في ظل عدوان لا يتوقف، وقصف لا يرحم، تُطل علينا الدكتورة صباح عبد الهادي، وهي طبيبة وناشطة من قطاع غزة، لتصف لنا بكلمات موجعة حال القطاع الذي يعيش "يوم القيامة" بكل تفاصيله.
"تستفيق الأمهات على أصابع الغبار... تبحث في الركام عن صوتٍ كان يضحك بالأمس. عن حكايةٍ كانت تلتحف الليل، قبل أن تغرق في صمت التراب."
بهذه الكلمات بدأت الدكتورة صباح حديثها لـ"بكرا"، محاولة نقل صورة ما يجري في غزة، حيث الموت يختبئ في كل زاوية، وصدى الانفجارات لا ينفك يمزق الصمت.
وتُضيف: "غزة تُباد يا عالم... تُباد يا زعماء العرب والمسلمين. لا يوجد مكان آمن هنا. حتى خيمة الصحفيين أمام مستشفى ناصر تم استهدافها. صحفي احترق أمام عدسات الكاميرات، فماذا بعد؟"
يموت الإنسان حزنًا إذا خذله أحد
تتحدث صباح بقلب مثقل، ليس فقط بالخوف، بل بالخيانة التي يشعر بها كل من بقي تحت القصف.
"يموت الإنسان حزنًا إذا خذله أحد، فكيف بمن خذلته أمة؟!" وأكملت: "يا رب، لقد ضاقت… بل فاقت الضيق خناقًا. وكأن هذا العالم بكل ثقله جاثم على صدورنا، يسحب أنفاسنا، ويثقل أرواحنا، ويطيل انتظار الفرج."
هي صرخة امرأة تمثل ملايين الفلسطينيين في غزة، لا تطلب سوى الأمان لأطفالها، والنجاة لبيوتهم التي باتت مجرد أطلال.
"بالله عليكم، ماذا فعلت غزة ليُحرق أولادها؟ لماذا كل هذا العذاب؟"
وفي ختام حديثها، رفعت دعاءً علّه يخترق السماء: "اللهم ارفع عنّا هذا البلاء، وأفرغ علينا صبرًا لا ينفد، وأمطر على قلوبنا سكينة... فأنت أرحم الراحمين".
غزة ليست مجرد مدينة، إنها جرح مفتوح في قلب الإنسانية. وكلمات الدكتورة صباح، رغم ألمها، تحمل في طياتها نداءً لكل ضمير حي: "اسمعونا... قبل أن نصمت للأبد."