في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في لحظةٍ واحدة انطفأت بسمةٌ كانت تنبض بالحياة والأمومة والكدّ من أجل أبنائها. رحلت الأم الشابة بسمة عماش من جسر الزرقاء، ابنة الثالثة والأربعين عامًا، مطلع الاسبوع إثر حادث غرقٍ أليم في بركة مياه بمنطقة جفعات عادا،
الأم من جسر الزرقاء التي لم تكن تعلم انه الوداع.. الوصية الأخيرة التي أحرقت قلب ابنتها قبل أن يغمرها الماء وتغرق في البركة
تاركةً وراءها زوجًا وستة أبناء وبيتًا يستند على تعب قلبها ويديها. بين صدمة الفقدان وحزن الأحبة، تتردد كلمات عائلتها لتروي حكاية امرأةٍ لم تعرف سوى العمل والبيت، ولم تجمع حولها سوى المحبة والاحترام.
قناة هلا زارت بيت العزاء في جسر الزرقاء والتقت بشقيقها وابنتها، فاستمعت إلى شهاداتٍ مؤثرة من ذويها الذين تحدّثوا بألمٍ عن تفاصيل أيامها الأخيرة، ووصاياها لأبنائها، وقلوبٍ ما زالت عاجزة عن استيعاب رحيلها المفاجئ. وقال يوسف معارك، شقيق المرحومة بسمة عماش في حديثه لموقع بانيت وقناة هلا حول تلقيه لخبر وفاة شقيقته: "كنا جالسين في البيت حين اتصل بي خالي وقال لي ما حدث. في البداية قلت له: "يا ابن الحلال سيبنا منك فلتنا من المزح هسا".. لكن بعد ذلك بدأت أتحقق بنفسي، حيث اتصلت بأحد أقاربي وقال لي انها توفت غرقا بالفعل".
وأشار يوسف معارك الى "ان بسمة كانت من عملها إلى بيتها، ومن بيتها إلى عملها. الجميع كان يحبها، وعندما سمع الناس خبر وفاتها "انجنوا". الجيران والأحبة كلهم كانوا يحبونها. كانت تساعد زوجها ويعيشون بالإيجار وحالتهم صعبة جدًا. نسأل الله أن يعينهم".
واختتم قائلاً: "المرحومة كانت أمًّا لخمسة بنات وولد، تبلغ من العمر 43 عامًا، وتسكن مع عائلتها في بيت بالإيجار. راتب زوجها لم يكن كافيًا، فكانت تساعده لكسب لقمة العيش لأولادهم".
"أمي كانت كثير منيحة، تعامل الناس بكل محبة "
وقالت سعاد عماش ابنة المرحومة في حديثها لموقع بانيت وقناة هلا: "كنا جالسات، وفجأة بدأ الناس يتصلون بأختي ويقولون لها: «شو صار مع أمك؟» قالوا لنا إنها توفيت. في البداية لم نصدق، فاتصلتُ بوالدي، فجاء مسرعًا، وأخبرناه بما سمعنا. فقال لنا: «هسا كنت احكي معها». ثم اجتمع الناس حولنا، وجاءت مندوبة الشؤون الاجتماعية، وأخبرتنا أن والدتنا قد توفيت". وأضافت واصفة أمها بحزن وألم : "أمي كانت كثير منيحة، تعامل الناس بكل محبة، وكانت حنونة علينا جميعًا، تحبنا وتحب أخانا كثيرًا".
وحول اخر حديث بينها وبين أمها، قالت : " آخر مرة تحدثتُ معها كانت يوم السبت، كنا جالسات معًا، فقالت لنا: «ديرن بالكن»، وراحت هيك عشان تجبلنا الرزقة، قالتلي ادير بالي على ابوي وخواتي، وبالفعل، عادت في ذلك اليوم، طلبنا منها طعامًا فقامت بطلبه لنا، وفي اليوم التالي، قبل أن تخرج أيقظتنا وأعطتنا مصروف الفطور، وقالتلنا ديرن بالكن على ابوكن واذا بصير اشي اتصلنلي".
واختتمت قائلة: "أكثر ما يذكرني بأمي هو حنانها، فقد كنا نجلس معًا طوال الوقت، 24 ساعة. أمي كانت صاحبة قلب طيب مع الجميع، ولو رأيت جنازتها لعرفت كم الناس أحبّوها وحزنوا عليها. رحمها الله. وكنت أساعدها في عملها لأننا نسكن في بيت بالإيجار".
مصدر الصورة
مصدر الصورة