يمثل ارتفاع الكوليسترول حالة صحية خطيرة، حيث يؤدي تراكم الدهون في الشرايين إلى عرقلة تدفق الدم وزيادة خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، بل والخرف أحيانا.
ويعتمد الكثيرون على أدوية الستاتينات للسيطرة على مستويات الكوليسترول "الضار"، لكن هذه الأدوية ليست خالية من الآثار الجانبية، التي تشمل آلام العضلات ومشاكل الجهاز الهضمي والصداع. كما أن نصف من يتناولونها لا يصلون إلى المستويات الصحية بعد عامين.
وهنا يأتي دور نظام "بورتفوليو" الغذائي، الذي صاغه باحثون كنديون في السابق. ويقوم هذا النظام على أربع مجموعات غذائية رئيسية: الألياف والدهون غير المشبعة والمكسرات والبقوليات، وكل مجموعة تعمل على تقليل الكوليسترول الزائد بشكل مستقل، لكن دمجها معا يعزز التأثير ليصبح مشابها لعمل الأدوية.
وتظهر الدراسات أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يخفض الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تصل إلى 35% في شهر واحد فقط، وهو انخفاض مماثل لما تُحدثه بعض الستاتينات. كما وجدت دراسة كبيرة أجرتها جامعة هارفارد على مدى 30 عاما أن الالتزام الصارم بالنظام يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 14%.
الألياف اللزجة: موجودة في الشوفان والشعير والفاصوليا والعدس والتفاح والحمضيات وبذور الكتان والشيا. وتلتصق بالكوليسترول والأحماض الصفراوية لتمنع امتصاصها، ما يجبر الجسم على التخلص منها ويخفض LDL.
البروتينات النباتية: مثل التوفو والمكسرات والبقوليات. وتقلل من إنتاج الكوليسترول في الكبد وتعد بديلا صحيا للبروتين الحيواني.
الدهون غير المشبعة: مثل زيت الزيتون البكر الممتاز وزيوت الكانولا وفول الصويا ودوار الشمس. وتقلل من إنتاج الكوليسترول مقارنة بالدهون المشبعة.
الستيرولات النباتية: موجودة طبيعيا في المكسرات والبازلاء وزيت الكانولا، أو في الأطعمة المدعمة مثل الزبادي والسمن النباتي، وتمنع امتصاص الكوليسترول في الأمعاء.
إضافة إلى خفض الكوليسترول، أظهرت الدراسات الحديثة فوائد أخرى، مثل تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى النساء بعد انقطاع الطمث بنسبة 31%، والمساعدة على الشعور بالشبع، ما يمكن أن يدعم فقدان الوزن بشكل طبيعي.
الإفطار: عصيدة حليب الصويا مع التوت وحفنة من المكسرات.
الغداء: سلطة تحتوي على الحمص والخضروات الورقية والأفوكادو وبذور دوار الشمس مع زيت الزيتون، أو لفائف الحبوب الكاملة مع الحمص والخضار المشوية.
العشاء: طبق من التوفو المقلي مع البروكلي والأرز، وحلوى من الزبادي المدعم بالستيرول مع التوت والمكسرات.
ويتميز النظام بمرونته، إذ يمكن تعديل المكونات حسب التفضيلات الثقافية والشخصية. وعلى الرغم من أن اللحوم غير مسموح بها عادة، يمكن تناول كميات صغيرة من البروتين الخالي من الدهون مثل الدجاج والأسماك.
وتشير مؤسسة القلب البريطانية إلى أن النظام الغذائي لا يحل مكان أدوية الستاتين لأولئك المصابين بأمراض القلب، لكنه وسيلة رائعة للحفاظ على مستويات الكوليسترول منخفضة لدى الأشخاص الأصحاء نسبيا.
ينبغي مراجعة الطبيب المختص قبل تطبيق أي نظام غذائي أو التوقف عن استخدام دواء علاجي.
المصدر: ديلي ميل
المصدر:
روسيا اليوم