اختتمت جمعية إرادة التوحد بنجران فعالياتها الخاصة باليوم العالمي للتوحد، التي أُقيمت في أمسية حافلة بالبرامج التوعوية والتثقيفية والترفيهية، وذلك بحضور عدد من المختصين، وأسر الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، والمهتمين من المجتمع المحلي.
تضمنت الفعالية عددًا من أوراق العمل التي سلطت الضوء على الجوانب التربوية والصحية والاجتماعية المتعلقة بالتعامل مع أطفال التوحد، حيث قدم الدكتور صهيب سهيل ورقة عمل مميزة حول الأسرة في رعاية وتأهيل الطفل التوحدي، مبينًا أهمية الفهم العميق لطبيعة الاضطراب ودور الأسرة والمجتمع في دمج الأطفال المصابين في الحياة اليومية.
كما قدّمت أخصائية التغذية ناهد عمر ورقة عمل بعنوان "التغذية والتوحد"، استعرضت فيها العلاقة بين النظام الغذائي والتأثيرات السلوكية للأطفال المصابين بالتوحد، مؤكدةً على أهمية التغذية السليمة في دعم الصحة النفسية والبدنية لهؤلاء الأطفال.
وفي سياق متصل، قدّمت إدارة التدريب والتثقيف المجتمعي بهيئة الهلال الأحمر دورة تدريبية بعنوان "أساسيات الإسعافات الأولية"، استهدفت تثقيف الحضور بمهارات التدخل السريع في الحالات الطارئة، خاصةً في البيئات التي يوجد بها أطفال من ذوي اضطراب التوحد.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم المشاركين في أوراق العمل والمشاركين والجهات الداعمة، تعبيرًا عن الامتنان لمساهماتهم القيمة. كما تخلل البرنامج حفل ترفيهي بهيج لذوي اضطراب التوحد، تضمن أنشطة تفاعلية وفقرات ترفيهية وفنية تهدف إلى إدخال الفرح على قلوبهم وتعزيز اندماجهم مع أقرانهم.
وفي لفتة إنسانية تعبّر عن التقدير والدعم الأسري، تم خلال الحفل تكريم "الأسرة المثالية" التي كان لها دور بارز في دعم طفلها من ذوي اضطراب التوحد، وتقديم نموذج يُحتذى به في الصبر، والوعي، والمشاركة الفاعلة مع الجمعية في البرامج التأهيلية والتوعوية. وجاء هذا التكريم تقديرًا لجهود الأسر التي تشكل حجر الأساس في رعاية واحتواء أبنائها، وتعكس الأثر الإيجابي للتعاون بين الأسرة والجهات المختصة في تحقيق تقدم ملموس على مستوى دمج الطفل في المجتمع.
تأتي هذه الفعالية تأكيدًا على أهمية رفع الوعي المجتمعي باضطراب التوحد، وتعزيز ثقافة الشمولية والدمج، وتوفير بيئة داعمة للأطفال المصابين وأسرهم.
وأكدت أ. غالية السويدي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، على أهمية الدور الذي تضطلع به الجمعية في دعم وتمكين ذوي اضطراب طيف التوحد، مشيرةً إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يأتي ضمن استراتيجية الجمعية لتعزيز التوعية المجتمعية وتوفير بيئة شاملة وداعمة للأطفال المصابين وأسرهم.
وأوضح منصور سمران، المدير التنفيذي للجمعية، أن الجمعية تؤمن بأن لكل طفل الحق في الفهم، والتقدير، والدمج، وتعمل بكامل طاقاتها لتوفير البرامج والتدريب والدعم اللازم للأسر والمجتمع، كي يتمكن الجميع من التعامل الإيجابي مع أطفال التوحد. كما تسعى الجمعية باستمرار لتنفيذ برامج تدريبية، وورش عمل، ومبادرات ميدانية تسهم في رفع الوعي وتسليط الضوء على احتياجات الأطفال من ذوي التوحد، ومساندة أسرهم في رحلتهم التربوية والاجتماعية.