إصرار نساء بيتا على الحياة: صمود في مواجهة الحصار ورفض الاستسلام

في خطوة إنسانية لافتة، وصلت العيادة النسائية المتنقلة إلى قرية بيتا جنوب شرق نابلس، لتقدم خدماتها الطبية للنساء في هذه البلدة التي تعاني من حصار خانق وتحديات معيشية وأمنية متفاقمة. جاءت الزيارة ضمن مبادرة تعاون مع سيدات "جمعية بيتا التنموية النسائية"، بهدف تخفيف معاناة النساء في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الرعاية الصحية الأساسية.

رعاية طبية شاملة ومجانية للنساء

قدّمت العيادة، التابعة لمؤسسة "أطباء لحقوق الإنسان"، رعاية صحية مجانية للنساء شملت الفحوصات والعلاج وصرف الأدوية. هذه المبادرة خففت عن النساء عبء التنقل المكلف إلى المدن، ومنحتهن فرصة الحصول على العلاج دون شروط أو قيود. العيادة لم تقتصر على تقديم العلاج فحسب، بل نظمت أيضًا ورش توعوية، وعملت على تقييم احتياجات النساء والأطفال في بيتا.

تحديات يومية تفاقم الحاجة للخدمات الطبية

قرية بيتا تواجه واقعًا صعبًا. الحواجز العسكرية الكثيفة، ارتفاع تكاليف المعيشة، وبعد الخدمات الصحية الأساسية عن متناول السكان، كلها عوامل جعلت وصول العيادة إلى القرية ضرورة ملحة. النشاط الطبي نُظم داخل مبنى "جمعية المرأة" في القرية، وبتنسيق مع المجلس المحلي، حيث استعدت الغرف مسبقًا لاستقبال الفريق الطبي والمتطوعين.

إقبال واسع يعكس الحاجة الماسة

منذ ساعات الصباح، تجمعت عشرات النساء بانتظار دورهن لتلقي الرعاية الطبية، وسط أجواء يملؤها الترقب والأمل. هذه الزيارة هي الثانية للعيادة المتنقلة إلى بيتا، وجاءت في ظل تصاعد الهجمات الاستيطانية والقيود الأمنية التي فاقمت عزلة القرية، وحالت دون حصول نسائها على الرعاية الصحية التي يحتجنها.

خدمات طبية متكاملة لمئات النساء

استفادت 222 امرأة من خدمات العيادة، التي قدمت طيفًا واسعًا من الفحوصات والعلاجات. شملت الخدمات 29 فحصًا أوليًا، 48 معاينة نسائية، 52 فحصًا في طب الأسرة، 35 في طب الأعصاب، 26 فحصًا في طب العظام، و26 جلسة علاج بالوخز بالإبر، بالإضافة إلى 6 جلسات دعم نفسي. تم أيضًا صرف الأدوية المناسبة مجانًا، في محاولة لسد الفجوات الصحية المزمنة التي تعاني منها المنطقة.

"حق النساء في الرعاية الصحية": رسالة واضحة من الفريق الطبي

انتصار خروب، المسؤولة عن الأيام الطبية النسائية في مؤسسة "أطباء لحقوق الإنسان"، شددت على أهمية هذه العيادات المتنقلة في توفير الرعاية الصحية للنساء في المناطق النائية. وأكدت أن الفريق التطوعي يعمل بكل طاقته لضمان حصول النساء على علاج آمن وكريم، رغم الظروف الاقتصادية والأمنية القاسية.

وأشارت خروب إلى أن العيادة المتنقلة لا تقدم العلاج فقط، بل توفر أيضًا الدعم النفسي الضروري للنساء في هذه الظروف الصعبة، مؤكدة أن الهدف هو تخفيف معاناة النساء الفلسطينيات وتحقيق حقهن في الرعاية الصحية.