في ظل تصاعد وتيرة العنف في المجتمع العربي، وازدياد جرائم القتل التي تحصد أرواح الأبرياء بلا رادع، استيقظنا مجددًا على فاجعة جديدة تمثلت بمقتل الناشطة الاجتماعية سوزان من مدينة الطيرة. هذه الجريمة المروعة هزّت الرأي العام وأثارت موجة من الغضب والأسى، خاصة في أوساط النساء الناشطات في العمل المجتمعي والاجتماعي، ممن عرفن سوزان كصوت نسوي حر ومبادر من أجل التغيير.
وفي حديث لموقع "بكرا"، عبّرت الناشطة الاجتماعية هيام طنوس عن حزنها العميق وصدمتها من الخبر المؤلم، قائلة: "ما زلت مهزوزة ومصدومة من سماع هذا الخبر المفجع، فقدنا إنسانة وصديقة كانت حاضرة ومرافقة لنا في الكثير من النشاطات مع نساء يصنعن السلام."
وأضافت هيام طنوس: "سوزان كانت إنسانة ذات قلب كبير، تميّزت ببسمتها الجميلة وروحها المبادِرة. لم تكن تنتظر أن يتغير الواقع، بل كانت من أوائل من يسعون لتغييره، خصوصًا في ظل الجرائم البشعة التي تفتك بنا كمجتمع عربي يعيش دوامة العنف والدماء والفقدان."
مقتل سوزان لم يكن مجرد جريمة عابرة
وأشارت إلى أن مقتل سوزان لم يكن مجرد جريمة عابرة، بل "هزّ المجتمع بأكمله، وبالذات النساء النشيطات اللواتي يؤمنّ بالتغيير وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. لقد دفعت سوزان ثمن كونها امرأة قديرة آمنت بأن التغيير ممكن، رغم أن مجتمعنا يعيش ركودًا مؤلمًا على كل المستويات."
وختمت هيام طنوس بالقول: "لا يمكننا الصمت بعد اليوم. دم سوزان ليس رقمًا جديدًا في لائحة الضحايا. هو صرخة في وجه العجز، في وجه كل من تخاذل وتقاعس وتواطأ مع هذا الواقع المرّ."