في حفل بهيج، احتضنته قاعة البشارة للرّوم الأرثوذكس في النّاصرة بتاريخ 31 يناير 2025م، وبدعوة من منتدى النّاصرة الثّقافيّ ورعاية مجلس الطّائفة الأرثوذكسيّة، تمّ إشهار رواية "فرصة ثانية" للأديبة صباح بشير وكتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" للأستاذ المحامي فؤاد نقّارة.
شارك في الأمسية كلّ من الدّكتور منير توما والدّكتور أليف فرانش، وأدارتها بلباقة الدّكتورة حنان جبيلي عابد.
افتتح الأمسية مدير المنتدى، السيّد كريم شدّاد، بكلمة ترحيبيّة حارّة بالضّيوف والحضور الكريم، عبّر فيها عن اعتزاز المنتدى بنادي حيفا الثّقافيّ وإدارته الحكيمة، وبرامجه الثّقافيّة والإبداعيّة الدّائمة.
بعد ذلك، قدّم د. منير توما قراءة في كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة"، مشيدا بمؤلّف الكتاب، الّذي وصفه بالصيّاد العريق الّذي مارس هوايته بإخلاص ومحبّة، وأضفى عليها من روحه الخيّرة، مؤكّدا على أنّ سمات نقّارة نابعة من تربيته الإنسانيّة الفاضلة، في بيئة تشجّع وتنمّي قوّة التحمّل والصّبر في ممارسة هواية الصيّد، ثمّ قدّم التّهاني للأستاذ نقّارة على تأليفه هذا الكتاب الأنيق، مشيرا إلى الجهد الّذي بذله لإخراج هذا الكتاب إلى النّور، وإفادة جمهور القرّاء بمعلومات شاملة وجديدة من عالم الصيّد والأسماك والبحر.
من جانبه، شكر الأستاذ فؤاد نقّارة منتدى النّاصرة ومجلس الطاّئفة الأرثوذكسيّة على هذه الأمسية، وتحدّث عن شغفه بالبحر والكائنات البحريّة منذ طفولته، وكيف ترجم هذا الشّغف إلى كلمات في كتابه الّذي يشارك فيه القرّاء خلاصة تجاربه وخبراته ومعلوماته، وذكرياته الّتي يحتفظ بها في أعماق قلبه، ثمّ قال: لم أرغب في حجب هذه المعرفة عن الآخرين، بل أردت نشرها ليستفيد منها الجميع، فالعطاء هو أسمى معاني الإنسانيّة، وهو ما يديم الحياة ويثريها، وكم هو جميل أن يسهم الإنسان في نشر المعرفة والمعلومة الصّحيحة.
أما الدّكتور أليف فرانش، فقدّم قراءة نقدية قيّمة لرواية "فرصة ثانية" للأديبة صباح بشير، وفي سياق مداخلته، سلّط الضّوء على الأساليب السّرديّة الّتي اعتمدتها الكاتبة، مثل أسلوب التّوازي والتّقاطع بين المشاهد، وأوضح كيف يسهم هذا الأسلوب في إثراء تجربة القارئ من خلال استكشاف شخصيّات متنوّعة، وإبداع طبقات سرديّة متداخلة، تبدأ منفصلة ثم تتقاطع بطرق غير متوقّعة، ممّا يضفي على النّص عنصر التّشويق والإثارة.
تلته الأديبة صباح بشير بكلمة شكر للحاضرين ولمنتدى النّاصرة والمجلس، وأعربت عن امتنانها للقرّاء على دعمهم، تحدّثت عن روايتها بإيجاز؛ كرحلة بحث في دروب الحبّ والخسارة والأمل والإحباط، وأضافت: هذه الرّواية بالنّسبة لي، هي تجربة إبداعيّة أسعى من خلالها إلى التّواصل مع القرّاء، ومشاركتهم أفكاري وهواجسي، الّتي قد تكون صدىً لهواجسهم وأفكارهم، وأطمح أن تشكّل حلقة وصل بيني وبينهم، وأن تكون جسرا يربطني بهم، وآمل أن يجدوا فيها ما يلامس قلوبهم وعقولهم، ويحفزهم على التّأمّل في ذواتهم وفي العالم من حولهم.
في الختام، قامت إدارة منتدى النّاصرة بتكريم الأستاذ فؤاد نقّارة والأستاذة صباح بشير، ثمّ انتهت الأمسية بالتقاط الصّور التّذكاريّة.