سائق حافلة تعرّض للاعتداء في العفولة: أدركت أن الاستهداف ليس مهنيًا بل عنصريًا

تعرّض جواد أبو دقّة، سائق حافلة في شمال البلاد، لاعتداء عنيف أثناء تأديته عمله، بعد حادث خطير على الطريق كاد يعرّض حياة الركاب للخطر. أبو دقّة قال إن ما جرى معه لم يكن خلافًا عابرًا بين سائقين، بل هجومًا ذا خلفية عنصرية.

الاعتداء وقع مساء الخميس الماضي أثناء عمله على خط رقم 10 التابع لشركة “سوبر باص” في مدينة العفولة. وبحسب روايته، حاول سائق آخر تجاوز الحافلة بشكل خطير، قبل أن يبدأ بعرقلة سيرها عبر كبح مفاجئ ومتكرر دون سبب، ما دفع أبو دقّة إلى التوقف خشية وقوع حادث.

وأضاف أنه عندما حاول تجاوز المركبة الأخرى، انحرف السائق باتجاه الحافلة بشكل مفاجئ، ما اضطره إلى تنفيذ كبح طارئ كاد أن يؤدي إلى اصطدام بعمود. وقال إن الركاب داخل الحافلة عاشوا لحظات من الخوف والهلع نتيجة تصرفات السائق الآخر.

اهانات سابقة

وأوضح أبو دقّة أنه ترجل من الحافلة محاولًا توثيق رقم لوحة المركبة لتقديم شكوى رسمية، إلا أن السائق الآخر أوقف سيارته ونزل باتجاهه واعتدى عليه بالضرب، حيث تلقى لكمات على الرأس والوجه، ما تسبب له بدوار وغثيان.

وأشار أبو دقّة إلى أن هذه الحادثة أعادت إليه تجارب سابقة من الإهانات اللفظية، مؤكدًا أنه شعر بأن الاعتداء مرتبط بهويته العربية. وقال إنه أدرك أن الأمر لا يقتصر على العنف ضد سائقي المواصلات العامة، بل يعكس توترًا وعنصرية أوسع.

وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد مقلق في وتيرة الاعتداءات على سائقي الحافلات. شركة “سوبر باص” أفادت بتسجيل 11 حادثة عنف خطيرة ضد السائقين خلال الشهر الأخير، شملت رشق حجارة واستخدام الغاز المسيل للدموع. وفي سياق متصل، أعلنت شركة “إيجد” عن تعطيل خطوط حافلات في حيفا احتجاجًا على الاعتداءات المتكررة.