في أجواء من الود والاحترام المتبادل، استضافت سفارة جمهورية فيتنام الاشتراكية في تل أبيب لقاءً رسمياً خاصاً يوم الاثنين 28 /4/2025، لأعضاء المجلس العربي للعلاقات الخارجية وشخصيات عربية اعتبارية من كافة انحاء البلاد، وذلك في إطار الذكرى الخمسين لتحرير جنوب فيتنام وتوحيد البلاد في 30 أبريل 1975 – الحدث التاريخي الذي شكّل علامة فارقة في مسيرة التحرر الوطني حول العالم وذلك عقب دحر الاستعمار الامريكي والتدخل العسكري الأمريكي من قارة آسيا. جاء اللقاء بمبادرة فريدة من نوعها وبرعاية كريمة من سعادة سفير فيتنام السيد لي ترا في البلد ورئيس المجلس العربي للعلاقات الخارجية السيد خالد خليفة.
تميّز اللقاء بأجواء من الدفء والترحاب، حيث كان مخصصاً لتكريم الضيوف العرب الذين حضروا خصيصاً من أجل المشاركة في هذا الحدث الرمزي، الذي يعكس عمق النضال الفيتنامي من أجل الحرية والسيادة الوطنية، ويُذكّر بتاريخٍ مشترك بين الشعوب التي كافحت من أجل التحرر من الاستعمار. وقد عبّر السفير لي ترانج في كلمته الافتتاحية عن اعتزازه الكبير بهذه المناسبة التاريخية، مشيراً إلى أن فيتنام، التي انتصرت على واحدة من أعقد الحروب في التاريخ الحديث، قد استطاعت أن تحقق إنجازات ضخمة في مجالات التنمية والاقتصاد والتعليم والصناعة، وأن تجربتها تشكل مصدر إلهام للكثير من الشعوب حول العالم.
من جهته، الصحفي خالد خليفة، ألقى كلمة مؤثرة عبّر فيها عن امتنانه العميق لسعادة السفير ولطاقم السفارة على هذه المبادرة الرفيعة، مشدداً على أن الشعب العربي كان ولا يزال يتابع تجربة فيتنام بإعجاب واحترام. وأكد خليفة أن وحدة فيتنام ونضالها من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية كانت وما تزال محفورة في وجدان كل عربي حر، مشيراً إلى أن الشعوب العربية تعلمت الكثير من صمود وإصرار الشعب الفيتنامي الجبار. وأضاف خليفة لمسة شخصية إلى كلمته حين استذكر والده الراحل محسن يوسف خليفة، الذي كان قد زرع فيه منذ أواخر الستينيات محبة وتقدير هذا الشعب، وعلّمه عن مزايا نضاله المستميت من أجل الكرامة الوطنية، في زمن كانت فيه فيتنام رمزاً عالمياً للحرية.
كما ألقى عدد من الضيوف كلمات بهذه المناسبة، عبّروا فيها عن احترامهم العميق للتجربة الفيتنامية، وعلى رأسهم الدكتور حنا خوري، الذي شكر السفير الفيتنامي على دعوته الكريمة، وهنأ الشعب الفيتنامي بهذه المناسبة التاريخية، مشيراً إلى أهمية التواصل بين الشعوب الحرة، ومشيداً بالعلاقات المتنامية بين العرب وفيتنام.
أما الدكتور نبيل أيوب، فقد ألقى كلمة وجدانية تحدث فيها عن سعادته وأشاد باللقاء الاخوي مع الإخوة الفيتناميين كما وصفهم، معبّراً عن إعجابه العميق بتجربتهم، ومؤكداً عزمه على زيارة فيتنام قريباً، بهدف تعميق جسور التعاون والاطلاع عن كثب على مسيرة التقدم في هذا البلد الصديق.
وقد شارك في هذا اللقاء عدد من أعضاء واصدقاء المجلس العربي للعلاقات الخارجية والشخصيات العربية البارزة، من بينهم:
وقد أثنى السفير الفيتنامي وطاقم السفارة، إلى جانب الصحفي خالد خليفة، بالشكر والتقدير الخاص للباحثة والمنسقة الاستراتيجية حنان موسى، على دورها الفاعل في إنجاح هذا اللقاء، من حيث التنسيق والمرافقة والجهد الكبير الذي بذلته في سبيل تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين الجانبين، وقد قدمت في هذا اللقاء الأطعمة من المطبخ الفيتنامي القومي والمأكولات العربية الشعبية
واختُتم اللقاء بتبادل كلمات التقدير والتقاط الصور التذكارية، فيما عبّر الحاضرون عن رغبتهم في تعزيز العلاقات مع فيتنام في مجالات متنوعة، منها السياحة، والتبادل الأكاديمي، والاستثمار، والتعاون في المجالات الثقافية والإعلام والتبادل التجاري.
الجدير بالذكر أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها سفارة جمهورية فيتنام بمناسبة مرور نصف قرن على إعلان الوحدة التاريخية، وهو يعكس رغبة جمهورية فيتنام والعرب في هذه البلاد في توطيد العلاقات وتطويرها، على أسس من الاحترام والتقدير المتبادل.