تحولت زيارة عائلية عادية إلى حادثة عنصرية مؤلمة، بعدما تعرّضت امرأتان من قرية الفريديس لاعتداء جسدي ولفظي في "حديقة المستعمرة" بزخرون يعقوف يوم السبت، إثر منع بناتهن من اللعب في منطقة الأرجوحات. ووثّقت مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل تفاصيل الاعتداء، ما أثار موجة واسعة من الغضب.

وبحسب رواية أنوار، البالغة من العمر 29 عامًا، فقد وصلت إلى الحديقة مع ابنتها، وبرفقة شقيقتها فداء (38 عامًا) وابنتيها. وعندما حاولت الفتيات الثلاث اللعب قرب الأرجوحات، رفض عدد من الأطفال اليهود وجودهن وبدأوا بإطلاق عبارات عنصرية من بينها: "اذهبوا من هنا يا عرب"، ثم "الموت للعرب".

صراخ واعتداء

وتوضح أنوار أنها حاولت التدخل ولفت انتباه الأطفال إلى خطورة هذه الإهانات، إلا أن الموقف تصاعد سريعًا بعدما وصلت عدة نساء من المكان وبدأن بالصراخ والاعتداء بالضرب، من غير أي نقاش أو محاولة لفهم ما جرى. وتؤكد أن إحدى الفتيات اختبأت في مرافق الحديقة خوفًا، بينما أصيبت طفلة أخرى بنوبة بكاء حاد، وأن الصدمة دفعت ابنتها لرفض الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي.

وأضافت أنوار أن التوتر في الحديقة أصبح ملموسًا خلال الفترة الأخيرة، ما جعل العديد من سكان الفريديس يترددون في زيارتها. وأشارت إلى أنها ستتقدم بشكوى رسمية في مركز شرطة زخرون يعقوف، بناءً على توصية الشرطي الذي حضر إلى المكان.

شكوى

وقال إيهاب، شقيق المرأتين، إن العائلة تعتزم أيضًا رفع دعوى للحصول على تعويضات بسبب الأذى النفسي الذي تعرّضن له، مؤكدًا أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في الحديقة، إذ وقع اعتداء مشابه قبل عامين.

وأشارت دراسات سابقة إلى وجود خطاب عنصري متكرر في النقاشات المتعلقة بالحديقة على شبكات التواصل، يتضمن دعوات لمنع دخول الزائرين من خارج زخرون يعقوف وفرض رسوم عليهم بهدف الحد من وجود العرب.