق دراسة المصادفات، إذ يوضح كيفية زيادة احتمالات حدوث وقائع المسلسل نظراً لعدد حلقاته الكبير، وحقيقة أنه أطول مسلسل تلفزيوني مكتوب في التاريخ.

الانتخابات الأمريكية

عندما أعلن الرئيس الإمريكي السابق دونالد ترامب دخوله السباق الرئاسي عام 2015 عادت حلقة المسلسل "بارت للمستقبل" للواجهة، إذ ذكرت فوز ترامب بالرئاسة وعودته لها أيضاً في عام 2024.

كما احتوت على مشاهد أخرى لليزا وهي تلقي خطاباً ترتدي فيه ذات الألوان والإكسسوارات التي ارتدتها مرشحة الرئاسة الحالية كاميلا هاريس في حفل تنصيبها عام 2021، كأول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس الأمريكي ، حتى أن جين، نشر الصورة بتعليق "التوقع، أنا فخور كوني جزء منه".

تعليقات المغردين

آراء المغردين امتدت بحجم مساحة المنصات الرقمية، فمنهم من قال إن تشابه الأحداث محض مصادفة، ومنهم من قال إنها جزء من مؤامرة عالمية تخطط مسير العالم، وغيرها من الآراء، كحسام الدين نصري الذي يعتقد بأن تشابه ملابس هاريس وليزا في إحدى الحلقات هو "ذكاء من فريق التسويق" القائم على حملة هاريس، لأنهم أظهروها بشكل مطابق لليزا٬ ما جعلها تتصدر المشهد بشكل مضاعف

أما عمر فيقول إنها ليست مصادفة ويعتقد أنها تصويراً حقيقياً للسياسة الأمريكية