آخر الأخبار

هل ستقبل أوكرانيا أخيراً، بخطة السلام الجديدة لإنهاء الحرب الروسية على أراضيها؟

شارك
مصدر الصورة

يرغب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن كييف تسعى إلى السلام بصورة أكبر، إلا أنها ترفض القبول به مقابل تقديم تنازلات.

لذا عندما حثت الولايات المتحدة أوكرانيا على قبول اتفاق بحلول عيد الشكر، بما بدا أقرب إلى شروط الاستسلام،رفضت كييف ذلك بوضوح.

واستدعى الأمر تحركاً عاجلاً من كبار المسؤولين وإجراء محادثات في جنيف، وشاهدنا الأحد ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا يتنقلون ذهاباً وإياباً بين مقري الاجتماع الرئيسيين في سيارات ليموزين سوداء بنوافذ معتمة.

كما انضم إلى المحادثات مستشارو الأمن القومي من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.

وفي اللحظة الوحيدة التي رأيت فيها أندري يرماك، الذي يترأس وفد التفاوض عن كييف، بدت ملامحه متجمدة خالية من أي تعبير.

ولم يكن ذلك غريباً، فالمقترح المبدئي المطروح للتفاوض كان يميل بشكل كبير للمطالب الروسية، الأمر الذي اضطر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى نفي أن يكون المقترح قد صيغ في الكرملين.

لكن ترامب كان قد أوضح أنه يتعين على أوكرانيا أن تُبرم الاتفاق سريعاً، وإلا واجهت عواقب لم يُفصح عنها، وهو ما استلزم من كييف المشاركة في المحادثات.

وصرح روبيو، مساء الأحد، بأن المحادثات حققت "تقدماً كبيراً"، مع بقاء "بضعة أمور" عالقة، وعند الضغط عليه لذكر هذه الأمور، امتنع عن الخوض في التفاصيل، معتبراً أن الوضع "حساس".

وأشار بيان مشترك لأوكرانيا والولايات المتحدة إلى وجود اتفاق جديد بالكامل محل دراسة ومناقشة، ووُصف بأنه "وثيقة مبدئية معدّلة ومُراجعة".

وعلى الرغم من عدم الاطلاع على الوثيقة حتى الآن، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية نقلاً عن نائب وزير الخارجية الأوكراني، سيرجي كيسليتسيا، قوله إن هناك خطة جديدة تتألف من 19 بنداً، مع بقاء "القليل جداً" من المسوّدة الأولية.

وثمة احتمال أن الوثيقة الجديدة تتضمن على الأقل جزءاً من التعديلات التي اقترحها الأوروبيون ونشرتها وكالة رويترز للأنباء، وتوحي بصيغة أكثر ملاءمة لموقف كييف.

وفي هذه النسخة، لم يعد هناك حق نقض "فيتو" تلقائي لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في المستقبل، كما أُلغيت القيود على أعداد قواتها المسلحة.

وتشير الوثيقة إلى أنه لن تُنشر قوات غربية في أوكرانيا بشكل دائم، غير أن ذلك لا يُعد حظراً كاملاً.

مصدر الصورة

وفيما يتعلق بالمسألة الحساسة حول الأراضي التي يدافع الجنود الأوكرانيون عنها منذ 11 عاماً، فلن يكون هناك أي تسليم لبقية منطقة دونباس إلى روسيا بالمجان، وستعمل أوكرانيا على استعادة الأراضي المحتلة بالوسائل الدبلوماسية فقط، وقد سبق للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن أكد بذلك.

كما أُلغي العفو الكامل عن جرائم الحرب، والأهم من ذلك وجود إشارة واضحة إلى تقديم ضمانات أمنية.

وكان مسؤولون، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، تحدثوا عن حصول أوكرانيا على حماية مشابهة لما نصت عليه المادة الخامسة - من ميثاق الناتو-، وهو ما يلزم الولايات المتحدة بالتدخل للدفاع عنها في حال غزو روسيا لها مجدداً.

يشار إلى أن هذه هي القضية الجوهرية التي تؤكد أوكرانيا أنها غير قابلة للتفاوض عليها.

لا نعرف عدد الأفكار الأوروبية المدرجة في المقترح الجديد، لكن المستشار الألماني فريدريش ميرز يصف الاتفاق بأنه "مُعدّل بشكل كبير"، بالمعنى الإيجابي.

فكيف تحوّلنا من اتفاق منحاز لروسيا إلى هذا الاتفاق في غضون يوم واحد؟ يصعب التأكد، لا سيما مع وجود صقور أمريكيين، مثل مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، بين الحاضرين.

واستندت الخطة الأولى الداعمة للكرملين إلى زيارة ويتكوف، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الربيع الماضي، وعاد منها مردداً روايات روسيا المثيرة للجدل، تقريباً بشكل حرفي.

وعلى النقيض، يبدو أن هذه الخطة المعدّلة تمثل شيئاً قد تُوافق أوكرانيا عليه في نهاية المطاف.

وربما يكون هذا السبب وراء تحوّل في موقف ترامب من انتقاد المسؤولين في كييف، بزعم أنهم لم يظهروا له "أي امتنان"، إلى الإعلان عن "شيء جيد" منتظر.

والسؤال إلى أي حد يمكن أن يكون هذا الشيء جيداً؟ لا توجد حتى الآن أي إشارة إلى استعداد روسيا للتوقف عن القتال ما لم تُجبر على ذلك.

وترى تاتيانا ستانوفايا، خبيرة في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، أن "بوتين يتمتع في الوقت الراهن بثقة أكبر بنفسه على الصعيد العسكري".

كما تشير إلى فضيحة فساد وأزمة سياسية في كييف، إلى جانب صعوبات في تعبئة القوات هناك، وانتصارات للقوات الروسية على الأرض، وكلها عوامل تؤثر في رؤية بوتين.

ويرى بعض الخبراء أن مطلب ترامب الرامي إلى التوصل إلى اتفاق قد أضفى زخماً جديداً على جهود إحلال السلام، وهو ما يسعى إليه الأوكرانيون بشق الأنفس في ظل الظروف الراهنة.

وقالت ستانوفايا إن "موقف روسيا يتمثل في القول: لقد قدمنا مطالبنا، فهل ستقبلون بها أم لا؟ وفي حال القبول سنتوقف عن الحرب، أما في حال الرفض، فسننتظر ببساطة حتى تكونوا جاهزين".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا