آخر الأخبار

"هذا هو اختبار ترامب الحقيقي في الشرق الأوسط" - جولة الصحف

شارك
مصدر الصورة

المحادثات النووية الإيرانية في مسقط، وتتابع التحليلات المتعلقة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ودول أخرى، والتقارب السوري التركي وما يعنيه للولايات المتحدة، كلها موضوعات سنعرضها في جولة الصحف لهذا اليوم.

على وجه الخصوص، تترقب الصحافة الأمريكية نتائج المحادثات التي تستضيفها عُمان بين واشنطن وطهران، لكنها تشير إلى أن التحدي الأكبر لترامب في منطقة الشرق الأوسط لم يكن إيران، بل سوريا.

البداية من صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، حيث يرى الكاتب ميشيل دوران أن التحدي الأهم لترامب في الشرق الأوسط لم يكن إيران، بل سوريا.

فبعد سقوط نظام الأسد، بحسب المقال، تقود "حكومة انتقالية ضعيفة" بقيادة أحمد الشرع سوريا، بينما تسيطر تركيا على الشمال وتدعم الشرع، وتفرض إسرائيل نفوذها على الجنوب.

التوتر بين تركيا وإسرائيل يتصاعد، بحسب دوران، الذي يدرج الوساطة التي عرضها ترامب على نتنياهو قائلاً: "أي مشكلة لديك مع تركيا، أعتقد أنني أستطيع حلها... لكن عليك أن تكون معقولًا".

ويؤكد دوران أن سياسة ترامب الاقتصادية بدلاً من العسكرية تفرض الاعتماد على الحلفاء، لكن المشكلة أن الحليفين الأقوى- تركيا وإسرائيل- لا يثقان ببعض، على حد قوله.

ويشير إلى أن الضربة الإسرائيلية لقاعدة (تي4- T4) لمنع تمركز تركي، تُنذر بتصعيد قد يُشعل سوريا مجدداً. ويضيف أن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جعلت إسرائيل ترى في تركيا تهديداً مشابهاً لإيران، وبخاصة مع دعم أردوغان لحماس وعدائه العلني لإسرائيل، وفق الكاتب.

في المقابل، يسعى أردوغان إلى تأمين الحدود التركية وحل أزمة اللاجئين، إذ تستضيف تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، وعودتهم مرتبطة باستقرار سوريا، بحسب دوران.

ويقترح دوران، وهو مدير مركز السلام والأمن في الشرق الأوسط التابع لمعهد هدسون، خطة وساطة أمريكية تقوم على:


* سيطرة جوية لإسرائيل.
* دور ميداني لتركيا.
* نهاية التعاون الأمريكي مع الأكراد.
* وفتح باب الاستثمار الدولي في الإعمار.

ويرى أن الاعتراف بدور تركيا في سوريا سيمنحها نفوذاً، ويعيد التوازن دون مواجهة. كما يمكن لترامب تنسيق تحالف اقتصادي يشمل دول الخليج وأوروبا لضخ أموال إعادة الإعمار، مع استفادة الشركات التركية.

يختم دوران بأن نجاح هذه الخطة سيُظهر أن القيادة الأمريكية بدون قوات على الأرض ممكنة، وأن ترامب قادر على إعادة تشكيل النظام الإقليمي عبر الوساطة والاقتصاد.

"مضيعة للوقت"

مصدر الصورة

في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، مقال تناول فيه الكاتب أموتز آسا-إيل المحادثات النووية في عُمان، محذراً من أنها ستكون، حسب وصفه، "مضيعة للوقت" و"هدية مجانية لنظام لا يعرف إلا الخداع".

ويبدأ الكاتب بالسؤال "إن كان نتنياهو لم يعلم بقرار ترامب إلا عندما علمنا نحن، فكيف لم يعرف ما ينوي صديقه المقرّب فعله؟ وإذا كان يعلم، لماذا لم يمنعه من هذا الانعطاف الخطير؟".

ويشرح أن "الأنظمة الديكتاتورية لا تتفاوض بنيّة صادقة، مستشهداً بتجارب تاريخية سابقة، انتهت بالخداع" بحسب تعبيره.

ويشير الكاتب إلى أن إيران لا تملك القوة العسكرية نفسها في الماضي، بل تنحصر قدراتها على "ترويع الدول وزعزعة استقرار العالم- كما فعلت وتواصل فعلها- إذا لم تُواجَه".

ويضيف أن الهدف من أي حوار مع ترامب كان، في رأيه، فقط لكسب الوقت، ورفع بعض العقوبات، مع الإبقاء على المشروع النووي العسكري "قابلًا للاستخدام"، مقابل تقديم وعود بتباطؤ زائف في وتيرته، وفق تعبير الكاتب.

ويعتبر الكاتب أن هذه المحادثات "لن تُغيّر من أهداف طهران الكبرى، التي يحددها بثلاثة: فرض إيران على الشرق الأوسط، وفرض التشيّع على الإسلام، وفرض الإسلام على البشرية".

ويقول إن التفاوض مع إيران أمر "عبثي" وسيُهدر المكاسب التي تحققت مؤخراً من خلال خسائر إيران في سوريا ولبنان، وفقدانها بعض قدراتها الدفاعية الجوية، إضافة إلى انهيار اقتصادي وتذمّر شعبي واسع.

ويُعدد الاتهامات ضد طهران، قائلًا إنها "أحرقت حقول النفط السعودية، خطفت لبنان، مزّقت سوريا، أطلقت صواريخ على إسرائيل، اعتدت على التجارة البحرية، ونشرت الإرهاب الدولي، وتسعى الآن لتتوج كل هذا بقنبلة نووية".

ويقترح الكاتب خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الأزمة: "الإفراج عن كافة السجناء السياسيين، السماح بإنشاء جمعيات سياسية قانونية وإجراء انتخابات حرة بعد ستة أشهر بإشراف دولي، والاعتراف بإسرائيل".

ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن التفاوض مع إيران ليس طريقاً للسلام، بل هروب من الحسم.

"العالم أجمع أصبح رهينة المكتب البيضاوي"

مصدر الصورة

يطرح الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند في مقاله بصحيفة الغارديان البريطانية تساؤلًا ملحاً حول "الثمن الحقيقي لدونالد ترامب"، مشيراً إلى أن ما يدفعه العالم من تكاليف يتجاوز الخسائر الاقتصادية المباشرة إلى ما يُعرف في الاقتصاد بمفهوم "تكلفة الفرصة الضائعة".

ويبدأ فريدلاند مقاله بالإشارة إلى أن الجميع بات مضطراً لإتقان مفردات اقتصادية كانت في السابق حكراً على المتخصصين، مضيفاً أن الوقت قد حان لإدخال مصطلح "تكلفة الفرصة" إلى هذا المعجم العام.

ويوضح أن هذا المفهوم لا ينطبق فقط على المال، بل على الوقت والطاقة والاهتمام أيضاً، وهو ما يجعل تأثير ترامب أكثر عمقاً.

يقول الكاتب إن "السياسات التجارية المتقلبة لترامب، وخاصة فرض الرسوم الجمركية على الدول الحليفة والعدوة على حد سواء، استنزفت طاقة الحكومات والمؤسسات العالمية، وأجبرتها على الانشغال الدائم بالتعامل مع قراراته المفاجئة".

ويشير إلى أن ترامب عرض قائمة الرسوم الجمركية الجديدة بأسلوب أقرب إلى عروض الألعاب التلفزيونية، ثم تراجع جزئياً في اليوم التالي، باستثناء الصين التي وُجهت لها رسوم إضافية.

ويرى فريدلاند أن العالم أجمع أصبح رهينة المكتب البيضاوي، حيث تتحكم تقلبات ترامب في حركة الاقتصاد العالمي، فهو "اعتاد في الماضي الحصول على اهتمام الصحف الصفراء، وأصبح اليوم مدمناً لمتابعة مليارات الناس لتحركاته"، بحسب قوله.

لكن الأهم، كما يرى الكاتب، ليس فقط الخسائر الاقتصادية المباشرة، بل ما يخسره العالم من فرص كان يمكن استغلالها لحل أزمات أكثر إلحاحاً؛ على رأسها التغيّر المناخي في دول أوروبا، وأزمة السودان التي يغيب عنها التنسيق الدولي والاستجابة الإنسانية، بحسب فريدلاند.

ويختم فريدلاند مقاله بالإشارة إلى محدودية القدرة السياسية للحكومات، قائلاً: "لقد قيل لي مراراً إن الحكومات يمكنها التعامل مع أزمة واحدة فقط، أو اثنتين على الأكثر. والآن يتم استنزاف هذا الهامش بالكامل في التعامل مع شيء كان يجب أن يكون مستقراً: العلاقة مع الولايات المتحدة ونظام التجارة العالمي".

ويرى أن ترامب لن يشعر بأي ذنب، بل سيستمتع أكثر كلما تورّط العالم في الفوضى التي يصنعها.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا