آخر الأخبار

حرب غزة: الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيراً لسكان برج "مكة" قبل قصفه، بعد استهدافه برجاً آخر ضمن حملة لاستهداف مبانٍ متعددة الطوابق في المدينة

شارك
مصدر الصورة

أفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيراً عاجلاً لسكان نازحين في برج مكة المؤلف من 16 طابقاً الواقع في مدينة غزة.

وقال الشهود إن الجيش أمهل قاطني البرج الواقع في منطقة دوار أبو مازن غربي مدينة غزة بضع دقائق لمغادرته، قبل قصفه.

ويأتي ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف برجاً في قطاع غزة، بعد وقت قصير من قوله إنه سيهاجم، خلال الأيام المقبلة، عدة مبانٍ في مدينة غزة، قال إنها قد تحولت إلى بنى تحتية عسكرية تابعة لحركة حماس.

وقصف الجيش الإسرائيلي برج "مشتهى" الواقع في منطقة أنصار غربي مدينة غزة، بعدد من الصواريخ بهدف تدميره بشكل كامل.

وذكر شهود عيان أن البرج، المكون من ستة عشر طابقاً، قد سُوِي تماماً بالأرض جراء الغارة المكثفة.

وإثر ذلك، فر مئات النازحين الذين كانوا بداخل البرج وفي الخيام المحيطة به قبيل القصف، الذي جاء بعد إعلان الجيش توسيع عمليته العسكرية في مدينة غزة.

وفي أول تعليق على الضربة، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أغارت على مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة، كان يُستخدم من قبل حركة حماس لتأسيس "بنى تحتية مسلحة" بهدف تنفيذ مخططات ضد القوات الإسرائيلية.

وبحسب بيان الجيش فإن المبنى استُخدم من قبل عناصر حماس للتخطيط لـ"عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، وكمركز لنصب كمائن"، مشيراً إلى أن قواته اتخذت جميع الإجراءات لتفادي إصابة المدنيين، قبل قصف المبنى "بما في ذلك توجيه تحذيرات للسكان، واستخدام ذخيرة دقيقة، بالإضافة إلى الاستطلاع الجوي وجمع المعلومات الاستخبارية".

واتهم المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل إسرائيل بتنفيذ "سياسة ممنهجة للتهجير القسري بحق المدنيين" باستهدافها المباني المرتفعة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 19 شخصا في مدينة غزة ومحطيها، من بين 32 فلسطينيا قتلوا في أنحاء القطاع الجمعة.

من جانبه، قال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفوت لوكالة فرانس برس إن الاتحاد الأوروبي "ليس على مستوى المسؤولية في هذه الأزمة الإنسانية الهائلة".

تحذيرات استباقية

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ظهر الجمعة، أنه سيهاجم، خلال الأيام المقبلة، أبراجاً متعددة الطوابق في مدينة غزة، يقول إن حركة حماس كانت تستخدمها تمهيداً لتوسيع عمليته.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر إكس، "تمهيداً لتوسيع الضربات لحماس في مدينة غزة أجرى جيش الدفاع بحثاً استخباراتياً واسعاً ورصد نشاطاً إرهابياً مكثفاً لمنظمة حماس الإرهابية في مجموعة واسعة من البنى التحتية في مدينة غزة، وخاصة في الأبراج متعددة الطوابق".

وأضاف أدرعي أن حماس "قامت بدمج وسائل جمع معلومات استخبارية، وكاميرات، ومواقع قنص وإطلاق صواريخ مضادة للدروع داخل هذه المباني، وفي بعضها أُنشئت غرف مراقبة ومراكز قيادة وسيطرة"، إضافة إلى أن "البنى التحتية تحت الأرض التابعة لحماس، تمرّ بالقرب من هذه المباني بهدف وضع كمائن ضد قوات جيش الدفاع وتوفير طرق هروب محتملة من المقرات التي أُقيمت فيها".

وأوضح أن حماس "زرعت عبوات ناسفة عديدة قرب عدد من المباني في قطاع غزة، وهذه العبوات معدّة للتفجير عن بُعد بواسطة وسائل المراقبة المثبّتة على المباني، بغية استهداف قوات الجيش عند اقترابها".

وردّاً على ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن محاولات إسرائيل "تبرير استهداف الأبراج السكنية وتدمير مدينة غزة، بادّعاءات كاذبة عن استخدامها من حماس، ليست سوى ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة، الهدف منها التغطية على جرائمه البشعة بحق المدنيين العزّل، ومواصلة سياسة الإبادة والتدمير الشامل للقطاع".

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر إكس، إن "نافذة من بوابات الجحيم فُتحت الآن في غزة"، مشيراً إلى إصدار الجيش إنذاراً أول لإخلاء مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة قبل قصفه.

وأضاف كاتس أن العمليات العسكرية ستتواصل وتتصاعد حتى يوافق قادة حركة حماس على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن والتخلي عن السلاح وإلا سيتم تدمير الحركة، على حد تعبيره.

سيطرة إسرائيلية على 40 في المئة من مدينة غزة

ويأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس أنه يسيطر حالياً على 40 في المئة من مدينة غزة، كبرى مدن القطاع الفلسطيني، ويستعد للسيطرة عليها بالكامل في هجوم جديد.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في مؤتمر صحفي مساء الخميس: "مستمرون في تدمير بنية حماس التحتية. نسيطر اليوم على 40 في المئة من أراضي مدينة غزة"، في إشارة إلى حيَّيْ الزيتون والشيخ رضوان.

وأضاف: "سنواصل توسيع نطاق العملية وتكثيفها في الأيام المقبلة".

وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة ضرباتها في محيط مدينة غزة.

مصدر الصورة

5 قتلى "حرقاً" داخل حافلة

ميدانياً، قتل 5 أشخاص "حرقاً، بينهم أطفال"، بعد قصف جوي إسرائيلي استهدف حافلة صغيرة في منطقة التوام غربي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، حسبما قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان.

وقالت المصادر نفسها إن النيران اشتعلت في أجساد ركاب الحافلة وتفحمها، مما يرفع عدد القتلى اليوم في القطاع إلى أكثر من 40، منهم 30 على الأقل، في مدينة غزة، وفق أرقام فلسطينية.

وفي السياق، قالت وزارة الصحة في غزة إن 69 قتيلاً و422 إصابة وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة ماضية، ليرتفع إجمالي عدد القتلى والجرحى منذ بدء الحرب إلى أكثر من 64,300 ألف قتيل ونحو 162 ألف مصاب.

وتحدثت الوزارة في بيان عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 190 آخرين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات خلال الساعات الماضية، ليرتفع إجمالي عدد القتلى ممن وصلوا إلى المستشفيات أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات إلى 2362 قتيلاً وأكثر من 17,400 إصابة.

وفي السياق، سجّلت وزارة الصحة في قطاع غزة خلال 24 ساعة ماضية، 3 وفيات جديدة "نتيجة المجاعة وسوء التغذية"، ما يرفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 376، بينهم 134 طفلاً، وفق ما قالت وزارة الصحة الجمعة.

ومنذ إعلان لجنة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، سجلت 98 وفاة، من بينهم 19 طفلاً، على ما ذكرت الوزارة في بيان مقتضب.

وفي السياق، حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من استمرار المجاعة في غزة، داعياً إسرائيل الى وقف هذه "الكارثة"، ولافتاً إلى أن 370 شخصاً على الأقل قضوا بسبب الجوع في القطاع.

وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة في جنيف، "إنها كارثة كان يمكن لإسرائيل أن تتجنبها وتستطيع وقفها في أي لحظة".

"ممارسات عدائية"

أكدت جامعة الدول العربية، في وثيقة صادرة عقب اجتماعها الذي اختُتم يوم الجمعة، أنه "لا يمكن تحقيق تعايش سلمي في منطقة الشرق الأوسط طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وسعي إسرائيل إلى ضمّ مزيد من الأراضي، إلى جانب استمرار ما وصفته بممارساتها العدائية".

وشددت القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية على "عدم إمكانية التعويل على ديمومة أي ترتيبات للتعاون والتكامل والتعايش بين دول المنطقة في ظل استمرار احتلال إسرائيل لبعض الأراضي العربية أو التهديد باحتلال أو ضمّ أراض عربية أخرى".

وجدّدت الجامعة العربية في البيان الصادر عنها التأكيد أن "غياب التسوية السلمية للقضية الفلسطينية هو السبب الرئيسي في اندلاع جولات عنف في المنطقة"، على حد تعبيرها.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا