يعد القلق بشأن تراجع الرغبة الجنسية أو صعوبات العلاقة أمرا شائعا بين النساء، خصوصا مع الضغط المجتمعي والتغيرات الهرمونية.
ومثلما تشعر كثير من النساء بأن مشكلاتهن أُهملت سابقا أو اعتُبرت جزءا "طبيعيا" من الشيخوخة، فإن الحاجة إلى معلومات دقيقة ورعاية طبية مناسبة أصبحت أكثر إلحاحا اليوم.
وتشير أبحاث أسترالية إلى أن انخفاض الرغبة الجنسية قد يظهر في أي مرحلة عمرية؛ إذ تصل نسبته إلى 27% لدى النساء في أوائل العشرينيات، وتزداد تدريجيا لتتجاوز 90% لدى النساء في أواخر السبعينيات. ومع ذلك، لا يُعتبر انخفاض الرغبة مشكلة إلا إذا تسبب في ضائقة نفسية مزعجة.
تأثير مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاعه
تتراجع مستويات الإستروجين تدريجيا خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى أعراض مثل الهبّات الساخنة واضطرابات النوم وجفاف المهبل وتقلب المزاج، وهو ما قد يؤثر على الرغبة الجنسية. ويحدث انقطاع الطمث عند غياب الدورة لاثني عشر شهرا، عادة في سن 51 عاما تقريبا.
وقد يساعد العلاج الهرموني (MHT) على تخفيف هذه الأعراض، وقد أصبح أكثر أمانا ووضوحا مما كان يُعتقد سابقا بفضل الدراسات الحديثة وخيارات العلاج الجديدة.
متى يصبح انخفاض الرغبة الجنسية مشكلة طبية؟
عندما يستمر انخفاض الرغبة وصعوبة الإثارة ونقص المتعة لأكثر من 6 أشهر، ويتسبب في ضيق نفسي واضح، قد يُشخّص هنا اضطراب الاهتمام والإثارة الجنسية لدى الإناث (FSIAD). ورغم أن الأعراض شائعة، يمتنع كثير من النساء عن طلب المساعدة بسبب الشعور بالحرج أو الخوف من عدم تلقي الاهتمام اللازم.
ما حقيقة "الفياغرا النسائية"؟
رغم شيوع الاسم، فإن Addyi (فليبانسرين) لا يشبه الفياغرا الرجالية. فبينما تعمل الفياغرا على زيادة تدفق الدم، يستهدف "فليبانسرين" مستقبلات الدماغ التي تتحكم بالدافع والرغبة، من خلال خفض السيروتونين وزيادة الدوبامين والنورأدرينالين. أي أنه يعزز الرغبة الذهنية، وليس الاستجابة الجسدية.
ويُؤخذ الدواء يوميا، وقد يحتاج من 4 إلى 8 أسابيع ليظهر تأثيره.
وتشير الدراسات إلى تحسن بسيط يعادل تجربة جنسية مُرضية إضافية واحدة كل شهرين فقط.
كما ترافقه آثار جانبية شائعة، مثل:
الدوخة.
انخفاض ضغط الدم.
النعاس.
الغثيان.
عدم وضوح الرؤية.
إضافة إلى تفاعلات دوائية واسعة النطاق، وضرورة الامتناع التام عن الكحول، والتكلفة المرتفعة التي قد تصل إلى مئات أو آلاف الدولارات شهريا.
لماذا لا يكفي الاعتماد على "قرص واحد (كالفياغرا الرجالية)"؟
تتأثر الرغبة الجنسية بعوامل معقدة تشمل:
التوتر والإجهاد.
قلة النوم.
مشكلات العلاقات.
الأدوية.
تغير الهرمونات.
صورة الجسد وتقدير الذات.
ولذلك، يصعب على دواء واحد معالجة منظومة كاملة من العوامل الجسدية والنفسية والعاطفية.
كيف يتعامل الأطباء مع انخفاض الرغبة الجنسية؟
عند زيارة الطبيب، يقيّم عادة:
مستويات التوتر والنوم.
الأدوية المستخدمة.
علاقة المريضة بشريكها.
وجود قلق أو اكتئاب.
التغيرات الهرمونية.
وقد يتضمن العلاج فحوصات دم واستخدام العلاج الهرموني. كما قد تساعد التمارين وتحسين جودة النوم والعلاج النفسي أو الجنسي على تحسين الوضع بشكل ملحوظ.
هل يمكن أن يفيد "فليبانسرين" بعض النساء؟
نعم، قد يساعد بعض النساء إذا استُخدم بأمان وتحت إشراف طبي دقيق. لكن قيوده العديدة — خاصة التفاعل الخطير مع الكحول — تجعل شراءه عبر الإنترنت خيارا غير آمن، إضافة إلى مخاطر العيادات الإلكترونية التي قد تصرفه دون تقييم طبي حقيقي.
ما الذي يجب معرفته قبل تناول أي دواء للرغبة الجنسية؟
هناك خيارات علاجية متعددة لا تعتمد على الأدوية وحدها. والأهم هو التواصل الصريح مع الطبيب، وطلب رأي آخر عند الحاجة. ويمكن لأطباء الغدد والنساء تقديم دعم متخصص للنساء اللواتي يعانين حالات معقدة.
المصدر: ديلي ميل
المصدر:
روسيا اليوم