آخر الأخبار

كلهم كذابون منافقون... برّروا موافقتهم بانها "خديعة"

شارك

كلهم كذابون منافقون... برّروا موافقتهم بانها "خديعة"
الإعلامي احمد حازم
الدول العربية والإسلامية التي وافقت فوراً على خطة الرئيس الأمريكي ترامب المسماة "اقتراح السلام" في غزة، قالت لنا بعدما انكشف المضمون الحقيقي للاتفاق انهم خدعوا وأن ما وافقوا عليه غير الذي تم نشره. بمعنى ان الخطة المُعلنة في واشنطن مختلفة كلياً عن تلك التي اتفقوا عليها في نيويورك. كلهم كذابون منافقون لأنهم يعرفون جيداً على أي شيء وافقوا. وعلى افتراض أن ترامب خدعهم وتأكدوا من الخديعة فلماذا لم يسحبوا موافقتهم ويحتجوا بصوت عال على الخديعة بالانسحاب؟
كلهم كذابون، وكل دولة من الدول الإقليمية الثماني التي وافقت على الاتفاق موجود اسمها في البيان الترحيبي بالخطة، وهذه الدول لم يصدر عنها أية ردة فعل أو أي شيء لسحب موافقتها على الخطة. لماذا؟ لأنهم كذابون منافقون. عندما وصل تضامن الرأي العام العالمي مع غزة الى أقصى حدوده وتم وضع اسرائيل في زاوية العزلة الدولية لم يكن بإمكانها الخروج منها: تدفق الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل لا مثيل له وخصوصاً من دول عربية حليفة لإسرائيل مثل بريطانيا وفرنسا واسبانيا (رغم عدم وجود الدولة) لكن هذا الاعتراف هو معنوي وسياسي بالدرجة الأولى، سارع ترامب وزمرته في انقاذ إسرائيل من ورطتها باقتراح سلام مفخخ وافق عليه الزعماء العرب والمسلمين.
اقتراح ترامب بشأن غزة يتكون من عشرين بنداً كلها بنود ملغومة، لكن هناك أكثر من عشرين سبباً لرفضه. الدول الموافقة على الاقتراح تعرف ذلك لكنها وافقت لأنها في الحقيقة تريد انقاذ إسرائيل وليس سلاما لغزة. كلهم كذابون.
لو ألقينا نظرة عميقة على مضمون اقتراح ترامب لوجدنا أن نتنياهو هو صاحب القرار الفصل فيه: بموجب هذا الاتفاق، فإن القوات الإسرائيلية لن تغادر القطاع كليا، ولا يوجد جدول زمني للانسحاب ونتنياهو حر في تحديد كمية المساعدات ومواد إعادة الإعمار التي سيتم إرسالها. وبموجب هذه الخطة، كما يقول المحلل السياسي البريطاني ديفيد هورست " لا دور لأي قيادة فلسطينية في إعادة إعمار غزة وقد فُصلت غزة نهائيًا عن الضفة الغربية المحتلة بموجب هذه الاتفاقية، وطارت كل أفكار عودة القطاع إلى الضفة الغربية.
نتنياهو لا يكتفي بما ورد في الاقتراح ويريد أكثر من ذلك بكثير. فقد صرح في المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب، بأن "على السلطة الفلسطينية إسقاط قضاياها ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، والتوقف عن دفع رواتب عائلات المقاتلين القتلى، وتغيير المناهج الدراسية، وكبح جماح الإعلام. "
وأخيراً...
يوجد رؤساء غير عرب، نتمنى لو يكون الحكام العرب مثلهم في مواقفهم السياسية. ومن بين هؤلاء
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي قال على صفحته في منصة أكس: " أقترح على الأمم المتحدة أن يكون مقر مجلس الأمن، مؤقتا، في قطر وبهذه الطريقة فقط لن يتم انتهاك الحق في الانتماء والتصرف في مجلس الأمن ". ليتعلم الحكام العرب من جرأته.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا